في وجهه شافع
وأخبرنا أبو علي الجازري، حدثنا المعافى، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا علي بن يحيى قال:كنت واقفاً بين يدي المعتضد، وهو مقطب، فأقبل بدر، فلما رآه من بعيد تبسم وأنشد:
وَفي وَجهِهِ شافعٌ يَمحُو إساءَتَهُ،
من القُلوبِ، وَجيهٌ حَيثُ مَا شَفَعَا
ثم قال لي: لمن هذا ؟ فقلت: يقوله الحكم بن كثير المازني البصري.قال: أنشدني باقي الشعر، فقلت:
لَهْفي عَلى مَن أطَارَ النّوْمَ، فَامتَنَعَا،
وَزَادَ قَلبي عَلى أوْجِاعِهِ وَجَعَا
كَأنّمَا الشّمسُ مِن أعطافِهِ لَمَعتْ
حُسناً، أوِ البَدرُ مِنْ أزْرَارِهِ طَلَعَا
مُستَقبَلٌ بالذي يَهوَى، وَإن عَظُمَتْ
مِنهُ الإسَاءَةُ، مَعذُورٌ بمَا صَنَعَا
في وَجهِهِ شَافِعٌ يَمحُو إسَاءَتَهُ،
من القُلُوبِ، وَجِيهٌ حَيثُ مَا شَفَعَا
قال الصولي: فأخذ هذا المعنى أحمد بن يحيى بن العراق الكوفي، فقال: بدا وكأنما قمر، وأنشد البيتين.