مصارع العشاق/لا محبوب إلا الله

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

لا محبوب إلا الله

وأخبرنا أبو بكر أيضاً، حدثني يحيى بن علي الطيب العجلي، سمعت عبد الله بن محمد الدامغاني يقول: سمعت الحسن بن علي بن يحيى بن سلام يقول: قيل ليحيى بن معاذ:يروى عن رجل من أهل الخير قد كان أدرك الأوزاعي وسفيان، أنه سئل: متى تقع الفراسة على الغائب ؟ قال: إذا كان محباً لما أحب الله مبغضاً لما أبغض الله، وقعت فراسته على الغائب.فقال يحيى:

كلّ محبُوبٍ، سِوَى اللهِ، سرَفْ

وَهُمُومٌ وَغُمُومٌ وَأَسَفْ

كلّ محبُوبٍ، فَمِنْهُ خَلَفٌ،

ما خَلا الرّحمنَ ما منهُ خَلَفْ

إنّ للحُبّ دَلالاتٍ، إذا

ظهرَتْ من صَاحِبِ الحبّ عُرِفْ

صَاحِبُ الحُبّ حَزِينٌ قَلبُهُ،

دائمُ الغُصّةِ مَحزُونٌ دَنِفْ

هَمُّهُ في اللهِ لا في غَيْرِهِ،

ذاهِبُ العَقلِ وَباللهِ كَلِفْ

أشعَثُ الرّأسِ خَمِيصٌ بطنُهُ،

أصْفَرُ الوَجنَةِ والطَّرْفُ ذَرّفْ

دَائِمُ التّذكارِ مِنْ حُبّ الذي

حُبُّهُ غَايَةُ غَايَاتِ الشّرَفْ

فإذا أمعنَ في الحُبِّ لَهُ،

وَعَلاهُ الشّوْقُ من داءٍ كثفْ

باشرَ المحرَابَ يَشكُو بثَّهُ،

وَأمَامَ اللهِ مَوْلاهُ وَقَفْ

قَائماً قُدّامَهُ مُنْتَصِباً،

لَهِجاً يَتْلُو بآياتِ الصُّحُفْ

رَاكِعاً طَوْراً وَطَوْراً ساجداً

باكياً وَالدّمعُ في الأرضِ يَكِفْ

أوْرَدَ القَلبَ على الحُبّ الّذي

فِيهِ حُبُّ اللهِ حَقّاً، فَعَرَفْ

ثمّ جَالَتْ كَفُّهُ في شَجَرٍ

أنبَتَ الحُبَّ، فَسمَّى واقتَطَفْ

إنّ ذا الحُبَّ لمن يُعى لَه،

لا لدارٍ ذاتِ لَهوٍ وَطُرَفْ

لا وَلا الفِرْدَوْسُ لا يألَفُهَا،

لا وَلا الحَوْرَاء من فوْقِ غُرَفْ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي