مصارع العشاق/لبنى صاحبة قيس بن ذريح والغربان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

لبنى صاحبة قيس بن ذريح والغربان

أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه قال:حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثني عبد الجبار بن عبد الأعلى قال: قال خندف بن سليم:حدثني أحمد بن هود أن لبنى أمرت غلاماً لها فاشترى لها أربعة غربان، فلما رأتهن بكت وصرخت، وكتفتهن، وجعلت تضربهن بالسوط حتى متن جميعاً، وجعلت تقول بأعلى صوتها:

لقد نادى الغُرَابُ ببَين لُبنى

فطارَ القَلبُ من حَذَرِ الغُرَابِ.

فَقُلتُ: غَداً تَباعدُ دارُ لُبنى

وَتَنْأَى بَعدَ وُدٍّ واقترَابِ.

فَقُلتُ: تَعِستَ وَيحَكَ من غُرَابٍ

أكُلَّ الدهرِ سَعْيُكَ في تَبابِ.

لقَد أولِعتَ، لاقَيتَ خَيراً،

بِتَفرِيقِ المحِبِّ عن الحِبَابِ.

فدخل زوجها، فرآها على تلك الحال، فقال: ما دعاك إلى ما أرى ؟ قالت: دعاني أن ابن عمي وحبيبي قيساً أمرهن باوقوع فلم يقعن حيث يقول:

ألا يا غُرَابَ البَين، قد طِرْتَ بالذي

أُحاذِرُ من لُبنى، فَهَل أنتَ وَاقعُ ؟

فآليت أن لا أظفر بغراب إلا قتلته، قال: فغضب، وقال: لقد هممت بتخلية سبيلك، فقالت: لوددت أنك فعلت، وإني عمياء، فوالله ما تزوجتك رغبةً فيك، ولقد كنت آليت أن لا أتزوج بعد قيس أبداً، ولكني غلبني أبي على أمري.

قلبي باكٍ

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة في ما أجاز لنا قال: أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عكران المرزياني إجازة قال:

أعادُ من حُبِّكِ لا من ضَنىً

وأكثرُ العُوَّادِ أشراكي.

وَلَستُ أشكوكِ إلى عَائِدٍ،

أخافُ أن أشكو إلى شاكي.

إن كنتُ لا أبكي حِذارَ العِدى،

فإنّ قَلبي أبَداً باكي.

قاتل الله الرقيب

ولي من قصيدة أولها:

إذا كنت من أسر الهوى غير منفك،

فدع جسدي يضنى ودع مقلتي تبكي.

وفيها:

ألا قَاتَلَ اللهُ الرّقِيبَ ومَوْقِفاً

بَكينَا به، والبَين يَفتَرّ بالضّحْكِ.

وغرّبَ غرْبانَ النوَى، حينَ بشّرَتْ،

نعِيباً من البينِ المفرِّقِ بالوَشكِ.

فيَا وَيحَ للعُشّاقِ أمسَتْ دماؤهُم

تُطَلّ غَرَاماً وهيَ هَيّنَةُ السفكِ.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي