مصارع العشاق/لقاء في الجنة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

لقاء في الجنة

أخبرنا أحمد بم علي بن محمد السواق قال: اخبرنا محمد بن أحمد بن فارس قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم الزبيبي قال: حدثنا محمد بن خلف قال: حدثنا عبد الله بن عبيد قال: حدثني محمد بن الحسين في إسناد لا أحفظه قال:علق فتىً من الحي بنت عم له، فخطبها إلى أبيها، فرغب بها عنه، فبلغ ذلك الجارية، فأرسلت إليه: قد بلغني حبك إياي، وقد أحببتك لذلك لا لغيره، فغن شئت خرجت إليك بغير علم أهلي، وإن شئت سهلت لك المجيء.فأرسل إليها: كل ذلك لا حاجة لي فيه، إني أخاف أن يلقيني حبك في نار لا تطفأ وعذاب لا ينقطع أبداص.فلما جاءها الرسول بكت، ثم قالت: لا أراك راهباً، والله، ما أحد أولى بهذا الأمر من أحدٍ، إن الخلق في الوعد والوعيد مشتركون. قال: فتدرعت الشعر وأقبلت على العبادة، فكبر ذلك على أهلها وعلى أبيها، فلم تزل تتعبد حتى ماتت.فكان الفتى يأتي قبرها كل ليلة، فيدعوه لها ويستغفر وينصرف.فأخبرنا أنه رآها في المنام فقال لها: فلانة ؟ قالت: نعم، ثم قالت:

نعم المحبة، يا سؤلي، محبتكم،

حب يجر إلى خير

إلى نَعيمٍ وعَيشٍ لا زَوَالَ لَه،

في جنّة الخلدِ خلدٍ ليسَ بالفاني.

قال: فقلت لها: أيتها الحبيبة، أفتذكرينني هناظ ؟ قال: فقالت: والله إني لأتمناك على مولاي ومولاك، فأعني على نفسك بطاعته، فلعله يجمع بيني وبينك في داره، ثم ولت، فقتل لها: متى أراك ؟ قلت: تراني قريباً إن شاء الله.قال: فلم يلبث الفتى بعد هذه الرؤيا إلا قليلاً حتى مات فدفن إلى جانبها.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي