ليس للغدور وفاء
أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي سنة اثنتين وأربعين وأربعمائةأنشدنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الجبار لنفسه:
رَنَتْ إليّ بِعَينِ الرّئمِ، وَالتَفَتَتْ
بجيدِهِ، وثَنَتْ مِنْ قَدِّهَا ألِفَا
فخِلتُ بدرَ الدّجَى يَسرِي على غُصنٍ
هَزّتهُ رِيحُ الصَّبَا فاهتزّ وَانعَطَفَا
وَأبصَرَتْ مُقلَتي تَرْنُو مُسَارِقَةً
إلى سِوَاهَا، فَعَضّتْ كَفَّها أسَفَا
ثمّ انثَنَتْ كالرَّشَا المَذعُورِ نَافِرَةً،
وَوَرْدُ وَجنَتِها بالغَيظِ قد قُطِفَا
تَقولُ: يا نعمُ ! قومي تَنظرِي عجباً،
هذا الذي يَدّعي التَّهيَامَ وَالشَّعَفَا
يُريدُ منّا الوَفَا، وَالغَدْرُ شِيمَتُهُ،
هَيهَاتَ أنْ يَتَأتّى للغَدُورِ وَفَا