مصارع العشاق/مجنون وعليلة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

مجنون وعليلة

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الوراق من حفظه قال: حكى لي أبو الحسين علي بن الحسين الصوفي المعروف برباح قال:حدثني بعض أصدقائي أنه دخل إلى بعض المارستانات ببغداد فرأى شاباً حسن الوجه، نظيف الثياب، جالساً على حصير نظيف، وعن يساره مخدة نظيفة، وفي يده مروحة، وإلى جانبه كوز فيه ماء، فسلمت عليه، فرد السلام أحسن رد، فقلت له: هل لك من حاجة ؟ فقال: نعم ! أريد قرصين وعليهما فالوذج، فمضيت فجئته بذلك، وجلست مقابله حتى أكل، ثم قلت له: أبقي لك حاجة ؟ فقال: نعم، ولا أظنك تقدر عليها.فقلت: اذرها، فلعل الله أن ييسرها.فقال: تمضي إلى نهر الدجاج درب أحمد الدهقان، إلى دار على باب زقاق الغفلة، فاطرق الباب وقل: إن فلاناً قال لي:

مُرَّ بالحبيبِ وَقُلْ لهُ:

مجْنونُكم مَن ذا يحلّه ؟.

قال: فمضيت وسألت عن الدرب والزقاق، فدللت عليه، فطرقت الباب، فخرجت إليّ عجوز فأبلغتها الرسالة، فدخلت وغابت عني ساعة، ثم خرجت فقالت:

ارْجعْ إلَيه وقُل لَهُ:

علِيلُكم مَن ذا أعلّه.

فرجعت إلى الفتى فأخبرته بالجواب، فشهق شهقةً فمات، وعدت إلى القوم أخبرهم بذلك، فوجدت الصراخ في الدار، وقد ماتت الجارية، أو كما قال.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي