مصارع العشاق/ميتان وامرأة حرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

ميتان وامرأة حرى

أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بالشام بقراءتي عليه، أخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب، حدثنا جحظة قال:كنت بحضرة الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر، فاستؤذن عليه للزبير بن بكار حين قدم من الحجاز، فلما دخل عليه أكرمه وعظمه، وقال له: لئن باعدت بيننا الأنساب لقد قربت بيننا الآداب، وإن أمير المؤمنين ذكرك، فاختارك لتأديب ولده، وأمر لك بعشرة آلاف درهم وعشرة تخوت من الثياب وعشرة بغال تحمل عليها رحلك إلى حضرته بسر من رأى.فشكره على ذلك، وقبله، فلما أراد توديعه قال له: أيها الشيخ ! أما تزودنا حديثاً نذكرك به ؟ قال: أحدثك بما سمعت أو بما شاهدت ؟ قال: بل بما شاهدت ؟ فقال: بينا أنا في مسيري هذا بين المسجدين، إذ بصرت بحبالة منصوبة فيها ظبي ميت، وبإزائها رجل على نعشه ميت، ورأيت امرأة حرى تسعى، وهي تقول:

يا خَشْنُ، لوْ بَطَلٌ، لكنّهُ أجَلٌ،

على الإثاية، ما أودى بكَ البَطَلُ

يا خَشنُ قَلقَلَ أحشائي وَأزْعَجها،

وَذاكَ يا خَشنُ عندي كلُّه جَلَلُ

أمسَتْ فَتَاةُ بَني نَهدٍ عَلانِيَةً،

وَبَعلُها في أكفّ القَوْمِ يُبتذَلُ

قَد كنتُ رَاغبَةً فيهِ أضَنُّ بِهِ،

فحان من دون ضَنِّ الرّغبةِ الأجلُ

قال: فلما خرج من حضرته قال لنا محمد بن عبد الله بن طاهر: أي شيء أفدنا من الشيخ ؟ قلنا له: الأمير أعلم.فقال: قوله: أمست فتاة بني نهد علانيةً أي ظاهرة، وهذا حرف لم أسمعه في كلام العرب قبل هذا.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي