مصارع العشاق/نور متجسم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

نور متجسم

قال: وحدثنا المعافى، حدثنا يزيد بن الحسن البزاز، حدثني خالد الكاتب قال:دخلت على أبي عباد أبي الرغل بن أبي عباد، وعنده أحمد بن يحيى وابن الأعرابي، فرفع مجلسي، فقال له ابن الأعرابي: من هذا الفتى الذي أراك ترفع من قدره ؟ فقال: أو ما تعرفه ؟ قال: اللهم لا ! قال: هذا خالد الكاتب الذي يقول الشعر ؟ قال: فأنشدني من قولك شيئاً، فأنشده:

لَوْ كَانَ مِنْ بَشَرٍ لمْ يَفتَنِ البَشَرَا،

ولَمْ يَفقْ في الضّيَاءِ الشمسَ والقَمَرَا

نُورٌ تَجَسّمَ، مُنحَلّ وَمُنعَقِدٌ،

لَوْ أدرَكَتهُ عُيُونُ النّاسِ لانكَدَرَا

فصاح ابن الأعرابي وقال: كفرت يا خالد ! هذه صفة الخالق، ليست صفة المخلوق، فأنشدني ما قلت غير هذا، فأنشدته:

أَرَاكَ لمّا لجَجتَ في غَضَبِكَ،

تَترُكُ رَدّ السّلامِ في كُتُبِك

حتى أتيت على قولي:

أقُولُ للسُّقمِ عُدْ إلى بَدَني،

حبّاً لِشَيءٍ يكونُ مِنْ سَبَبِك

فصاح ابن الأعرابي وقال: إنك لفطن، وفوق ما وصفت به.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي