نوم الفهد
أخبرنا أبو الحسن علي بن صالح الروذباري بقراءتي عليه بمصر، سنة خمس وخمسين وأربعمائة، قال: أخبرنا أبو مسلم الكاتب إجازة قال: حدثنا ابن دريد قال: أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال:مرض أعرابي من بني نمير يقال له: حنيف بن مساور، وكانت له امرأة من قومه يقال لها زرعة بنت الأسود، وكان لها محباً.فلما اشتد وجعه جلست عند رأسه، فأنشأ يقول:
يا زٍرْعَ دومي واحفظي لي عَهدي،
كَمْ مِنْ مُنِيرٍ بَينَنَا مسدّي.
وَكاشِحٍ، يا زَرْعَ، بادي الحِقدِ،
يا زرعَ إن وَسّدتِني في لحدي.
وَجَاءَكِ الخاطِبُ بَعدَ الوَفْدِ،
وقلتِ: عَبدٌ بدَلٌ من عَبْدٍ.
فَخَصّكِ اللهُ بِفَذٍّ
وَغْدِ يَنَامُ في بَيتِكِ نَوْمَ فَهْدِ.
قال: فمات، فوالله ما انقضت عدتها، إلا ريثما تزوجت، فكأنه كان يرى زوجها، وهو كما وصف.