مصارع العشاق/ود ووفاء حتى الموت

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

ود ووفاء حتى الموت

أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، حدثنا محمد بن العباس بن حيويه، حدثنا محمد بن خلف، أخبرني أبو بكر، حدثنا الزبير بن بكار عن مولى لعلي بن أبي طالب، عليه السلام، قال، وكان راوية:إن فتىً من قريش من أهل المدينة هوي جارية منهم، فاشتد وجد كل واحد منهما بصاحبه، ثم بلغه عنها أنها تبدلت، فشكا ذلك إلى أخ له، فكان يستريح إليه، وكانت الجارية قد خرجت مع صواحب لها تتبدى، فقال له صاحبه: الرأي أن تتلقاها فتعلمها ذلك، فإن كانت قد فعلت كان اعتزالك عنها، وإن كانت لم تفعل لم تعجل عليها بقطيعة. قال: فخرجنا حتى أتينا القصر الذي هي فيه، وأرسل إليها: إني أريد أن أكلمك، فأرسلت إليه: إني لا أقدر نهاراً، ولكن موعدك الليلة من وراء القصر.فلقيها لموعدها، فشكا إليها وذكر شدة وجده بها وما هو فيه.فقالت: قد أكثرت علي، وما أدري بما أجيبك، إلا أن مثلي ومثلك ما قال جميل:

فما سِرتُ من ميلٍ وَلا سِرتُ لَيلَةً

مِنَ الدّهرِ إلاّ اعتادَني مِنكِ طائِفُ

وَلا مَرّ يَوْمٌ مُذْ تَرَامَتْ بكِ النّوَى

وَلا لَيلَةٌ إلاّ هَوىً مِنكِ رَادِفُ

أهُمُّ سُلُوّاً عَنكِ ثمّ تَرُدّني

إلَيكِ وَتَثنيني عَلَيكِ العَوَاطِفُ

فلا تَحسبِنّ النأيَ أسلَى مَوَدّتي،

وَلا أنّ عَيني رَدّهَا عَنكِ عاطِفُ

وَكم من بَديلٍ قد وَجَدنا وَطِرْفَةٍ،

فتأبى عليّ النّفسَ تِلكَ الطّرَائِفُ

ثم افترقا وقد خرج ما كان في قلوبهما فلم يزالا على الوفاء والود حتى ماتا.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي