مصارع العشاق/وفاء زوجة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

وفاء زوجة

أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قراءة عليه قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه قال: أخبرنا محمد بن خلف قال: أخبرني أبو بكر العامري عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال:تزوج مالك بن عمرو الغساني بابنة عم النعمان بن بشير فشغف كل واحد منهما بصاحبه، وكان مالك شجاعاً، فاشترطت عليه أن لا يقاتل إذا لقي، شفقةً عليه وضناً به، وإنه غزا حياً من لخم، فباشر القتال، فأصابته جراح فقال، وهو مثقل منها:

ألا ليتَ شِعري عن غزالٍ تركتُه،

إذا ما أتاهُ مصرعي كيفَ يَصْنَعُ ؟.

فَلَوْ أنّني كنتُ المُؤخَّرَ بَعدَهُ،

لَما بَرِحَتْ نفسي عَلَيه تَطَلّعُ.

وإنه مكث يوماً وليلةً ثم مات من جراحه، فلما وصل خبره إلى زوجته بكته سنةً، ثم اعتقل لسانها فامتنعت من الكلام، وكثر خطابها، فقال عمومتها وولاة أمرها: نزوجها لعل لسانها ينطلق، ويذهب حزنها، فإنما هي من النساء، فزوجوها بعض أبناء الملوك فساق إليها ألف بعيرٍ، فلما كان في الليلة التي أهديت إليه فيها قامت على باب القبة ثم قالت:

يقولُ رِجالٌ: زَوِّجوهَا لَعَلّهَا

تَقَرُّ، وترْضى بعدَهُ بخَلِيلٍ.

فأخفَيتُ في النّفسِ التي ليسَ بعدَها

رَجاءٌ لهم، والصّدقُ أفضَلُ قِيلِ.

وَحَدّثَني أصْحابُهُ أنّ مالِكاً

أقامَ، ونادَى صَحَبَهُ بِرَحيلِ.

وَحَدّثَني أصْحابُهُ أنّ مالِكاً

ضَرُوبٌ بِنَصْلِ السيفِ غيرُ نكولِ.

وَحَدّثَني أصْحابُهُ أنّ مالِكاً

خَفِيفٌ على الأحْداثِ غيرُ ثَقيلِ.

وَحَدّثَني أصْحابُهُ أنّ مالِكاً

صرومٌ كماضي الشّفرَتينِ صَقيلِ.

وأخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه قال: حدثنا محمد بن خلف قال: أخبرنا أبو بكر العامري قال: حدثني عمرو بن محمد العبقري قال: أخبرني شيخ أثق به، وذكر الحديث، وزاد فيه: فلما فرغت من الشعر شهقت شهقةً فماتت.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي