وفتيان صدق
وأخبرنا التنوخي، أخبرنا ابن حيويه، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهرأنشدنا البحتري:
كَأنّ رَقيباً مِنكَ يَرْعَى خَوَاطِرِي،
وَآخَرَ يَرْعَى نَاظِرِي وَلِسَاني
فَما أبصَرَتْ عَينايَ بَعدَكَ مَنظَراً
يَسُوءُكَ إلاّ قُلتُ قَدْ رَمَقَانِي
وَلا بَدَرَتْ مِنْ فيّ بَعدَكَ مَزْحَةٌ
لِغَيرِكَ إلاّ قُلتُ قَدْ سَمِعَانِي
إذَا ما تَسَلّى العاذِرُونَ عَنِ الهَوَى
بِشُرْبِ مُدَامٍ أوْ سَمَاعٍ قِيَانِ
وَجَدْتُ الّذي يُسلي سِوَايَ يَشُوقُني
إلى قُرْبِكُمْ حَتى أمَلَّ مَكَاني
وَفِتيَانِ صِدقٍ قد سَئِمتُ لقَاءَهُم،
وَعَفّفتُ طَرْفي عنهُمُ وَلِسَاني
وَمَا الدّهرَ، أسلى عَنهُمُ، غيرَ أنّني
أرَاكَ عَلى كُلّ الجِهاتِ تَرَاني