مصارع العشاق/يا حبذا بلداً حلته

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

يا حبذا بلداً حلته

أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن شاهين، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن الحسن بن دريد الأزدي:حدثنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه يعني الأصمعي لنائل ابن أبي حليمة أحد بني بزوان من بني أسد:

إني أرِقتُ، وَسارِي اللّيلِ قد هَجَدَا،

وَالنّجمُ يَنهَضُ في مِرْقاتِهِ صُعُدَا

وَما أرِقتُ بحَمدِ اللهِ مِنْ وَصَبٍ

وَمَا شَكَوْتُ وَرَبي مُنعِمٌ أبَدا

طافَتْ طَوَائِفُ من ذِكرَاكِ عَاتِيَةٌ،

مُخَالِطٌ حُبُّهَا الأحشَاءَ وَالكَبِدَا

ما تأمُرِين بكَهلٍ قَد عَرضْتِ لَهُ،

واللهِ مَا وَجَدَ النَّهدِيُّ مَا وَجَدَا

أمّا الفُؤادُ فأمسَى مُقصَداً كَمِداً،

مِنْ أجلِ مَنْ لا تُداني دارَهُ أبَدَا

مِنْ أجلِ جَارِيَةٍ إني أُكَاتِمُهَا

حَتى أمُوتَ، وَلَمْ أُخبِرْ بها أحَدَا

مَنْ يَمُوتُ وَلَمْ يُخبرْ بقَاتِلِهِ

فَلا إخَالُ لَهُ عَقلاً، وَلا قَوَدا

وَهاجَني صُرَدٌ في فَرْعِ غَرْقَدَةٍ ؛

إناّ إلى رَبّنَا، مَا أشأمَ الصُّرَدا

مَا زَالَ يَنْتِفُ رِيشاً مِنْ قَوَادِمِهِ،

ويَرْجُفُ الرّيشُ حتى قلتُ قد سجدَا

تَحَقّقَ البَينُ مِنْ لُبنى وَجَارَتِها،

يا بَرْحَ عَيْنيَ إنْ كانَ الفِرَاقُ غدَا

تَمشي الهُوَينَا إلى الأترَابِ إن فَعَلتْ

عومَ الغَدِيرِ زَهَتهُ الرّيحُ فَاطّرَدَا

تَجلُو بأخضَرَ مِنْ نَعمَانَ يَصْحَبُه

قَبلَ الشّرَابِ بكَفّ رَخصَةٍ بَردَا

يُضَمَّنُ المِسكُ وَالكَافُورُ ذا غُدُرٍ

مِثلِ الأسَاوِدِ لا سَبطاً وَلا قِدَدَا

حَلّتْ بأطيبَ نجدٍ نَهرَهُ، عَلِمَتْ،

يَا حَبّذا بَلَداً حَلّتْ بِهِ بَلَدَا

قتيلهن شهيد

ووجدت على ظهر جزء بن شاهين هذين البيتين:

يَقولُونَ جاهد يا جَميلُ بغَزْوَةٍ،

وَأيّ جِهَادٍ غَيركُنّ أُرِيدُ

لكلّ حَديثٍ عِنْدَكُنّ بَشاشَةٌ،

وكُلُّ قَتيلٍ بَينَكُنّ شَهيدُ

أنبأنا الرئيس أبو علي محمد بن وشاح الكاتب، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري إجازة، حدثنا محمد بن محمد بن يحيى الصولي، حدثنا عون بن محمد الكندي قال:خرجت مع محمد بن أبي أمية إلى ناحية الجسر ببغداد، فرأى فتىً من ولاد الكتاب جميلاً، فمازحه، فغضب وهدده، فطلب من غلامه دواته وكتب من وقته:

دونَ بابِ الجِسرِ دارٌ لِفَتى،

لا أُسَمّيهِ وَمَنْ شَاءَ فَطَنْ

قَالَ كَالمَازِحِ، وَاستَعلَمَني:

أنتَ صَبٌّ عَاشِقٌ لي، أوْ لمَنْ ؟

قلتُ: سَلْ قَلبَكَ يخبرْكَ به،

فَتَحَايَا بَعدَمَا كانَ مَحَنْ

حُسنُ ذاكَ الوَجهِ لا يُسلِمُني،

أبداً مِنهُ، إلى غَيرِ حَسَنْ

ثم دفع الرقعة إليه، فاعتذر وحلف أنه لم يعرفه.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي