مصارع العشاق/يسائلني عن علتي وهو علتي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

يسائلني عن علتي وهو علتي

أخبرنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن الحسين بن أبي عثمان فيما أجاز لنا، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى القرشي، حدثنا أبو بكر بن الأنباري، حدثنا محمد بن المرزبان، حدثنا محمد بن هارون المقري، حدثنا سعيد بن عبد الله بن راشد قال:علقت فتاةٌ من العرب فتى من قومها، وكان الفتى عاقلاً فاضلاً، فجعلت تكثر التردد إليه، تسأله عن أمور النساء، وما في قلبها إلا النظر إليه واستماع كلامه، فلما طال ذلك عليها، مرضت وتغيرت، واحتالت في أن خلا لها وجهه وقتاً، فتعرضت له ببعض الأمر، فصرفها، ودفعها عنه، فتزايد بها المرض، حتى سقطت على الفراش، فقالت له أمه: إن فلانة قد مرضت، ولها علينا حق.قال: فعوديها، وقولي لها: يقول لك ما خبرك ؟ فصارت إليها أمه، فقالت لها: ما بك ؟ قالت: وجع في فؤادي هو أصل علتي، قالت: فإن ابني يقول لك ما علتك ؟ فتنفست الصعداء، وقالت:

يُسائِلُني عن عِلّتي وَهوَ عِلّتي،

عَجيبٌ من الأنبَاءِ جَاءَ به الخَبَرْ

فانصرفت أمه إليه، فأخبرته، وقالت له: قد كنت أحب أن نسألها المصير إلينا لنقضي حقها ونلي خدمتها، قال: فسليها ذلك.قالت: قد أردت أن أفعله ولكن أحببت أن يكون عن رأيك.فمضت إليها، فذكرت لها ذلك عنه، فبكت وقبلت، ثم أنشأت تقول:

يُبَاعِدُني عَنْ قُرْبِهِ وَلِقَائِهِ،

فلمّا أذَابَ الجسْمَ مني تَعَطَّفَا

فَلَستُ بآتٍ موْضِعاً فيه قاتلي،

كَفَاني سَقَاماً أن أموتَ كذا كفى

فألحت عليها ؛ فأبت.وترامت العلة بها، وتزايد المرض حتى ماتت.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي