مصارع العشاق/يقتلها ويبكي عليها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

يقتلها ويبكي عليها

أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قال: حدثنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز قال: حدثنا أبو بكر محمد بن خلف القاضي قال: حدثني أبو عبد الله اليمامي عن العتبي عن أبيه قال:كان رجل من العرب تحته ابنة عم له، وكان لها عاشقاً، وكانت امرأةً جميلةً، وكان من عشقه لها أنه كان يقعد في دهليزه مع ندمائه، ثم يدخل ساعة بعد ساعة ينظر إليها، ثم يرجع إلى أصحابه عشقاً لها، فطبن لها ابن عم لها، فاكترى داراً إلى جنبه، ثم لم يزل يراسلها حتى أجابته إلى ما أراد، فاحتالت، فنزلت إليه، ودخل الزوج كعادته لينظر إليها، فلم يرها، فقال لامرأةٍ: أين فلانة ؟ قالت: تقضي حاجةً، فطلبها في الموضع، فلم يجدها، فإذا هي قد نزلت، وهو ينظر إليها، فقال لها: ما وراءك ؟ فوالله لتصدقني.قالت: والله لأصدقنك، من الأمر كيت وكيت، فأقرت له، فسل السيف فضرب عنقها، وقتل أمها، وهرب وأنشأ يقول:

يا طَلعَةً طَلَعَ الحِمامُ عَلَيها

فجَنى لهَا ثَمَرَ الرَّدى بيَدَيها.

رَوّيتُ من دَمِها الثرَى، وَلَطالَما

رَوّى الهَوى شفَتَيّ من شفَتيها.

حكَمتُ سيفي في مجال خِناقِها،

وَمدامعي تجري على خَدّيْها.

ما كانَ قتلِيها لأني لم أكُنْ

أخشى إذا سقَطَ الغُبارُ عليها.

لكن بخلتُ على العُيونِ بحُسنِها،

وأنِفتُ من نَظرِ العيونِ إليها.

قال: وزادني غير أبي عبد الله: وكان لها أخت شاعرة فقالت تجيبه:

لَوْ كنْتَ تُشفِقُ أوْ تَرِقّ عَلَيها

لَرَفعْتَ حدّ السيف عن وَدْجَيها.

وَرَحمتَ عَبرَتَها وطولَ حنِينِها،

وَجزعتَ من سوءٍ يَصِيرُ إلَيهَا.

مَن كان يفعلُ ما فعلتَ بِمثلِها،

إذ طاوَعَتكَ، وَخالفَتْ أبَوَيهَا.

فَترَكتَها في خِدرِها مَقتُولَةً،

ظُلماً، وَتبكي، يا شِقيّ، عَلَيهَا.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي