مضى والتقى نجمين في أفق جدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مضى والتقى نجمين في أفق جدا لـ مصطفى صادق الرافعي

اقتباس من قصيدة مضى والتقى نجمين في أفق جدا لـ مصطفى صادق الرافعي

مضى والتقى نجمين في أفق جَدَّا

وخلَّفني من نورهِ أنا والمجدا

فإن ابكهِ تنهلَّ للشعر مطرةٌ

على كل أرض تفجرُ البرق والرعدا

وإن أرث من أوصافه هبت الصبا

مع الشمس ترمي في اشعتها وردا

ثكلتُ يراعي ان تركت على الشجى

ضنى كبدٍ لم استجدَّ لهُ وجدا

وما هو شعري يوم ينتثر البكا

اذا لم اساقط من لآلئهِ عقدا

ولا هو شعري يا أبي ان تركتهُ

ولم تحفظ الأيام منهً لك الحمدا

بكيتك بل نفسي فوالله ان أرى

بيومك إلاَّ ركن نفسي قد انهدا

بموتك قد مات لقلبي مواعدٌ

من الدهر كان الصبرُ من بينها وعدا

فيا موثق الدنيا بآمالهِ اتئد

فما غيرُ هذي النفس تحكمها شدَّا

ويا طالب الأيام صفواً أما ترى

ليومك ما يبيضُّ إلا ليسودَّا

تجزئنا الأيام في حركاتها

فإن تركت فرداً فقد أخذت فردا

فيا ليت هذا الموت يأتي بمرَّةٍ

ولكن لأمرٍ ما أعاد وما أبدى

وأولُ موتِ الحيّ موتُ حبيبهِ

وكالفقد وجدانٌ طوى تحتهُ فقدا

يعيش الفتى بعد الحبيب كأنهُ

بقي خطأً مما يرى نكداً عمدا

وما يعرف المفجوعُ طالت حياتهُ

أفي عيشهِ ما امتدّ أم موتهُ امتدَّا

كأن همومي من فراق احبتي

على قدر ما بيني وبينهم بعدا

أبيما أبي لو اسكن الله في الثرى

ملائكةً لاستحدثوا عندهُ ودَّا

ولو طلبت عيناك في الارض مشبهاً

مثالاً سماويًّا لا شبههُ جدَّا

هدًى يفجرُ الليل الدَّجوجيّ سمته

فما كان الاَّ طلعةَ الفجر أو أهدى

وعلمٌ اذا رجَّافهُ انحلّ نوءهُ

رأى الناس معنى مايسمونهُ رشدا

ومن زهر نور الله في روض قلبهِ

حديث لهُ لا اثم فيهِ ولا حقدا

يرى حاضروهُ أنما هو مسجدٌ

بما أُلبست اخلاقهُ الطهر والزُّهدا

فيا موتُ ما قدَّمتَ منهُ لربهِ

سوى زهرة في كف خالقها تندَى

واروع في عليا معدٍّ اذا اعتزَى

وفي النَّفر الغرّ الكرام اذا عدّا

ترى الجبل الراسي بمثل وقارهِ

رسا فسما فاستجمع الخلُق الصَّلدا

تروعك منهُ هيبةٌ عمريةٌ

وحسبك من امسى لهُ عمر جدَّا

وما هي الاَّ عن نزارِ ويعرُبٍ

حبا بطلٌ جعدٌ بها بطلاً جعدا

فجاءَ كنصل السيف يهتزُّ مصلتاً

يدالله منهُ وحدها سنَّت الحدَّا

كما اعتصرتهُ انفسٌ عربيةٌ

رماحاً وأسيافاً وألسنة لدا

فمن يلقهُ يلق الزمان بملئهِ

جحا جحةَ بل ملئهِ حسباً عدَّا

ومن يتأملهُ يميناً وشمأَلاً

رأى ههنا مجداً ومن ههنا مجدا

ومن كان في التاريخ لحدُ جدودهِ

تجدهُ من التاريخ قد ورث المهدا

وكم شيمة كالعضب منهُ انتضيتها

وألغيتها في غيرهِ طبعت غمدا

بما بلغت نفسُ الفتى يعرف الفتى

وذو الجدّ ان يهزل فما ان عدا جدَّا

وفي الناس ابطال ترى الفرد منهمُ

وحيداً ومن اخلاقهِ حشد الجندا

ولن تبصر الليث الغضنفر في امرىءٍ

اذا لم تشاهد انفساً خلقت أُسدا

على أنهُ أندى حناناً من الندى

واعطفُ من رد النسيم اذا ردَّا

وما كنت ادري اهوَ في برده اغتدى

ام الملك البسامُ قد لبس البردا

وما قبلهُ للحب قبلٌ عرفتهُ

ولا بعدهُ اُلفي لذاك الرضا بعدا

وللروح عيش من وجوه تحيطها

فوجه يرى بؤساً ووجه يرى رغدا

واشهد ما في الارض من صنع ربها

كقلب اب برٍّ يحبُّ بهِ الولدا

فلولا حنانُ الوالدين لما رأى

بنو الارض شيئاً يعقلون بهِ الخلدا

ومن حبِّ آباءِ الصغار صغارهم

تعوَّدُ روح الطفل ان تسكن الجلدا

ولو نظر القومُ الغلاةُ لأيقنوا

معادَهُم ما دام آباؤهم مبدا

نعاك لسان الغيب في مسمع التقى

من البضعة الغراء يقصدها قصدا

يؤذنها في مطلع الفجر مخبراً

بموت ابيها وهي تسمعُ ما اهدى

فلولاك لم ترجع الى الارض رجعةٌ

تذكرها جبريل والوحيَ والعهدا

وان ذكروا ندًّ لعلمك في الورى

فلن يذكروا في هذه أبداً ندَّا

على فضلك البرهان جاءَت بهِ السما

ففي الأرض من هذا يطيق لهُ جحدا

ويا ابتي إن الوداع لغايةٍ

أكدُّ إليها الدهرَ في سيرهِ كدا

ومن اركبته الأرض انعمها انتهى

بحيث انتهى من يركب العيشةَ النكدا

بدائرة الاعمار شرقٌ ومغربٌ

ولكن يسمى ذاك نحساً وذا سعدا

ومن حيثما يممت نحو محيطها

تراهُ على كل الجهات ارتمى سدا

خلقنا بارض كوّرت وتقلبت

فمهما يدُر فيها فمنقلبٌ ضدَا

عليك سلامُ الله ما بين روحهِ

وقبركَ يمضى من رواح إلى مغدى

ويا خيرَ مولًى انت ارحمُ رحمةً

واكرمُ من تجزي مكارمهُ عبدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة مضى والتقى نجمين في أفق جدا

قصيدة مضى والتقى نجمين في أفق جدا لـ مصطفى صادق الرافعي وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر. أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول. وله رسائل في الأدب والسياسة. له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب -ط) ، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط) ، (حديث القمر -ط) ، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها[١]

تعريف مصطفى صادق الرافعي في ويكيبيديا

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي. تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي