معجم الأدباء/أحمد بن أبي طاهر أبو الفضل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أحمد بن أبي طاهر أبو الفضل

أحمد بن أبي طاهر أبو الفضل واسم طاهر طيفور، مروروزي الأصل، أحد البلغاء الشعراء الرواة، من أهل الفهم المذكورين بالعلم، وهو صاحب كتاب تاريخ بغداد، في أخبار الخلفاء والأمراء وأيامهم، مات سنة ثمانين ومائتين ودفن بباب الشام ببغداد، ومولده سنة أربع ومائتين مدخل المأمون بغداد من خراسان، ذكر ذلك ابنه عبيد الله، فيما ذيله على تاريخ والده، وحكاه عنه، قال: وروى عن عمر بن شبة، روى عنه ابنه عبيد الله، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وحدث جعفر بن أحمد صاحب كتاب الباهر: كان أحمد بن أبي طاهر مؤدب كتاب عامياً، ثم تخصص وجلس في سوق الوراقين، في الجانب الشرقي، قال: ولم أر ممن شهر بمثل ما شهر به من التصنيف للكتب، وقول الشعر أكثر تصحيفاً منه ولا أبلد علماً، ولا ألحن، ولقد أنشدني شعراً، يعرضه علي في إسحاق بن أيوب، لحن في بضعة عشر موضعاً منه، وكان أسرق الناس لنصف بيت وثلث بيت، قال: وكذا قال لي البحتري فيه، وكان مع هذا جميل الأخلاق، ظريف المعاشرة، حلواً من بين الكهول. وحدث أبو دهقان قال: كنت أنزل في جوار المعلى ابن أيوب، صاحب العرض والجيش في أيام المأمون، وكان أحمد بن أبي طاهر ينزل عنده، فأضقنا إضاقة شديدة، وتعذرت علينا وجوه احليلة، فقلت لابن أبي طاهر: هل لك في شيء لا بأس به ؟ تدعني حتى أسجيك وأمضي إلى منزل المعلى بن أيوب، فأعلمه أن صديقاً لي قد توفي فآخذ منه ثمن كفن فننفقه، فقال نعم: وجئت إلى وكيل المعلى فعرفته خبرنا، فصار معي إلى منزلي، فتأمل ابن أبي طاهر، ثم نقر أنفه فضرط، فقال لي ما هذا ؟ فقلت هذه بقية من روحه كرهت نكهته فخرجت مناسته، فضحك، وعرف المعلى خبرنا، فأمر لنا بجملة دنانير، والمعلى هذا هو الذي يقول فيه دعبل، وقيل أبو علي البصير:

لعمر أبيك ما نسب المعلى

إلى كرم وفي الدنيا كريم

ولكن البلاد إذا اقشعرت

وصوح نبتها رعي الهشيم

وحدث الجهشياري في كتاب الوزراء قال: مدح أحمد ابن أبي طاهر الحسن بن مخلد، وزير المعتمد، فأمر له بمائة دينار، وقال: إيت رجاء الخادم فخدذها منه، فلقي أحمد رجاء فقال له: لم يأمرني بشيء، فكتب إلى الحسن:

أما رجاء فأرجا ما أمرت به

فكيف إن كنت لم تأمره يأتمر ؟

بادر بجودك مهما كنت مقتدراً

فليس في كل حال أنت مقتدر

فأمر بأضعافها له. وذكره محمد بن إسحاق النديم، وقال: له من الكتب كتاب المنثور والمنظوم، أربعة عشر جزءاً، والذي بيد الناس ثلاثة عشر جزءاً، كتاب سرقات الشعراء، كتاب بغداد، كتاب الجواهر، كتاب المؤلفين، كتاب الهدايا، كتاب المشتق، كتاب المختلف من المؤتلف، كتاب أسماء الشعراء الأوائل، كتاب الموشى، كتاب ألقاب الشعراء، ومن عرف بالكنى ومن عرف بالاسم، كتاب المعروفين من الأنبياء، كتاب المعتذرين، كتاب اعتذار وهب من ضرطته، كتاب من أنشد شعراً وأجيب بكلام، كتاب الحجاب، كتاب مرثية هرمز بن كسرى بن أبي شروان، كتاب خبر الملك العالي في تدبير المملكة والسياسة، كتاب المصلح والوزير المعين، كتاب الملك البابلي والملك المصري الباغيين، والملك الحكيم الرومي، كتاب المزاح والمعاتبات، كتاب مفاخرة الورد والنرجس، كتاب مقاتل الفرسان، كتاب مقاتل الشعراء، كتاب الخيل، كبير، كتاب الطرد، كتاب سرقات البحتري من أبي تمام، كتاب جمهرة بني هاشم، كتاب رسالة إلى إبراهيم بن المدبر، كتاب الرسالة، في النهي عن الشهوات، كتاب الرسالة إلى علي بن يحيى، كتاب الجامع، في الشعراء وأخبارهم، كتاب فضل العرب على العجم، كتاب لسان العيون، كتاب أخبار المتظرفات، كتاب اختيار أشعار الشعراء كتاب اختيار شعر بكر ابن النطاح، كتاب المؤنس، كتاب الغلة والغليل، كتاب اختيار شعر العتابي، كتاب اختيار شعر منصور النمري، كتاب اختيار شعر أبي العتاهية، كتاب أخبار بشار واختيار شعره، كتاب أخبار مروان وآل مروان واختيار أشعارهم كتاب أخبار ابن ميادة كتاب أخبار ابن هرمة ومختار شعره.كتاب أخبار ابن الدمينة.كتاب أخبار وشعر عبد الله بن قيس الرقيات.وأنشد له ابنه عبيد الله في كتابه:

وما الشعر إلا السيف ينبو وحده

حسام ويمضي وهو ليس بذي حد

ولو كان بالإحسان يرزق شاعر

لأجدى الذي يكدى وأكدى الذي يجدي

ومن قوله أيضاً:

قد كنت أصدق في وعدي فصيرني

كذابة ليس ذا في جملة الأدب

يا ذاكراً حلت عن عهدي وعهدكم

فنصرة الصدق أفضت بي إلى الكذب

حدث المرزباني في كتاب المقتبس، عن عبد الله ابن محمد الحليمي، قال: أنشدني أحمد بن أبي طاهر لنفسه في أبي العباس المبرد:

كملت في المبرد الآداب

واستقلت في عقله الألباب

غير أن الفتى كما زعم النا

س دعي مصحف كذاب

وحدث عنن الصولي، عن أبي علي بن عينويه الكاتب، قال: حدثني أحمد بن أبي طاهر قال: خرجت من منزل أبي الصقر، نصف النهار في تموز، فقلت ليس بقربي منزل أقرب من منزل المبرد، إذ كنت لا أقدر أصل إلى منزلي بباب الشام، فجئته، فأدخلني إلى حويشة له، وجاء بمائدة، فأكلت معه لونين طيبين، وسقاني ماء بارداً، وقال لي: أحدثك إلى أن تنام، فجعل يحدثني أحسن حديث، فحضرني لشؤمي وقلة شكري بيتان، فقلت: قد حضرني بيتان أنشدهما ؟ فقال: ذاك إليك، وهو يظن أني قد مدحته، فأنشدته:

ويوم كحر الشوق في صدر عاشق

على أنه منه أحر وأومد

ظللت به عند المبرد قائلاً

فما زلت في ألفاظه أتبرد

فقال لي: قد كان يسعك إذا لم تحمد ألا تذم، ومالك عندي جزاء إلا أن أخرجك، والله لا جلست عندي بعد هذا، فأخرجني، فمضيت إلى منزلي بباب الشام، فمرضت من الحر الذي نالني مدة، فعدت باللوم على نفسي. قال الخالدي حدثنا جحظة عن أحمد بن أبي طاهر قال: قصدت سر من رأى، زائراً بعض كتابها بشعر مدحته به، فقبلني وأحسن إلي، وأجزل صلتي، ووهب لي غلاماً رومياً، حسن الوجه، ورحلت أريد بغداد سائراً على الظهر، ولم أركب الماء، فلما سرت نحو الفرسخ أخذتنا السماء بأمر عظيم من القطر، ونحن بالقرب من دير السوسن، فقلت للغلام: اعدل بنا يا بني إلى هذا الدير، نقيم فيه إلى أن يخف هذا المطر، ففعل وازداد القطر واشتد، وجاء الليل، فقال الراهب: أتت العشية ههنا، وعندي شراب جيد، فتبيت وتقصف، ويسكن المطر، وتجف الطريق وتبكر، فقلت: أفعل فأخرج إلي شراباً ما رأيت قط أصفي منه، ولا أعطر فقلت: هات مدامك، وأمرت بحط الرحل، وبت والغلام يسقيني، والراهب نديمي، حتى مت سكراً، فلما أصبحت رحلت، وقلت:

سقى سر من را وسكانها

وديراً لسوسنها الراهب

سحاب تدفق عن رعده ال

صفوق وبارقه الواصب

فقد بت في ديره ليلة

وبدر على غصن صاحبي

غزال سقاني الصبا

ح صفراء كالذهب الذائب

على الورد من حمرة الوجنت

ين وفي الآس من خضرة الشارب

سقاني المدامة مستيقظاً

ونمت ونام إلى جانبي

فكانت هناة لك الويل من

جناها الذي خطه كاتبي

فيا رب تب واعف عن مذنب

مقر بزلته تائب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي