معجم الأدباء/أحمد بن جعفر جحظة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أحمد بن جعفر جحظة

أحمد بن جعفر جحظة هو أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي النديم، قال أبو عبد الله الحسن ابن علي بن مقلة: سألت جحظة عمن لقبه بهذا اللقب، فقال: ابن المعتز لقيني يوماً فقال لي: ما حيوان إذا قلب صار آلة للبحرية ؟ ؟ فقلت: علق، إذا عكس صار قلعاً فقال: أحسنت يا جحظة، فلزمني هذا اللقب، وهو من في عينيه نتو جداً، وكان قبيح المنظر، وكان له لقب آخر، يلقبه به المعتمد، وهو خنياكر، وما أدري أي شيء معناه ؟كان حسن الأدب، كثير الرواية للأخبار، متصرفاً في فنون من العلم، كالنحو واللغة والنجوم، مليح الشعر، مقبول الألفاظ، حاضر النادرة وكان طنبورياً حاذقاً فيه فائقاً، مات في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بجيل، ومولده سنة أربع وعشرين ومائتين، ذكره محمد بن إسحاق النديم، فقال: ولجحظة من التصانيف: كتاب الطبيخ - لطيف، - كتاب الطنبوريين، كتاب فضائل السكباج، كتاب الترنم، كتاب المشاهدات، كتاب ما شاهده من أمر المعتمد على الله، كتاب ما جمعه مما جربه المنجمون فصح من الأحكام، كتاب ديوان شعره. قال: كان جحظة وسخاً قذراً دني النفس، في دينه قلة، وهو القائل:

إذا ما ظمئت إلى ريقه

جعلت المدامة منه بديلا

وأين المدامة من ريقه ؟

ولكن أعلل قلباً غليلا

ومن سائر شعره قوله:

لي صديق مغري بقربي وشدوي

وله عند ذاك وجه صفيق

قوله - إن شدوت - أحسنت، زدني

وبأحسنت لا يباع الدقيق

حدث الخطيب قال: قال جحظة: أنشدت عبيد الله ابن طاهر قولي:

قد نادت الدنيا على نفسها

لو كان في العالم من يسمع

كم واثق بالعمر واثقته

وجامع بددت ما يجمع

فقال لي: ذنبك إلى الزمان الكمال. ومن شعر جحظة:

أقول لها والصبح قد لاح ضوءه

كما لاح ضوء البارق المتألق

شبيهك قد وافى ولاح افتراقنا

فهل لك في صوت وكأس مروق ؟

فقالت شفائي في الذي قد ذكرته

وإن كنت قد نغصته بالتفرق

قال جحظة: صك لي بعض الملوك بصك فدافعني الجهبذ به، حتى ضجرت، فكتبت إليه:

إذا كانت صلاتكم رقاعاً

تخطط بالأنامل والأكف

فها خطي، خذوه بألف ألف

ولم تكن الرقاع تجر نفعاً

وأنشد جحظة في أماليه:

طرقنا بزوغي حين أينع زهرها

وفيها، لعمر الله، للعين منظر

وكم من بهار يبهر العين حسنه

ومن جدول بالبارد العذب يزخر

ومن مستحث بالمدام كأنه،

وإن كان ذمياً، أمير مؤمر

وفي كفه اليمنى شراب، مورد

وفي كفه اليسرى بنان معصفر

شقائق تندى بالندى فكأنها

خدود عليهن المدامع تقطر

وكم ساقط سكراً يلوك لسانه

وكم قائل هجراً وما كان يهجر

وكم منشد بيتاً وفيه بقية

من العقل إلا أنه متحير

'فكان مجني دون من كنت أتقي

ثلاث شخوص كاعبان ومعصر'

وكم من حسان جس أوتار عوده فألهب ناراً في الحشا تتسعر

يغني وأسباب الصواب تمده

بصوت جليل ذكره حين يذكر

أحن حنين الواله الطرب الذي

ثنى شجوه بعد الغداء التذكر

أجحظة إن تجزع على فقد معشر

فقدت بهم من كان للكسر يجبر

وأصبحت في قوم كأن عظامهم

إذا جئتهم في حاجة تتكسر

فصبراً جميلاً، إن في الصبر مقنعاً

على ما جناه الدهر، والله أكبر

وأنشد أيضاً لنفسه:

يا من بعدت عن الكرى ببعاده

الصبر - مذ غيبت - عني غائب

أصبحت أجحد أنني لك عاشق

والعين مخبرة بأني كاذب

وأنشد أيضاً لنفسه:

قد قلل الإدمان أكلي فما

أطعم زاداً قيس إبهام

فالحمد لله وشكراً له

قد صرت من بائد أقوام

قوم ترى أولادهم بينهم

للجوع في حلية أيتام

وأنشد لنفسه:

أرى الأيام تضمن لي بخير

ولكن بعد أيام طوال

فمن ذا ضامن لدوام عمري

إلى دهر يغير سوء حالي

هي التسعون قد عطفت قناتي

ونفرت الغواني عن وصالي

وفيها - لو عرفت الحق - شغل

عن الأمر الذي اضحى اشتغالي

كأني بالنوادب قائلات،

وجسمي فوق أعناق الرجال

ألا سقيا لجسمك كيف يبلى وذكرك في المجالس غير باليوأنشد أيضاً لنفسه:

أنفق ولا تخش إقلالاً، فقد قسمت

بين العباد مع الآجال أرزاق

لا ينفع البخل مع دنيا مولية

ولا يضر مع الإقبال إنفاق

وأنشد أيضاً لنفسه:

تعجبت إذ رأتني فوق مكسور

من الحمير عقير الظهر مضرور

من بعد كل أمين الرسغ معترض

في السير تحسبه إحدى التصاوير

فقلت لا تعجبي مني ومن زمن

أنحنى علي بتضييق وتقتير

بل فاعجبي من كلاب قد خدمتهم

تسعين عاماً بأشعاري وطنبوري ؟

ولم يكن في تناهي حالهم بهم

حر يعود لعى حالي بتغيير

وقيل لجحظة: كيف حالك ؟ فقال: كما قال الشاعر:

أي شيء رأيت أعجب من ذا

إن تفكرت ساعة في الزمان ؟

كل شيء من السرور بوزن

والبلايا تكال بالقفزان

وأنشد جحظة لنفسه:

الحمد لله ليس لي كاتب

ولا على باب منزلي حاجب

ولا حمار إذا عزمت على

ركوبه، قيل: جحظة راكب

ولا قميص يكون لي بدلاً

مخافة من قميصي الذاهب

وأجرة البيت فهي مقرحة

أجفان عيني بالوابل الساكب

إن زارني صاحب عزمت على

بيع كتاب لشبعة الصاحب

أصبحت في معشر تشمتهم

فرض من الله لازب واجب

فيهم صديق في عرسه عجب

إذا تأملت، أمرها عاجب

تحسبها حرة وحافرها

أرق من شعر خالد الكاتب

وأنشد لنفسه:

ألحمد لله لم أقل قط: يا بد

ر ويا منصفاً ويا كافور

لا، ولا قلت: أين أين الشوا

هين ووزاننا وأين البذور

لا ولا قيل: قد أتاك من الضي

عة بر موفر وشعير

وأتاك العطاء بالند لما

قيل لي إن في الخزين بخور

أنا خلو من المماليك والأم

لاك جلد على البلا وصبور

ليس إلا كيسرة وقديح

وخليق أتت عليه الدهور

قال جحظة: ومررت بوقاد يوقد في التنور ويغني:

أنا أهواك نور الل

ه فافعل ما بدا لك

إن تكن تمنعني شخ

صك فابذل لي خيالك

قد أخذت الدن والطن

بور والكلب فمالك ؟

قل لمن جنبك القم

موث من دسك والك

وله أيضاً:

ولي صاحب زرته للسلا

م فقابلني بالحجاب الصراح

وقالوا تغيب عن داره

لخوف غريم ملح وقاح

ولو كان عن داره غائباً

لأدخلني أهله للنكاح

وقال يستزير بعض إخوانه:

لنا يا أخي زلة وافره

وقدر معجلة حاضره

وراح تزيل إذا صفقت

سنا البرق في الليلة الماطره

ومسمعة لم يخنها الصوا

ب وزامرة أيما زامره

وما شئت من خبر نادر

ونادرة بعدها نادره

فآت ولو كنت يا ابن الكرا

م - وحاشاك من ذاك - في الآخره

وأنشد لنفسه أيضاً:

ما زارني في الحبس من نادمته

كأسين: كأس مودة ومدام

بخلوا علي وقد طلبت سلامهم

فكأنني طالبتهم بطعام

وأنشد أيضاً لنفسه:

وذي جدة طلبت إليه براً

من الجلساء مذموم الخلائق

فأقسم أنه رجل فقير

أرانيه المهيمن وهو صادق

كأني بالمنازل عن قليل

خلون من المطرزة النمارق

وقد ظفر النساء بما تركتم

فصار لماهر بالنيك حاذق

وأنشد أيضاً لنفسه في أماليه:

وقائل قال لي: من أنت ؟ قلت له،

مقال ذي حكمة واتت له الحكم

لست الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحل والحرم

أنا الذي دينه إسعاف سائله

والضر يعرفه والبؤس والعدم

أنا الذي حب أهل البيت أفقره

فالعدل مستعبر والجور مبتسم

وله أيضاً:

ولي كبد لا يصلح الطب سقمها

من الوجد لا تنفك دامية حرى

فيا ليت شعري والظنون كثيرة

أيشعر بي من بت أرعى له الشعرى

وله أيضاً:

شكري لإحسانك شكر امرئ

يستوهب الإحسان من واهبه

وكيف لا أشكر من لا أرى

في منزلي إلا الذي جاد به

وأنشد جحظة لنفسه في أماليه.

حسبي ضجرت من الأدب

ورأيته سبب العطب

وهجرت إعراب الكلام

وما حفظت من الخطب

ورهنت ديوان النقا

ئض واسترحت من التعب

وله أيضاً:

لا تعجبي يا هند من

حالي فما فيها عجب

إن الزمان بمن تقد

م في النباهة منقلب

فالجهل يضطهد الحجى

والرأس يعلوه الذنب

حدث غرس النعمة في كتاب الهفوات قال: كان جحظة لما أسن يفسو في مجالسه، فيلقى من يعاشره منه جهداً.قال الحسين بن العباس: وكنت أحب غناءه، والكتابة عنه، لما عنده من الآداب، وكان يستطيب عشرتي، وكنت إذا جلست عنده أخذته غلبة الريح، فجئته يوماً في مجلس الأدب، والناس عنده، وهو يملي، فلما خفوا، قال لي ولآخر كان معي: اجلسا عندي حتى أقعدكما على أسود، وأطعمكما طباهجة بكبود، وأسقيكما من معتقة اليهود، وأبحركما بعنبر وعود، أطيب من الندود، وأغنيكما غناء المشدود، فقلت: هذا موضع السجود، وجلسنا، وصديقي لا يعرف خلقه في الفساء، وأنا قد أخذت الريح فوقي، فوفى لنا بجميع ما ذكره، وقال لنا، وقد غنى وشربنا: نحن بالغداة علماء وبالعشي في صورة المخنكرين، فلما أخذ النبيذ منه، أخذ يفسو، وصديقي يغمزني ويتعجب، فأقول له: إن ذلك عادته وخلقه، وإن سبيله أن يحتمل، إلى أن غي صوتاً من الشعر، والصنعة له فيه، وكان يجيده:

إن بالحيرة قسا قد مجن

فتن الرهبان فيها وافتتن

ترك الإنجيل حيناً للصبا

ورأى الدنيا مجوناً فركن

قال: فطرب عليه صديقي طرباً شديداً، واستحسنه كثيراً، وأراد أن يقول له: أحسنت والله يا أبا الحسن.فقال له ما في نفسه يتردد من أمر الفساء: أفس علي يا أبا الحسن كيف شئت، فخجل جحظة، وخجل الفتى، وانصرفنا. وحدث الخطيب، عن أبي الفرج الإصبهاني، قال: حدثني جحظة قال: اتصلت علي إضاقة، أنفقت فيها كل ما أملكه، حتى بقيت ليس في داري سوى البواري، فأصبحت يوماً، وأنا أفلس من طنبور بلا وتر، كما في المثل، ففكرت كيف أعمل، فوقع لي أن أكتب إلى محبرة بن أبي عباد الكاتب، وكنت أجاوره، وكان قد ترك التصرف قبل ذلك بسنتين، وحالفه النقرس، فأزمنه حتى صار لا يتمكن من التصرف إلا محمولاً على الأيدي أو في محفة، وكان مع ذلك على غاية الظرف، وكبر النفس، وعظم الهمة، ومواصلة الشرب والقصف، فأردت أن أتطايب عليه ليدعوني، فآخذ منه ما أنفقه مدة، فكتبت إليه:

ماذا ترى في جدي

وفي عقار بوارد

وقهوة ذات لون

يحكى خدود الخزائد

ومسمع يتغنى

من آل يحيى بن خالد

إن المضيع لهذا

نزر المروءة بارد

فما شعرت إلا بمحفة محبرة يحملها غلمانه إلى داري، وأنا جالس على بابي، فقلت له: لم جئت ؟ ومن دعاك ؟ فقال: أنت، فقلت: إنما قلت لك: ماذا ترى في هذا ؟ وعنيت في بيتك، وما قلت لك: إنه في بيتي، وبيتي والله أفرغ من فؤاد أم موسى، فقال: الآن قد جئت ولا أرجع، ولكن أدخل إليك، وأستدعي من داري ما أريد، قلت: ذاك إليك، فدخل، فلم ير في بيتي إلا بارية، فقال: يا أبا الحسن، هذا والله فقر مطيح، هذا ضر مدقع، ما هذا ؟ قلت: هو والله ما ترى، فأنفذ إلى داره، فاستدعى فرشاً وآلة وقماشاً وغلماناً، وجاء فراشوه ففرشوا ذلك، وجاء وافر الصفر والشمع وغير ذلك مما يحتاج إليه، وجاء طباخه بما كان في مطبخه، وهو شيء كثير، بآلات ذلك، وجاء شرابيه بالأواني والمخروط والفاكهة وآلة التبخير والبخور وألوان الأنبذة، وجلس يومه ذلك وليلته عندي، يشرب على غنائي وغناء مغنية أحضرها، كنت ألقنها، فلما كان من الغد سلم إلى غلامه كيساً فيه ألف درهم، ورزمة ثياب صحاح، ومقطوعة من فاخر الثياب، واستدعى محفة فجلس فيها، وشيعته، فلما بلغ آخر الصحن، قال: مكانك يا أبا الحسن، احفظ بابك، فكل ما في دارك لك، فلا تدع أحداً يحمل منه شيئاً، وقال للغلمان: اخرجوا، فخرجوا بين يديه، وأغلقت الباب على قماش بألفو كثيرة. وأنشد السلامي لجحظة في سعد الحاجب:

يا سعد إنك قد خدمت ثلاثة

كل عليه منك وسم لائح

وأراك تخدم رابعاً لتميته

رفقاً به فالشيخ شيخ صالح

يا خادم الوزراء إنك عندهم

سعد ولكن أنت سعد الذابح

وحدث جحظة قال: دخلت، وأنا في بقايا علة، على كاتب، قال ابن بشران، على هارون ابن عريب الخالي، فقدم إلينا مضيرة عصبان، فأمعنت منها، فقال: - جعلت فداك - أنت عليل، وبدنك نحيل، والعصب ثقيل، واللبن يستحيل، فثقلت له: والعظيم اعلجليل، المفضل المنيل، لا تركت منها كثيراً ولا قليلاً، وحسبنا الله ونعم الوكيل، فغضب علي فضربني عشرين مقرعة، فقلت:

ولي صاحب لا قدس الله روحه

وكان من الخيرات غير قريب

أكلت عصيداً عنده في مضيرة

فيالك من يوم علي عصيب

قال: ودخلت إليه يوماً آخر، فقدم إلي لوزينجاً لها أيام وقد حمضت، فأخذت أمعن في أكلها، فقال لي: إن اللوزينج إذا كان بالجوز أبشم وإذا كان باللوز أتخم، فقلت: نعم يا سيدي إذا كانت لوزينجاً، وأما إذا كانت مصوصاً فلا !وحدث عبد الله بن المعتز، قال: عربد ابن أبي العلاء على جحظة بحضرتي، فأمرت بتنحية جحظة إلى أن رضي أحمد، فكتب إلي جحة:

أليس من العجائب أن مثلي

يقام لأحمد بن أبي العلاء

ولي نفس أبت إلا ارتفاعاً

فأضحت كالسماء على السماء

لقد غضب الزمان على أناس

فأبلاهم بأولاد الزناء

في تاريخ دمشق قال جحظة: سلمت على بعض الرساء وكان مبخلاً، فلما أردت الانصراف قال لي.يا أبا الحسن، إيش يقول في قطائف تأتيه ؟ ولم يكن له بذلك عادة ؟ فقلت: ما آبى ذلك، فأحضر لي جاماً فيه قطائف، قد خمت فأرجفت فيها، وصادفت مني سغبة، وهو ينظر إلي شزراً، فقال لي: يا أبا الحسن، إن القطائف إذا كانت بجوز أتخمتك، وإذا كانت بلوز أبشمتك، قال: فقلت: هذا إذا كانت قطائف، أما إذا كانت مصوصاً فلا.وعملت لوقتي هذه الأبيات:

دعاني صديق لي لأكل القطائف

فأمعنت فيها آمناً غير خائف

فقال، وقد أوجعت بالأكل قلبه

رويك، مهلاً، فهي إحدى المتالف

فقلت له: ما إن سمعنا بهالك

ينادى عليه: يا قتيل القطائف

قال عبد الله بن المعتز: كتب إلي جحظة في يوم مطير: انصرفت من عندك - جعلني الله فداك - وقد كنا عقدنا موعداً للقاء، ومنعني من المصير إليك ما نحن فيه من انقطاع شريان الغمام، فتفضل ببسط العذر لعبدك، إن شاء الله. ومن شعر جحظة:

وليل في جوانبه حران

فليس لطول مدته انقضاء

عدمت مطالع الإصباح فيه

كأن الصبح جود أو وفاء

وله أيضاً:

رحلتم فكم من أنة بعد زفرة

مبينة للناس شوقي إليكم

وقد كنت أعتقت الجفون من البكا

فقد ردها في الرق حزني عليكم

وحدث أبو الفرج الإصبهاني قال: دعاني محمد بن الشار يوماً، ودعا جحظة، وأطال حبس الطعام جداً، وجاع جحظة، فأخذ دواة وبياضاً وكتب:

مالي وللشار وأولاده

لا قدس الوالد والوالده

قد حفظا القرآن واستعملوا

ما فيه إلا سورة المائده

ورمى بها إلي، فقرأتها، ودفعتها إلى ابن الشار، فقرأها، ووثب مسرعاً، فقدم المائدة، فقاطعه جحظة، فكان يجهد جهده أن يجيئه فلا يفعل، فإذا عاتبناه قال: والله حتى يحفظ تلك السورة. وله أيضاً:

يطول علي الليل حتى أمله

فأجلس والنوام في غفلة عني

فلا أنا بالراضي من الدهر فعله

ولا الدهر يرضى بالذي ناله مني

قال أبو علي: حدثني أبو القاسم الحسين بن علي البغدادي، وكان أبوه ينادم ابن الحواري، ثم نادم اليزيديين بالبصرة، وأقام بها سنين، قال: كان جحظة خسيف الدين، وكان لا يصوم شهر رمضان، وكان يأكل سراً، فكان عند أبي يوماً في شهر رمضان مسلماً، فأجلسته، فلما كان نصف النهار سرق من الدار رغيفاً، ودخل المستراح، وجلس على المقعدة، واتفق أن دخل أبي فرآه فاستعظم ذلك وقال: ما هذا يا أبا الحسن ؟ فقال: أفت لبنات وردان ما يأكلون، فقد رحمتهم من الجوع:ومن شعر جحظة:

إن كنت ترغب في الزيا

رة عند أوقات لزياره

فدع الشتيمة للغلا

م إذا دنت من الغضاره

ومن مطبوع شعر جحظة:

وإذا جفاني صاحب

لم أستجز ما عشت قطعه

وتركته مثل القبو

ر أزورها في كل جمعه

وحدث جحظة في أماليه: دخلت إلى عريب المأمونية مع شروين المغنى، وأبي العبيس المغنى، وأنا يومئذ غلام على قباء ومنطقة، وأنكرتني، وسألت عني، فأخبرها شروين، وقال لها: هذا فتى من أهلك، هذا ابن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد البرمكي، وهو يغني بالطنبور، فأدنتني، وقربت مجلسي، ودعت بطنبور، وأمرتني أن أغني، فغنيت أصواتاً، فقالت: أحسنت يا بني، ولتكونن مغنياً، ولكن إذا حضرت بين هذين الأسدين ضعت أنت وطنبورك، تعني بين عوديهما، وأمرت لي بمائة دينار. وأنشد لنفسه في أماليه:

دعيني من العذل أين الكبير ؟

بحرمة معبودك الأكبر

فلست بباك على ظاعن

ولا طلل محول مقفر

ولكن بكائي على ماجد

أراد نوالاً فلم يقدر

وأنشد فيه لنفسه:

مرضت فلم يعدني في شكاتي

من الإخوان ذو كرم وخير

فإن مرضوا، وللأيام حكم

سينفذ في الكبير وفي الصغير

غدوت على المدامة والملاهي

وإن ماتوا حزنت على القبور

وأنشد فيه لنفسه:

يا راقداً، ونسيم الورد منتبه

في ربقة القفص والأطيار تنتحب

الورد ضيف، فلا تجهل كرامته

وهاتها قهوة في الكاس تلتهب

سقياً له زائراً تحيا النفوس به

يجود بالوصل حيناً ثم يجتنب

تباً لحر رآه وهو ذو جدة

لم يقض من حقه بالشرب ما يجب

وقد قال جحظة:

ناديت عمراً، وقد مالت بجانبه

مدامة، أخذت بالراس والقدم

قد لاح في الدير نار الراهبين وقد

ناداك بالصبح ناقوساهما، فقم

فقام يعثر في أثواب نعسته

لبزل صافية كالنجم في الظلم

فاستلها، وشدا، والكأس في يده:

سلم على الربع من سلمى بذي سلم

لو دام لي في الورى خل وعاتقة

لما حفلت بذي قربى ولا رحم

ولا بكرت إلى حلو لنائله

ولا التفت إلى شيء من النعم

حدث أبو علي المحسن بن محمد بن علي قال: كان الحسن بن مخلد أكرم الناس في بذل المال، وأبخلهم بطعامه، فكان يحضر ندماؤه على مائدته، فلا يستجرئ أحد منهم أن يشعب شيئاً البتة، وينزهون أنفسهم عند رفع المائدة بمسح أيديهم بلحاهم، وله في ذلك قصص عجيبة. قال جحظة: ربحت بأكلة افتديتها مع الحسن ابن مخلد خمسمائة دينار، وخمسمائة درهم، وخمسة أثواب فاخرة، وعتيدة طيبة سرية، فقيل له: كيف كان ذلك ؟ فقال: كان الحسن بن مخلد بخيلاً على الطعام، سمحاً بالمال، وكان يأخذ ندماءه بغتة، فيسقيهم النبيذ، ويؤاكلهم فمن أكل قتله قتلا، ومن شرب معه على الخسف حظي عنده، قال: فكنت عنده يوماً، فقال لي: يا أبا الحسن، قد عملت غداً على الصبوح الجاشري فبت عندي، فقلت: لا يمكنني، ولكني أباكرك قبل الوقت، فعلى أي شيء عملت أن تصطبح ؟ فقال: قد أعد لنا كذا وكذا، ووصف ما تقدم به إلى الطباخ بعمله، فعقدنا الرأي أن أباكره، وقمت وجئت إلى منزلي، ودعوت طباخي فتقدمت غليه بأن يصلح لي مثل ذلك بعينه، ويفرغ منه وقت العتمة، ففعل، ونمت، وقمت وقد مضى نصف الليل، فأكلت ما أصلح، وغسلت يدي وأسرج لي وأنا عامل على المضي إليه، إذ طرقتني رسله، فجئته، فقال.بحياتي أكلت ؟ قلت.أعيذك بالله، انصرفت من عندك قبل الغروب، وهذا نصف الليل، فأي وقت أصلح لي شيء ؟ أو أي وقت أكلت شيئاً ؟ سل غلمانك على أي حال وجدوني، فقالوا.وجدناه يا سيدنا وقد لبس ثيابه، وهو ينتظر أن يفرغ له من إسراج بغلته ليركبها، فسر بذلك سروراً شديداً، وقدم الطعام، فما كان في فضل أشمه، فأمسكت عن تشعيبه ضرورة، وهو يستدعي أكلي، ولو أكلت أحل دمي، قال: وكذا كانت عادته، فأقول: هو ذا آكل يا سيدي أفي الدنيا أحد يأكل أكثر من هذا ؟ وانقضى الأكل، وجلسنا على الشرب، فجعلت أشرب بأرطال، وهو يفرح، وعنده أنى أشرب على الريق، أو على ذلك الأكل الذي جلست معه، ثم أمرني بالغناء، فغنيت، فاستطاب ذلك، وطرب، وشرب أرطالاً، فلما رأيت النبيذ قد عمل فيه، قلت: يا سيدي تطرب أنت على غنائي، فأنا على أي شيء أطرب ؟ فقال: يا غلام هات دواة، فأحضرها، فكتب لي رقعة ورمى بها غلي، وإذا هي على صيرفي يعامله بخمسمائة دينار، فأخذتها وشكرته، ثم غنيته، وطرب وزاد سكره، فطلبت منه ثياباً، فخلع علي خمسة أثواب، ثم أمر أن يبخر كل ما بين يديه، فأحضرت عتيدة حسنة سرية فيها طيب كثير، فأخذ الغلمان يبخرون منها للناس، فلما انتهوا إلي، قلت: يا سيدي: وأنا أرضى أن أتبخر فحسب ؟ فقال لي: ما تريد ؟ قلت: أريد نصيبي من العتيدة، قال: قد وهبتها لك، فأخذتها، وشرب بعد ذلك رطلاً، واتكأ على مسورته، وكذا كانت عادته، إذا سكر، فقام الناس من مجلسه، وقمت وقد طلع الفجر وأضاء، وهو وقت يبكر الناس في حوائجهم، فخرجت كأني لص قد خرج من بيت قوم على قفا غلامي الثياب والعتيدة كلها، فصرت إلى منزيلي ونمت نومة، ثم ركبت إلى رب عون أريد الصيرفي، فأوصلت إليه الرقعة، فقال: يا سيدي أنت لارجل المسمى في التوقيع ؟ قلت: نعم، قال: أنت تعلم أن مثلنا يعاملون للفائدة، قلت: أجل، قال: ورسمنا أن نعطى في مثل هذا ما يكسر في كل دينار درهماً، فقلت له: ليس أضايقك في هذا القدر، فقال: ما قلت هذا إلا لأربح عليك الكبير أيما أحب إليك: أن تأخذ كما يأخذ الناس، وهو ما قد عرفتك، أو تجلس مكانك إلى الظهر، حتى أفرغ من شغلي، ثم تركب معي إلى داري، فتقيم عندي اليوم والليلة تشرب، فقد والله سمعت بك، وكنت أتمنى أن أسمعك، ووقعتن الآن لي رخيصاً، فإذا فعلت هذا، دفعت إليك الدنانير من غير خسران، فقلت: أقيم عندك، فجعل الرقعة في كمه، وأقبل على شغله، فلما دنا الظهر، جاء غلامه ببغلة فارهة، فركب وركبت معه، وصرنا إلى دار سرية حسنة، بفاخر الفرش والآلات، ليس فيها إلا جوار روم للخدمة من غير فحل، فتركني في مجلسه، ودخل، ثم خرج بثياب أولاد الخلفاء من حمام داره، وتبخر وبخرني بيده بند عتيق جيد، وأكلنا أسرى الطعام وأنظفه، وقمنا إلى مجلس سري للشرب، فيه فواكه وآلات بمال، وشربنا ليلتنا، فكانت ليلتي عنده أطيب من أختها عند الحسن بن مخلد، فلما أصبحنا، أخرج كيسين، في أحدهما دنانير، وفي الأخرى دراهم، فوزن خمسمائة دينار، وخمسمائة درهم، وقال: يا سيدي تلك ما أمرت به، وهذه الدراهم هدية مني إليك، فأخذتها وصار الصيرفي صديقي، وداره لي. قال: وحدثني أبو الحسن أحمد بن يوسف التنوخي قال: حدثني أبو لعي بن الأعرابي الشاعر قال: كنت في دعوة جحظة، فأكلت، وجلسنا نشرب، وهو يغني، إذ دخل رجل فقدم إليه جحظة زلة كان زلها من طعامه ونحن نأكل، وكان بخيلاً على الطعام، قال: وكأن الرجل كان طاوياً، طاوى تسع، فأتى على الزلة، ورفع الطيفورية فارغة، وجحظة يرمقه ونحن نلمح جحظة، ونضحك، فلما فرغ، قال له جحظة: تلعب معي بالنرد قال: نعم، فوضعاه بينهما، ولعبا، فتوالى اللعب على جحظة من الرجل بأن تجيء الفصوص على ما يريد من الأعداد ويكره جحظة، فأخرج جحظة رأسه من قبة الخيش رافعاً له إلى السماء، وقال كأنه يخاطب الله جل وعز: لعمري إني أستحق هذا، لأني أشبع من أجعته. قلت: ما أشد تباعد ما بين هببذين الخبرين، وخبر رواه التنوخي أيضاً عن أبي العباس بن المنم، قال.سمعت أبا عبد الله الموسوي العلوي يقول: قصدني أبو جعفر محمد بن يحيى شيرزاد، في أيام تدبيره الأمر، قصداً قبيحاً، وعمل لي كتابة مؤامرة في خراجاتي بمائة ألف درهم، أكثرها واجب وباقيها كالواجب، وأحضرني للمناظرة.عليها، واعتقلني في داره، فضقت ذرعاً بما نزل بي وعلمت أن المال سيلزمني إذا نوظرت، وأنه يؤثر في حالي، ويهتك جاهي، فلم أدر ما أصنع، فشاورت بعض من يختص به، فقال: طمعه فيك والله قوي، وما يفعل معه بشيء غير المال، فقلت له: ففكر في حيلة أو مخادعة، ففكر ثم قال: لا أعرف لك دواء إلا شيئاً واحداً إن سمحت به نفسك وتركت العلوية عنك وفعلت نجوت، قلت.ما هو، قال: هو رجل سمح على الطعام، محب لأكلة مائدته، موجب لحرمته، وأرى لك، إذا وضع طعامه، أن تخرج إليه، فإنك معه في الدار، ولا يمنعك الموكلون من ذلك، فتجيء بغير إذن، فتجلس على المائدة، وتأكل وتنبسط وتخاطبه في أمرك عقيب الأكل، وتسأله، وترفق به، وتخضع له، فإنه يسامحك بأكثرها، ويقرب ما بينك وبينه، فشق ذلك علي، ثم نظرت، فإذا وزن المال أشق منه، وكان أبو جعفر لا يأكل إلا بعد المغرب في كل يوم أكلة، فلم آكل ذلك اليوم شيئاً، وراعيت مائدته، فلما وضعت، قمت، فقال الموكلون: إلى أين ؟ قلت.إلى مائدة الوزير، فما قدروا أن يمنعوني، فلما رأى أبو جعفر، أكبر ذلك وتهلل وجهه وقال.ألا عندي يا سيدي، وأجلسني إلى جنبه، فأقبلت آكل وأنبسط في الأكل والحديث، إلى أن رفعت المائدة واستدعاني إلى موضعه، فغسلت يدي بحضرته، فلما فرغت، أردت أن أبتدئه بالخطاب، فقال لي: قد آذيتك يا سيدي، يا أبا عبد الله، بتأخرك عن منزلك، فامض إلى بيتك، وما أخاطبك بشيء مما في نفسي، ولا مما أردت مخاطبتك به، ولا مطالبة عليك من جهتي، بعد ما تفضلت به، فشكرته، وقلت: إن رأى سيدنا، أيده الله، أن يتمم معروفه بتسليم المؤامرة إلي، فقال: هاتموها، فما برحت إلا وهي في خفي، وانصرفت إلى منزلي وقد سقط المال ني، ولزمته للسلم، وصرت أتعمد مؤاكلته، والتخصص به، فسلمت طول أيامه، وسلم جاهي ومالي علي، إلى أن مضى لسبيله. قلت: هذا حسن من فعله، مع عسف كان فيه بالرعية في جباية المال، لم يسبق إليها، ولا تبعه بعده أحد في مثلها، فكانت له أفعال منكرة منها: أنه استدعى العيارين وضمنهم ما يسرقونه من أموال الناس وكتب جحظة إلى أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله المشمعي، وكان قائداً جليلاً، تقلد البصرة وفارس:

إليك أبا إسحاق مني رسالة

تزين الفتى، إن كان يعشق زينه

لقد كنت غضباناً على الدهر زاريا

عليه، فقد أصلحت بيني وبينه

وكان أبو إسحاق هذا أديباً شاعراً، ومن شعره:

ألا طف من أجله أهله

وكل إلي حبيب قريب

وأسأل عن غيره قبله

لأبطل ظن الذي يستريب

وأنشد جحظة لنفسه في أماليه:

قد نلتم صحة، ما نالها بشر

وحزتم نعمة ما نالها ملك

فليت شعري أمقدار تعمدكم

بما أتاكم به، أم وسوس الفلك

وأنشد جحظة في أماليه:

يا من دعاني وفر مني

أخلفت والله حسن ظني

قد كنت أرضى بخبز رز

ومالح أو قليل بن

وسكرة من نبيذ دبس

أقام يوماً بعقر دن

فكيف يغلو بما ذكرنا

مساعد شاعر مغني

وحدث جحظة في أماليه قال: كنت أشرب عند بعض إخواني بباب حرب في ناعورة ثابت في يوم مطر، ومعنا شيخ خضيب حسن البرة متصدر، فتجارينا ذكر المطر، وما جاء فيه من الخبر، فقال الشيخ: حدثوا يا سيدي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه، أبا بكر وأبا حفص وعلى النبيين السريين منكر ونكير وعلى عمرو بن العاضي قاتل الكفار يوم غدير خم وصاحب راية النبي يوم القطائف - يريد يوم الطائف - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومحا ملك يتبحا حتى يضحا في موضحا ثم يصعد ويدحا فقلت: يا شيخ فالقطر يقع في الكنيف، والملك ينزل معه قال: نعم يا سيدي فيهم ما في الناس من الدناءة والخسة. وأنشد جحظة لنفسه في أماليه:

قالت أعاليه الصلب

لما تثنى واضطرب

أترى جنيت جناية ؟ حتى صلبت على الخشبقال جحظة في أماليه: استهديت من بعض إخواني دواة فأخرها عني، ثم اجتمعنا في مجلس أبي العباس ثعلب، فقلت لأبي العباس: ما أراد الشاعر بقوله:

أحاجيك: ما قبر عديم ترابه

به معشر موتى وإن لم يكفنوا

سلوت عن التبيان مدة قبرهم

فإن نبشوا يوماً من الدهر بينوا

فسكت ساعة، ثم قال: الدواة، فلما انصرفت إلى منزلي إذا الدواة قد سبقتني إليه. قال جحظة: دعوت فضيلاً الأعرج، وكان عندنا جماعة فكتب إلينا:

أنا في منزلي، وقد رزق الل

ه نديماً ومسمعاً وعقارا

فاعذروني بأن تخلفت عنكم

شغل الحلي أهله أن يعارا

ومثله لغيره:

حي طيفاً من الأحبة زارا

بعد أن نوم الكرى السمارا

داعياً في الوصال تحت دجى اللي

ل عيوناً عن الوصال سهارى

قلت ما بالنا جفينا وكنا

قبل ذاك الأسماع والأبصارا

قال: إنا كما عهدت، ولكن

شغل الحلي أهله أن يعارا

قال جحظة: وسألت الحسن بن مخلد حاجة، فقال: إذا كان بعد ثلاث عرفتك، فقلت: يا سيدي تعدني أن تعدني. قال جحظة في أماليه: كنت جالساً عند صديق لي، فجاءه رقعة من منزله، فلما نظر فيها ضرط، فحادثته ساعة واعتقلته وأخذتها، وإذا فيها: قد فني الدقيق وغدا الخبزة. وأنشد لنفسه في أماليه يقول:

يقول لي مالكي، والدمع منحدر

لا خفف الله رب العرش بلواكا

وإن دعوت إليه عند معتبة،

يقول قلبي له في السر: حاشاكا

وأنشد أيضاً لنفسه في أماليه:

ما أنصفتني يد الزمان ولا

أدركني غير حرفة الأدب

لا حفظ الله، حيثما سلكت

أمي، وأير الحمار في أست أبي

ما تركا درهماً أصون به

وجهي يوماً عن ذلة الطلب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي