معجم الأدباء/أحمد بن سعد أبو الحسين الكاتب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أحمد بن سعد أبو الحسين الكاتب

أحمد بن سعد أبو الحسين الكاتب ذكره حمزة في أهل أصبهان، فقال ندب في أيام القاهر بالله إلى عمل الخراج أبو الحسين أحمد بن سعد، فورد أصبهان غرة جمادى الأولى، سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وعزل عنها أبو علي بن رستم في جمادى الآخرة من هذه السنة، ثم قدم أبو الحسين بن سعد من فارس متقلداً لتدبير البلد، وعمل الخراج، من قبل الأمير علي ابن بويه، يعني عماد الدولة، في جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، ثم صرف في سنة أربع وعشرين.قال: ثم رد جباية الخراج في أربع وعشرين إلى أبي القاسم سعد بن أحمد بن سعد، قال ثم إن أبا الحسين عزل في شوال من هذه السنة، لم يذكره بعد ذلك، وعد فضلاء أصبهان من أصحاب الرسائل، ثم قال: وأما أبو مسلم محمد، وأبو الحسين أحمد بن سعد، فقد استغنينا بشهرة هذين وبعد صوتهما في كور المشرق والمغرب، وعند كتاب الحضرة، وإجماع أهل الزمان على فضلهما عن وصفهما، وعامة الرسائل لهما، ثم ذكره في المصنفين فقال: له من الكتب، كتاب الاختيار من الرسائل، لم يسبق إلى مثله، وكتاب آخر في الرسائل، سماه فقر البلغاء، وكتاب الحلي والثياب، وكتاب المنطق، وكتاب الهجاء، قرأت في كتاب عتيق. حدثني شيخ كبير قال: تنبأ في مدينة أصبهان رجل في زمن أبي الحسين بن سعد، فأتي به، وأحضر العلماء والعظماء والكبراء كلهم فقيل له من أنت ؟ فقال: أنا نبي مرسل، فقيل له: ويلك: إن لكل نبي آية، فما آيتك وحجتك ؟ فقال: ما معي من الحجج لم يكن لأحد قبلي من الأنبياء والرسل، فقيل له: أظهرها: فقال: من كان منكم له زوجة حسناء، أو بنت جميلة، أو أخت صبيحة، فليحضرها إلي أحبلها بابن في ساعة واحدة، فقال أبو الحسين بن سعد: أما أنا فأشهد أنك رسول، وأعفني من ذلك، فقال له رجل: نساء ما عندنا: ولكن عندي عنز حسناء، فأحبلها لي: فقام يمضي، فقيل له إلى أين ؟ قال أمضي إلى جبرائيل وأعرفه أن هؤلاء يريدون تيساً، ولا حاجة بهم إلى نبي، فضحكوا منه وأطلقوه وأنشد للإصبهاني أبي الحسين هذا أشعاراً منها في جواب معمى:

رماني أخ أصفي له الود جاهداً

ومن يتطوع بالمودة يحمد

بداهبة تعيي على كل عالم

بوجه المعمى بالصواب مؤيد

وحمل سرب الوحش والطير سره

وأرسلها تكرا ببيداء قردد

فانهضت قلبي وهو في نفس جارح

ومن يغد يوماً بالجوارح يصطد

فحاش لي الصنفين من بين أرنب

يقود الوحوش طائعات وهدهد

يسوق لنا أسراب طير تتابعت

على نسق مثل الجمان المنضد

ومزقتها بالزجر حتى تحولت

وعادت عباديداً بشمل مبدد

وراوضتها بالفكر حتى تذللت

فمن مسمح طوعاً ومن متجلد

فأخرجت السر الخفي وأنشدت

قريض رهين بالصبابة ذي دد

وإني وإياها لكالخمر والفتى

متى يستطع منها الزيادة يزدد

وله في الفضل محمد بن الحسين بن العميد:

البين أفردني بالهم والكمد

والبين جدد حر الثكل في كبدي

فارقت من صار لي من واحدي عوضاً

يا رب لا تجعلنها فرقة الأبد

أمسك حشاشة نفسي أن يطيف بها

كيد من الدهر بعد الفقد للولد

لا في الحياة فإني غير مغتبط

بالعيش بعد انقصاف الظهر والعضد

بل ابق لي الخلف المأمول حيطته

على عيال وأطفال ذوي عدد

من أن يروا ضيعة في عرصة البلد

وأن يروا نهزة في كف مضطهد

ربي رجائي وحسب المرء معتمداً

نجل العميد وصنع الواحد الصمد

وله إلى أبي الحسين بن لرة، في مملوك له أسود كان تبناه:

حذر فديتك بشرى من تبرزه

إني أخاف عليه لفعة العين

إذا بدت لك منه طرة سبلت

على الجبين وتحريف كنونين

حسبت بدراً بدا تما فأكلفه

غمامة نشرت في الأرض ثوبين

كأنما خط في أصداغه قلم

بالحبر خطين جاءا نحو قوسين

لكن ذلك منه غير دافعه

عن القبول وعن بعد من الشين

وهذه قطعة شعر لأبي الحسين بن سعد على أربع قواف كلما أفردت قافية كان شعراً برأسه إلى آخر الأبيات.

وبلدة قطعتها بضامر

خفيدد عيرانة ركوب

وليلة سهرتها لزائر

ومسعد مواصل حبيب

وقينة وصلتها بطاهر

مسود ترب العلا نجيب

إذا غوت أرشدتها بخاطر

مسدد وهاجس مصيب

وقهوة باكرتها لفاجر

ذي عتد، في دينه وروب

سورتها كسرتها بماطر

مبرد من جمة القليب

وحرب خصم بختها بكائر

ذي عدد في قومه مهيب

معوداً بل سفتها بباتر

مهند يفري الطلى رسوب

وكم حظوظ نلتها من قادر

ممجد بصنعة القريب

كافية إذ شكرتها في سامر

ومشهد للملك الرقيب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي