معجم الأدباء/أحمد بن محمد، بن إبراهيم، بن الخطاب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أحمد بن محمد، بن إبراهيم، بن الخطاب

أحمد بن محمد، بن إبراهيم، بن الخطاب الخطابي أبو سليمان، من ولد زيد بن الخطاب، أخي عمر بن الخطاب، كذا ذكر أبو عبيد الهروي، وكان تلميذه، وأبو منصور الثعالبي، وكان صديقه.مات الخطابي فيما ذكره عبد الرحمن بن عبد الجبار، الفامي الهروي، في تاريخ هراة من تصنيفه 'وسماه حمداً' في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، ومولده في رجب، سنة تسع عشرة وثلاثمائة. نقلت من خط أبي سعد السمعاني، قال: نقلت من خط الشيخ ابن عمر، توفي الإمام أبو سليمان الخطابي ببست في رباط على شاطئ هندمند، يوم السبت السادس عشر من شهر ربيع الآخر، سنة ست وثمانين وثلاثمائة.وذكر أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي في كتاب المنتظم: أنه توفي سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وهذا ليس بشيء.قال السمعاني: كان الخطابي حجة صدوقاً، رحل إلى العراق، والحجاز، وجال في خراسان، وخرج إلى ما وراء النهر، وكان يتجر في ملكه الحلال، وينفق على الصلحاء من إخوانه، وقد ذكره الثعالبي في كتاب يتيمة الدهر، وقال: كان يشبه في زماننا بأبي عبيد القاسم بن سلام.وذكره الحافظ أبو طاهر، أحمد بن محمد، بن أحمد السلفي، في شرح مقدمة كتاب معالم السنن له، فقال: وذكر الجم الغفير، والعدد الكثير، أن اسمه حمد، وهو الصواب، وعليه الاعتماد.قال المؤلف: وإنما ذكرته أنا في هذا الباب، لأن الثعالبي، وأبا عبيد الهروي، وكانا معاصريه وتلميذيه، سمياه أحمد، وقد سماه الحاكم بن البيع في كتاب نيسابور حمداً، وجعله في باب من اسمه حمد، وذكر أبو سعد السمعاني في كتاب مرو: سئل أبو سليمان عن اسمه فقال: اسمي الذي سميت به حمد، لكن الناس كتبوه أحمد، فتركته عليه.قال: ورثاه أبو بكر عبد الله بن إبراهيم الحنبلي ببست في شعر، فسماه حمداً فقال:

وقد كان حمداً كاسمه حمد الورى

شمائل فيها للثناء ممادح

خلائق ما فيها معاب لعائب

إذا ذكرت يوماً فهن مدائح

تغمده الله الكريم بعفوه

ورحمته والله عاف وصافح

لازال ريحان الإله وروحه

قرى روحه ما حن في الأيك صادح

قال: وأخذ العلم عن كثير من أهله، ورحل في طلب الحديث، وطوف وألف في فنون من العلم وصنف.وأخذ الفقه عن أبي بكر القفال الشاشي، وأبي علي بن أبي هريرة، ونظرائهما من فقهاء أصحاب الشافعي. ومن تصانيفه: كتاب معالم السنن، في شرح كتاب السنن لأبي داود، كتاب غريب الحديث، ذكر فيه ما لم يذكره أبو عبيد، ولا بان قتيبة في كتابيهما، وهو كتاب ممتع مفيد، رواه عنه أبو الحسين عبد الغافر بن محمد، بن عبد الغافر، الفارسي ثم النيسابوري.كتاب تفسير أسامي الرب عز وجل، شرح الأدعية المأثورة، كتاب شرح البخاري.كتاب العزلة.كتاب إصلاح الغلط.كتاب العروس.كتاب أعلام الحديث.كتاب الغنية عن الكلام.كتاب شرح دعوات لأبي خزيمة.ومن شيوخ الخطابي في الأدب وغيره: إسماعيل الصغر، وأبو عمر الزاهد، وأبو العباس الأصم، وأحمد بن سليمان النجار، وأبو عمرو السماك، ومكرم القاضي، وجعفر الخلدي، كل هؤلاء بغداديون، سوى الأصم، فإنه نيسابوري، وبها كتب عنهم عالي الإسناد جداً، وروى عنه خلق: منهم عبد بن أحمد، ابن غفير الهروي، وأبو مسعود الحسن بن محمد الكرابيسي البستي، روى عنه ببست، وأبو بكر محمد ابن الحسن المقرئ، روى عنه بغزنة، وأبو الحسن علي ابن الحسن، الفقيه السجزي، روى عنه بسجستان، وأبو عبد الله محمد بن علي، بن عبد الله الفسوي، روى عنه بفارس، وآخرون. وقد روى عنه الإمام الفقيه، أبو حامد الإسفراييني، فقيه العراق، والحاكم أبو عبد الله، محمد بن البيع النيسابوري، روى عنه بخراسان وقد حدث عنه أبو عبيد الهروي في كتاب الغريبين.وأنشد أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي، لأبي سليمان الخطابي في اليتيمة أشعاراً منها:

وما غربة الإنسان في شقة النوى

ولكنها والله في عدم الشكل

وإني غريب بين بست وأهلها

وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي

ولأبي منصور الثعالبي في الخطاب شعر منه:

أبا سليمان سر في الأرض أو أقم

فأنت عندي دنا مثواك أو شطنا

ما أنت غيري، فأخشى أن تفارقني

فديت روحك بل روحي، فأنت أنا

نقلت من خط أبي سعد السمعاني: أنبأنا إسماعيل ابن أحمد الحافظ، أنبأنا أبو القاسم سعد بن علي، بن محمد الريحاني أدباً، أنبأنا أبو سعد الخليل، بن محمد الخطيب، قال: كنت مع أبي سليمان الخطابي، فرأى طائراً على شجرة، فوقف ساعة يستمع، ثم أنشأ يقول:

يا ليتني كنت ذاك الطائر الغردا

من البرية منحازاً ومنفردا

في غصن بان دهته الريح تخفضه

طوراً وترفعه أفنانه صعدا

خلو الهموم سوى حب تلمسه

في الترب أو نفية يروى بها كبدا

ما إن يؤرقه فكر لرزق غد

ولا عليه حساب في المعاد غدا

طوباك من طائر طوباك ويحك طب

من كان مثلك في الدنيا فقد سعدا

وحدث أبو بكر محمد بن علي، بن الحسن، بن الراغوثي اللغوي، فيما ذكره السلفي قال: أنشدني أبو منصور الثعالبي بنيسابور للخطابي، يقوله في الثعالبي:

قلبي رهين بنيسابور عند أخ

ما مثله حين تستقري البلاد أخ

له صحائف أخلاق مهذبة

منها التقى، والنهى، والحلم ينتسخ

قال أبو طاهر السلفي: وقلت أنا فيه في سنة خمسين وخمسمائة، لشغفي بتآليفه، ورغبتي في تحصيل تصانيفه.

ظن هذا الخطاء في الخطابي

شيخ أهل العلوم والآداب

من على كتبه اعتماد ذوي الفض

ل ومن قوله كفصل الخطاب

أن يحوز الفردوس إذ أتعب لانف

س لذي العرش غاية الإتعاب

وتعنى في الأخذ جداً وفي التص

نيف من بعد رغبة في الثواب

نضر الله وجهه من إمام

ألمعي أتى بكل صواب

ولعمري قد فاز بالروح والري

حان من غير شبهة وارتياب

هو قد كان شمس متبعي الشر

ع على الزائفين سوط عذاب

وللسلفي فيه أشعار غير هذا، في نهاية الضعف والسقط كما ترى.ومن شعره في اليتيمة:

وليس اغترابي عن سجستان أنني

عدمت بها الإخوان والدار والأهلا

ولكنني مالي بها من مشاكل

وإن الغريب الفرد من يعدم الشكلا

وله:

شر السباع العوادي دونه وزر

والناس شرهم ما دونه وزر

كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع

وما ترى بشراً لم يؤذه بشر

ومنه أيضاً:

ما دمت حياً فدار الناس كلهم

فإنما أنت في دار المداراة

من يدر دارى، ومن لم يدر سوف يرى

عما قليل نديماً للندامات

ومنه أيضاً:

وقائل ورأى من حجبتي عجباً

كم ذا التواري وأنت الدهر محجوب ؟

فقلت: حلت نجوم الدهر منذ بدا

نجم المشيب ودين الله مطلوب

فلذت من وجل بالاستتار عن ال

أبصار إن غريم الموت مرهوب

ومنه أيضاً:

تغنم سكوت الحادثات فإنها

وإن سكنت عما قليل تحرك

وبادر بأيام السلامة إنها

رهان وهل للرهن عندك مترك

ومنه أيضاً:

تسامح، ولا تستوف حقك كله

وأبق ولم يستقص قط كريم

ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد

كلا طرفي قصد الأمور ذميم

وقال أبو القاسم الداوودي الهروي: قال الثعالبي له في مرثية الخطابي - رحمه الله -:

انظروا كيف تخمد الأنوار

انظروا كيف تسقط الأقمار ؟ ؟

انظروا هكذا تزول الرواسي

هكذا في الثرى تغيض البحار

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي