معجم الأدباء/أحمد بن محمد، بن إسماعيل النحاس،

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أحمد بن محمد، بن إسماعيل النحاس،

أحمد بن محمد، بن إسماعيل النحاس، أبو جعفر من أهل مصر، رحل إلى بغداد، فأخذ عن المبرد، والأخفش علي بن سليمان، ونفطويه، والزجاج، وغيرهم.ثم عاد إلى مصر فأقام بها إلى أن مات بها، فيما ذكره أبو بكر الزبيدي في كتابه، في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة. وأبو جعفر هذا: صاحب الفضل الشائع والعلم المتعارف الذائع، يستغني بشهرته، عن الإطناب في صفته. قال الزبيدي: ولم يكن له مشاهدة، فإذا خلا بعلمه جود وأحسن، وكان لا ينكر أن يسأل أهل النظر والفقه، ويفاتشهم عما أشكل عليه في تصانيفه.قال الزبيدي: فحدثني قاضي القضاة بالأندلس، وهو المنذر بن سعيد البلوطي قال: أتيت ابن النحاس في مجلسه بمصر، فألفيته يملي في أخبار الشعراء شعر قيس بن معاذ المجنون، حيث يقول:

خليلي هل بالشام عين حزينة

تبكي على نجد لعلي أعينها ؟

قد اسلمها الباكون إلا جمامة

مطوقة باتت وبات قرينها

تجاوبها أخرى على خيزرانة

يكاد يدنيها من الأرض لينها

فقلت: يا ابا جعفر، ماذا - أعزك الله - باتا يصنعان ؟ فقال لي: وكيف تقوله أنت يا أندلسي ؟ فقلت: بانت وبان قرينها، فسكت، ومازال يستثقلني بعد ذلك، حتى منعني كتاب العين، وكنت ذهبت إلى الانتساخ من نسخته، فلما قطع بي، قيل انتسخ من أبي العباس ابن ولاد، فقصدته، فلقيت رجلاً كامل العلم، حسن المروءة، وسألته الكتاب فأخرجه غلي، ثم تندم أبو جعفر لما بلغه إباحة ابن العباس الكتاب لي، وعاد إلى ما كنت أعرفه منه. قال: وكان أبو جعفر لئيم النفس، شديد التقتير على نفسه، وكان ربما وهبت له العمامة، فقطعها ثلاث عمائم، وكان يأبى شرى حوائجه بنفسه، ويتحامل فيها على أهل معرفته، وصنف كتباً حساناً مفيدة، منها كتاب الأنوار، كتاب الاشتقاق لأسماء الله عز وجل، كتاب معاني القرآن، كتاب اختلاف الكوفيين والبصريين سماه 'المقنع'، كتاب أخبار الشعراء، كتاب أدب الكتاب، كتاب الناسخ والمنسوخ، كتاب الكافي في النحو، كتاب صناعة الكتاب، كتاب إعراب القرآن، كتاب شرح السبع الطوال، كتاب شرح أبيات سيبويه، كتاب الاشتقاق، كتاب معاني الشعر، كتاب التفاحة في النحو، كتاب أدب الملوك. وسمعت من يحكي: أن تصانيفه تزيد على الخمسين مصنفاً، وقد ذكر أبو عبد الله الحميدي: القاضي المذكور في قصة ابن النحاس، وقال: هو أبو الحكم، المنذر ابن سعيد، يعرف بالبلوطي، ينسب إلى موضع هناك قريب من قرطبة، يقال له فحص البلوط، ولي قضاء الجماعة بقرطبة، في حياة الحكم المستنصر، وذكر له قصة استحسنتها فأثبتها ههنا، إذ لم أجعل له ترجمة، لأنه لم يذكره بالتصنيف في الأدب، فقال:كان الحكم المستنصر مشغوفاً بأبي علي القالي، ييؤهله لكل مهمة في بابه، فلما ورد رسول ملك الروم، أمره عند دخول الرسول إلى الحضرة أن يقوم خطيباً، بما كانت العادة جارية به، فلما كان في ذلك الوقت، وشاهد أبو علي الجمع، وعاين الحفل، جبن ولم تحمله رجلاه، ولا ساعده لسانه، ففطن له أبو الحكم، منذر بن سعيد القاضي، فوثب وقام مقامه، وارتجل خطبة بليغة على غير أهبة، وأنشد لنفسه في آخرها:

هذا المقال الذي ما عابه فند

لكن صاحبه أزرى به البلد

لو كنت فيهم غريباً كنت مطرفاً

لكنني منهم فاغتالني النكد

لولا الخلافة أبقى الله بهجتها

ما كنت أبقى بأرض ما بها أحد

واتفق الجمع على استحسانه، وجمال استدراكه، وصلب العلج وقال: هذا كبش رجال الدولة، ثم ذكر قصته مع ابن النحاس بعينها.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي