معجم الأدباء/إسحاق بن مرار،

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

إسحاق بن مرار،

إسحاق بن مرار، أبو عمرو الشيبانى الكوفى قال الأزهرى: كان يعرف بأبى عمرو الأحوص، ومرار بكسر الميم ورائين مهملتين مخففتين، وهو مولى وليس من بنى شيبان، وإنما كان مؤدبا لأولاد ناس من بنى شيبان، فنسب إليهم، كما نسب اليزيدي إلى يزيد ابن منصور، حين أدب ولده. وقرأت فى أمالى أبى إسحاق النجيرمي: ذكر أن يوسف الأصبهانى قال: أبو عمرو الشيباني من الدهاقين وإنما قيل له الشيباني، لأنه كان يؤدب ولد هارون الرشيد، الذين كانوا فى حجر يزيد بن مزيد الشيباني، فنسب إليه قال عبد الله بن جعفر: وأبو عمرو راوية أهل بغداد، واسع العلم باللغة والشعر، ثقة فى الحديث، كثير السماع.وله كتب كثيرة فى اللغة جياد، مات فى أيام المأمون، سنة خمس ومائتين، أوست ومائتين، وقدبلغ مائة سنة وعشر سنين. وقال ابن السكيت: مات أبو عمرو، وله ثمان عشرة ومائة سنة، وكان يكتب بيده إلى أن مات، وكان ربما استعار منى الكتب، وأنا إذ ذاك صبى آخذ عنه، وأكتب من كتبه.وقال ابن كامل: مات أبو العتاهية، وأبو عمرو الشيباني، وإبراهيم المغنى، والد إسحاق فى يوم واحد، سنة ثلاث عشرة ومائتين، ببغداد. قال ابن درستويه: وله بنون وبنو بنين يروون عنه كتبه، وأصحاب علماء ثقات، وكان ممن يلزم مجلسه، ويكتب عنه الحديث: أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - وحدث الحزنبل، عن عمرو بن أبى عمرو الشيباني قال: لما جمع أبى أشعار القبائل، كانت نيفا وثمانين قبيلة، فكان كلها عمل منها قبيلة وأخرجها إلى الناس، كتب مصحفا بخطه، وجعله فى مسجد الكوفة، حتى كتب نيفا وثمانين مصحفا.وكان يقول: تعلموا العلم، فإنه يوطئ الفقراء بسط الملوك.وروى عن أبى عمرو الشيباني أنه قال يوما لأصحابه: لايمنين أحد أمنية سوء، فإن البلاء موكل بالمنطق هذا المؤمل قال:

شف المؤمل يوم الحيرة النظر

ليت المؤمل لم يخلق له بصر

فذهب بصره.وهذا مجنون بنى عامر قال:

فلو كنت أعمى أخبط الأرض بالعصا

أصم ونادتني أجبت المناديا

فعمى وصم.وقال أبو شبل يهجو أبا عمرو الشيباني:

قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقةً

حتى ألمت بنا يوما ملمات

فقلت: والمرء قد تخطيه منيته

أدنى عطيته إياى ميات

فكان ما جاد لي لا جاد عن سعة

دراهم زائفات ضربجيات

ما الشعر ويح أبيه من صناعته

لكن صناعته بخل وحالات

ودن خل ثقيل فوق عاتقه

فيه رعيثاء مخلوط وصحناة

فلو رأيت أبا عمرو ومشيته

كأنه جاحظ العينين نهات

نهات: أى نهاق وقال محمد بن إسحاق النديم: وله من الكتب كتاب الختم، كتاب النوادر، كتاب أشعر القبائل، ختمه بابن هرمة، كتاب الخيل، كتاب غريب المصنف، كتاب اللغات، كتاب غريب الحديث، كتاب النوادر الكبير على ثلاث نسخ. وقال أبو الطيب اللغوى فى كتاب مراتب النحويين: وأما كتاب الختم فلا رواية له، لأن أبا عمرو بخل به على الناس، فلم يقرأه أحد عليه، وذكره أبو بكر الخطيب فقال: هو كوفي نزل بغداد، وحدث بها عن ركين الشامي.روى عنه ابنه عمرو، وأحمد بن حنبل، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وكان ثقة.قال ثعلب: وكان مع أبى عمرو الشيبانى من العلم والسماع، عشرة أضعاف ما كان مع أبى عبيدة، ولم يكن في أهل البصرة مثل أبي عبيدة، في السماع والعلم. قال المؤلف: ولقد أسرف ثعلب فيما فضل به أبا عمرو، فإننى لا أقول: إن الله خلق رجلا كان أوسع رواية وعلما من أبى عبيدة فى زمانه.وحدث يونس بن حبيب قال: دخلت على أبي عمرو الشيباني، وبين يديه قمطر فيه أمناء من الكتب يسيرة، فقلت له أيها الشيخ: هذا علملك ؟ فتبسم إلى وقال: إنه من صدق كثير. وقال الخطيب: كان أبو عمرو نبيلاً، وفاضلاً، عالما بكلام العرب، حافظا للغاتها، عمل كتاب شعراء مضر، وربيعة، ويمن، إلى ابن هرمة، وسمع من الحديث سماعا واسعا، وعمر عمرا طويلا، حتى أناف على التسعين، وهو عند الخاصة من أهل العلم، والرواية مشهور معروف والذي قصر به عند العامة من أهل العلم أنه كان مستهترا بالنبيذ والشرب له.قرأت بخط أبى منصور الأزهري، فى كتاب نظم الجمان للمنذري، حدثني أبو بكر محمد بن أحمد، بن النضر المثنى قال: حدثنى سعيد بن صبيح قال: حدثنى أبوك يعنى النضر، قال: كنت عشية الخميس عند إسماعيل بن حماد، بن أبى حنيفة، وجاء أبو عمرو الشيباني فقال لى: من هذا الشيخ ؟ قلت، هذا أبو عمرو الشيباني، صاحب العربية والغريب، وكان قد أتى عليه نحو من خمس عشرة سنة ومائة، فالتفتت إليه أسائله عن أيامه وسنه، ثم قال: ما راح بك ؟ الك حاجة ؟ قلت: نعم بلغني أنك تقول: إن القرآن مخلوق، قال: نعم، قلت: فمتى خلقه ؟ قبل أن يتكلم به أو بعد ما تكلم به، فأطرق طويلا ثم رفع رأسه، وقال: أنت شيخ جدل، هذا قولي، وقول أمير المؤمنين.قال سعيد: فغدوت يوم الجمعة على أبي عمرو، وكان مجلسه وكنت أقرب منه، فقلت يا أبا عمرو ' وإيش' كنت تصنع عند إسماعيل بن حماد ؟ قال: من أخبرك ؟ فقال: أحمد بن أبى غالب، أله عن هذا، فإن هذا بي عارف، يعنى المأمون، دعوا هذا لا تتكلموا به.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي