معجم الأدباء/الحسن بن المظفر النيسابوري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الحسن بن المظفر النيسابوري

الحسن بن المظفر النيسابوري أبو عليٍ، أديب نبيل، شاعر مصنف، ذكره أبو أحمد بن أرسلان في تاريخ خوارزم فقال: مات أبو عليٍ الحسن بن المظفر الأديب الضرير النيسابوري ثم الخوارزمي في الرابع من شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائةٍ، وأثنى عليه ثناءً طويلاً زعم فيه أنه كان مؤدب أهل خوارزم في عصره، ومخرجهم وشاعرهم ومقدمهم والمشارإليه منهم، وهو شيخ أبي القاسم الزمخشري قبل أبي مضر، وله نظم ونثر.وذكر أن له ولداً اسمه عمر وكنيته أبو حفصٍ، أديب فقيه فاضل، وله شعر منه:

سبحان من ليس في السماء ولا

في الأرض ند له وأشباه

أحاط بالعالمين مقتدراً

أشهد أن لا إله إلا هو

وخاتم المرسلين سيدنا

أحمد رب السماء سماه

أشرقت الأرض بعد بعثته

وحصحص الحق من محياه

ومات أبو حفصٍ هذا في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائةٍ ووجدت للحسن بن المظفر من التصانيف: كتاب تهذيب ديوان الأدب، وكتاب تهذيب إصلاح المنطق، وكتاب ذيله على تتمة اليتيمة لم أقف على اسمه، كتاب ديوان شعره مجلدتان، كتاب ديوان رسائله، كتاب محاسن من اسمه الحسن، كتاب زيادات أخبار خوارزم.نقلت من الكتاب الذي وصل به تتمة اليتيمة، وذكر فيه أشياء من شعره ورسائله ختم بها كتابه، وهو أنه قال: الحسن بن المظفر النيسابوري مؤلف الكتاب: نيسابوري المحتد، خوارزمي المولد، وممن كان عارفاً بنفسه، غير مفتونٍ بنظمه ونثره، فإنه سلك طريق أبي منصور الثعالبي - رحمه الله - فيما أورده من شعره في آخر كتاب تتمة اليتيمة، فأورد نبذاً مما يستحسن من كلامه، ويستبدع مننظامه، فمن نثره الساذج رقعة له:عرف الله الشيخ الرئيس بركة شهر رمضان، ووفقه من طاعته لما يكتسب به من العفو، ولولا العذر الواقع من الوصول لقصدت مجلسه - أعلاه الله - بالتهنئة والتسليم وقضاء حقه العظيم، هذا - أدام الله تمكينه - وعهدي به يعدني من جملة عياله، ويخصني كل وقتٍ بأفضاله، فليت شعري لم عدل إلى الفطام من ذلك الإنعام ؟ فإن كان نسيان فقد جاءه ذكرى، وإن كان هجران فحاشاه من هجري.وله من أخرى: الشيخ يسترق الأحرار بعوائد فضله وبواديه، حتى لا حر بواديه.ومن نظمه:

أهلاً بعيشٍ كان جد موات

أحيا من اللذات كل موات

أيام سرب الأنس غير منفرٍ

والشمل غير مروعٍ بشتات

عيش تحسر ظله عنا فما

أبقى لنا شيئاً سوى الحسرات

ولقد سقاني الدهر ماء حياته

والآن يسقيني دم الحيات

لهفي لأحرارٍ منيت ببعدهم

كانوا على غير الزمان ثقاتي

قد زالت البركات غنى كلها

بزيال سيدنا أبي البركات

ركن العلا والمجد والكرم الذي

قد فات في الحلبات أي فوات

فارقت طلعته المنيرة مكرهاً

فبقيت كالمحصور في الظلمات

أضحي وأمسي صاعداً زفراتي

لفراقه متحدراً عبراتي

وأنشد فيه لنفسه:

جبينك الشمس في الأضواء والقمر

يمينك البحر في الإرواء والمطر

وظلك الحرم المحفوظ ساكنه

وبابك الركن للقصاد والحجر

وسيبك الرزق مضمون لكل فمٍ

وسيفك الأجل الجاري به القدر

أنت الهمام بل البدر التمام بل الس

يف الحسام بل الصارم الذكر

وأنت غيث الأنام المستغاث به

إذا أغارت على أبنائها الغير

وأنشد انفسه:

أريا شمالٍ أم نسيم من الصبا

أتانا طروقاً أم خيال لزينبا ؟

أم الطالع المسعود طالع أرضنا

فأطلع فيها للسعادة كوكباً ؟

قال أبو عليٍ الضرير: رأيت ابن هودار في المنام بعد موته فقلت له: لقد تحولت من دارٍ إلى دارٍ، فهل رأيت قراراً يا بن هودار ؟ قال: فأجابني:

لا بل وجدت عذاباً لا انقطاع له

مدى الليل ورباً غير غفار

ومنزلاً مظلماً في قعر هاويةٍ

قرنت فيها بكفارٍ وفجار

فقل لأهلي موتوا مسلمين فما

للكافرين لدي الباري سوى النار

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي