معجم الأدباء/الحسين بن أحمد بن خالويه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الحسين بن أحمد بن خالويه

الحسين بن أحمد بن خالويه ابن حمدان أبو عبد الله اللغوي النحوي من كبار أهل اللغة والعربية أصله من همذان، ودخل بغداد طالباً للعلم سنة أربع عشرة وثلاثمائةٍ، فلقي فيها أكابر العلماء وأخذ عنهم، فقرأ القرآن على الإمام ابن مجاهدٍ، والنحو والأدب على أبي بكر بن دريدٍ وأبي بكر بن الأنباري ونفطويه، وأخذ اللغة عن أبي عمر الزاهد، وسمع من محمدٍ بن مخلدٍ العطار وغيره. وقرأ على أبي سعيدٍ السيرافي، وأخذ عنه المعافا بن زكريا النهرواني وآخرون، وانتقل إلى الشام ثم إلى حلب فاستوطنها، وتقدم في العلوم حتى كان أحد أفراد عصره، وكانت الرحلة إليه من الآفاق، واختص بسيف الدولة بن حمدان وبنيه، وقرأ عليه آل حمدان، وكانوا يجلونه ويكرمونه، فانتشر علمه وذاع صيته وله مع أبي الطيب المتنبي مناظرات.ودخل يوماً على سيف الدولة فلما مثل بين يديه قال له: اقعد ولم يقل اجلس.قال ابن خالويه: فعلمت بذلك اعتلاقه بأهداب الأدب، واطلاعه على أسرار كلام العرب.قلت ' قال ابن خالويه ذلك هذا، ' لأنه يقال للقائم اقعد، وللنائم والساجد اجلس '. وقال أبو عمروٍ الداني في طبقات القراء: كان ابن خالويه عالماً بالعربية، حافظاً للغة، بصيراً بالقراءة ثقةً مشهوراً، روى عنه غير واحدٍ من شيوخنا عند المنعم بن غلبون، والحسن بن سليمان وغيرهما.وروى أن رجلاً جاء إلى ابن خالويه وقال له: أريد أن أتعلم من العربية ما أقيم به لساني، فقال: أنا منذ خمسين سنة أتعلم النحو فما تعلمت ما أقيم به لساني. وذكر ابن خالويه في أماليه: أن سيف الدولة سأل جماعةً من العلماء بحضرته ذات ليلةٍ: عل هل تعرفون اسماً ممدوداً وجمعه مقصور ؟ فقالوا: لا، فقال لي: ما تقول أنت ؟ قلت: أنا أعرف اسمين، قال: ما هما ؟ قلت: لا أقول لك إلا بألف درهمٍ لئلا تؤخذ بلا شكرٍ، وهما الصحراء وصحارى، وعذراء وعذارى.قال: سمعت ابن الأنباري يقول: اللئيم الراضع الذي يتخلل ويأكل خلالته. وقال: حدثنا نفطويه عن أبي الجهم عن الفراء أنه سمع أعرابياً يقول: قضت علينا السلطان.قلت: السلطان يذكر ويؤنث والتذكير أعلى، ومن أنثه ذهب به إلى الحجة، وحكي عن أبي عمر الزاهد أنه قال في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ' إذا أكلتم فرازموا ' أي افصلوا بين اللقمة والطعام باسم الله تعالى. وحكى عنه أبو بكرٍ الخوارزمي وهو من تلامذته أنه قال: كل عطرٍ مائعٍ فهو الملاب، وكل عطر يابسٍ فهو الكباء، وكل عطرٍ يدق فهو الألنجوج.ولابن خالويه من التصانيف: كتاب أسماء الأسد ذكر له فيه خمسمائة اسمٍ، وإعراب ثلاثين سورةً، والبديع في القراءات، وكتاب اشتقاق خالويه، وكتاب ' ليسن ' وهو كتاب نفيس، وكتاب الاشتقاق، وكتاب الحمل في النحو، وكتاب المقصود والممدود، وكتاب المذكر والمؤنث، وشرح مقصورة ابن دريدٍ، وكتاب الألفات، وكتاب الآل، ذكر في أوله أن الآل ينقسم إلى خمسةٍ وعشرين قسماً، وذكر فيه الأئمة الاثني عشر ومواليدهم ووفياتهم وغير ذلك.مات ابن خالويه في حلب سنة سبعين وثلاثمائةٍ.ومن شعره:

ألجود طبعي وليس لي مال

فكيف يبذل من القرض يحتال ؟

فهاك حظي فخذه اليوم تذكرةً

إلى اتساعي فلي في الغيب آمال

وقال:

إذا لم يكن صدر المجالس سيداً

فلا خير فيمن صدرته المجالس

وكم قائلٍ مالي رأيتك راجلاً

فقلت له من أجل أنك فارس

وقال:

أيا سائلي عن قد محبوبتي الذي

كلفت به وجداً وهجت غراما

أبى قصر الأغصان ثم رأى القنا

طوالاً فأضحى بين ذاك قواما

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي