معجم الأدباء/الحسين بن الحسن بن واسان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الحسين بن الحسن بن واسان

الحسين بن الحسن بن واسان ابن محمدٍ أبو القاسم الواساني الدمشقي توفي سنة أربعٍ وتسعين وثلاثمائةٍ، شاعر مجيد برع وبرز في الهجاء، له فيه نفس طويل، فهو في عصره كابن الرومي في زمانه، وله أهاجٍ كثيرة في ابن القزاز لعداوةٍ تأصلت بينهما، وكان هجاؤه له سبباً لعزل الواساني عن عمله، ومن أجود شعره قصيدته النونية التي وصف بها دعوةً عملها في خمرايا من قرى دمشق قال:

من لعينٍ تجود بالهملان

ولقلبٍ مدلهٍ حيران ؟

يا خليلي أقصرا عن ملامي

وارثيا لي في نكبتي وارحماني

ومتى ما ذكرت دعوة أبنا

ء البغايا والعاهرات الزواني

فانتفا لحيتي وجزا سبالي

وبنعلي الكثيف فاستقبلاني

ما الذي ساقني لحيني إلى حت

في وما غالني وماذا دهاني ؟

من عذيري من دعوةٍ أوهنت عظ

مي وهدت بوقعها أركاني ؟

كنت في منظرٍ ومستمعٍ من

ها ومن ذا ينجو من الحدثان ؟

فترت فطنتي وهجت على نف

سي بلاءً ما كان في حسباني

كان عيشي صافٍ فكدره أه

ل صفائي بنو أبي صفوان

فارثوا لي معاشر الناس من ض

ري ومن طول محنتي وامتحاني

ضرب البوق في دمشق ونادوا

لشقائي في سائر البلدان

النفير النفير بالخيل والرج

ل إلى قفر ذا الفتى الواساني

جمعوا لي الجموع من جيل جيل

ن وفرغانةٍ ومن ديلمان

ومن الروم والصقالب والتر

ك وبعض البلغار واليونان

ومن الهند والأعاجم والبر

بر والكيلجوج والبلقان

لم يحاشوا ممن عددت من الآ

فاق من مسلمٍ ولا نصراني

والبوادي من الحجاز إلى نج

دٍ معديها مع القحطاني

كل شكلٍ ما بين حدبٍ وحولً

وأصمٍ والعمى والعوران

وشيوخٍ قب البطون وشبا

نٍ رحاب الأشداق والمصران

كل ذي معدةٍ تقعقع جوعاً

وهو شاكي السلاح بالأسنان

كل ذي اسمٍ مستغرب أعجميٍ

منعت صرف إسمه علتان

كمرندٍ وطغتكين وطرخا

ن وكسرى وخرمٍ وطغاني

وخمارٍ وزيركٍ وخوندٍ

ومميشٍ وطشلمٍ وجوان

وطرادٍ وجهبلٍ وزيادٍ

وشهابٍ وعامرٍ وسنان

غمر جمعوا بغير عقولٍ

وازعاتٍ عني ولا أديان

هل سمعتم بمعشرٍ جمعوا الخي

يل وساروا بالرجل والفرسان

رحلوا من بيوتهم ليلة المر

فع من أجل أكلةٍ مجان

شره بارد وحرص على ال

كل فويلي من معشرٍ مجان

لست أنسى مصيبتي يوم جاؤو

ني وقد ضاق عنهم الواديان

وردوا ليلة الخميس علينا

في خميسٍ ملء الربا والمغاني

متوالٍ كالسيل لا يلتقي من

ه لفرط انتشاره الطرفان

أشرفوا بي على زروعٍ وأحطا

بٍ وبيتٍ بخيره ملآن

لبنٍ فارسٍ وخبزٍ طريٍ

وقدورٍ تغلي على الداركان

وشواءٍ من الجراء ومعل

ف دجاجٍ وفائق الحملان

وشرابٍ ألذ من زورة المع

شوق بعد الصدود والهجران

يخجل الورد في الروائح والطع

م ويحكي شقائق النعمان

أذكرتني جيوشهم يوم جاؤو

ني بيوم الكلاب والرحرحان

يقدم القوم أرحبي هريت الش

شدق رحب المعي طويل اللسان

هو نمس الدجاج والبط والوز

ز وذئب النعاج والخرفان

بسوادٍ من عظمه طبق الأر

ض وخيلٍ يهوين كالظلمان

وأبو القاسم الكبير على طر

فٍ كميتٍ أقب كالسرحان

وأخوه الصغير يعترض الخي

ل على قارحٍ عريض اللبان

وهما يهويان بالساق والرج

ل إلى ما يسوؤني مسرعان

والسري الذي سرى في جيوشٍ

أضعفتني وقصرت من عناني

بفمٍ واسعٍ وشدقٍ رحيبٍ

وبكفٍ تجول كالصولجان

وأخوه الفضل الذي بان للعا

لم من فضله شفا النقصان

والشمولي حلقه حلق حما

ل عريض الأكتاف عبل الجران

لست أنساه جاثياً جاحظ ال

عين عبوساً في صورة الغضبان

كالعقاب الغرثان يقتنص اللح

م ويهوى إلى طيور الخوان

والأديب الذي به كنت أعت

د غزاني في الحين فيمن غزاني

وكذا الكاتب الذي كان جاري

وصديقي ومشتكى أحزاني

وصديق الأشراف أخنى على خم

ري وأفنى بالكرع ما في دناني

كلما شقق الفراريج شقق

ت لغيظي من فعله قمصاني

وهو من أمره مجر رخى الب

ال لم يعنه الذي قد عناني

مجرهد كالسوس في الصوف في الص

يف بقلبٍ خالٍ من الإيمان

قلت قل لي يابن المبشر ما شأ

نك من بين من غزاني وشأني ؟

ليس هذا من شهوة الأكل هذا

من طريق البغضاء والشنآن

قلت للفيلسوف لما غدا في ال

أكل أعني فتى أبي عدنان

وأستحث الكؤوس صرفاً بلا مز

جٍ ولاءً كالهائم الظمآن

ليت شعري أذاك من طب بقرا

ط تعلمته وسمع الكيان ؟

وبهذا تزداد بالعالم الجس

مي علماً والعالم الروحاني

ثم لا تنس ما لقيت وما سم

ت هواناً من عسكر الفرغان

أعجمي اللسان أفصح من ق

سٍ إذا ما انتشى ومن سحبان

قال: قم فأتنا بخبزٍ ولحمٍ

ونبيذٍ معتقٍ في الدنان

وغلامٍ مهفهفٍ حسن الوج

ه يحاكي جماله غصن بان

لم توكل فرغان إلا بتفري

غ دناني وصبها في القناني

إن من أعظم المصائب ياق

م بلائي بذلك الطرمذان

رجل كالغنيق فدم بلا ل

بٍ طويل في صورة الشيطان

بقفاً كالحديد يصمد للصف

ع ورأسٍ أصم كالسندان

واسع الحلق ناقص الخلق والدي

ن غليظ القذال كالفلتان

يبلع المطجنات بلعاً بلا مض

غٍ ويحثو النبيذ كالعطشان

وأتوني بزامرٍ زمره يح

كي ضراط العبيد والرعيان

ومغنٍ عناؤه يجشيء النف

س ويأتي بالقيء والغثيان

قصدت هذه الطوائف خمرا

يا ابتلاءً ونكبةً لامتحاني

قلت ما شأنكم فقالوا أغثنا

ما طعمنا الطعام منذ ثمان

وأناخوا بنا فيالك من يو

مٍ عصيبٍ من حادثات الزمان

نزلوا ساحتي وأطلقت الخي

ل بزرع الحقول والبستان

أفقروني وغادروني بلا دا

رٍ ولا ضيعةٍ ولا صيوان

أدهشوني وحيروني وقد صر

ت ذهولاً أهيم كالسكران

أسمع اللفظ كالطنين فهم أل

فاظهم ما لها لدى معاني

تركوني يا قوم أجرد من فر

خٍ وأعرى ظهراً من الأفعوان

أكلوا لي من الجرادق ألفي

ن بدبسٍ يسيل كالقطران

أكلوا لي ما حولها ثم مالوا

كذئابٍ إلى سميد الفران

أكلوا لي من الجداء ثلاثي

ن وسبعاً بالخل والزعفران

أكلوا ضعفها شواءً وضعفي

ها طبيخاً من سائر الألوان

أكلوا لي تبالةً تبلت عق

لي بعشرٍ من الدجاج سمان

أكلوا لي مضيرةً ضاعفت ضر

ري بروس الجداء والحملان

أكلوا لي كشكيةً كشكت قل

بي وهاجت بفقدها أشجاني

أكلوا لي سبعين حوتاً من النع

ر طرياً من أعظم الحيتان

أكلوا لي عدلاً من المالح المق

لو ملقىً في الخل والأذنان

أكلوا لي من القريشاء والبر

ني والمعقلي والصرفان

ألف عدلٍ سوى المصغر والبر

دي واللؤلؤي والصيخاني

أكلوا لي من الكزامخ والجو

ز معاً والخلاط والأجبان

ومن البيض والمخلل ما تع

جز عن جمعه قرى حوران

فتتوا لي من السفرجل والتف

اح والرازقي والرمان

والرياحين ما رهنت عليه

جبتي عند أحمد الفاكهاني

أذبلوا لي من البنفسج والنر

جس ما ليس مثله في الجنان

ذبحوا لي بالرغم يا معشر النا

س ثمانين رأس معزٍ وضان

ما كفاه تذبيحهم غنم الر

ية حتى أتوا على الثيران

أكلوا كل ما حوته يميني

وشمالي وما حوى جيراني

ثم قالوا هلم شيئاً فنادي

ت غلامي قم ويك فاخبأ حصاني

لم تدع لي بطونكم يا بني البظ

ر سواه وذا شطوبٍ يماني

فتمالوا علي شتماً ولعناً

واستباحوا عرضي بكل لساني

ثم جاء المعقبون من السا

سة والشاكري والعبدان

فرأيت الصراع والدفع واللط

م وخرم النوف والآذان

ثم لما أتوا على كل شيء

ختموا محنتي بكسر الأواني

ثم قاموا مثل البزاة إلى العص

فور والعصفري والزربطان

فرأيت الطيور بعضاً على بع

ضٍ وبعضاً ملقىً على الأغصان

أكلوا ما ذكرت ثم أراقوا

يا صحابي كرا من الأشنان

ومن المحلب المطيب بالبا

ن وماء الكافور سبع براني

شربوا لي عشرين ظرفاً من الرا

ح لذيذ المذاق أحمر قاني

فأقاموا سواسهم والمكارو

ن إلى أن سمعت صوت الأذان

يجمعون الأحطاب من حيث وافو

ها فللظهر ضاع لي غيضتان

ومنها:

قطعوا اللوز والسفرجل أحطا

باً ومالوا بها على غلماني

والنواطير مددوا وعلوهم

حنقاً بالعصي والقضبان

طالبوني ' بالشيء ' في آخر اللي،

ل وجمع النساء والمردان

قم فأسرع فبعضنا يطلب المر

د وبعض مستهتر بالغواني

فتوهمته مزاحاً فجدوا

قلت هذا ضرب من الهذيان

ليس يبقى على أرامل خمرا

يا سوى بذلهن للضيفان

لو سمعتم يا قوم في غسق اللي

ل بكاء النسوان والولدان

يتنادون بالعويل وبالوي

ل وراء الأبواب والجدران

ومنها:

ثم راحوا بعد العشاء إلى دا

ري فلم يتركوا سوى الحيطان

كان لي مفرش وكل مليحٍ

فوقه مطرح من الميساني

وبساط من أحسن البسط مذخو

ر لعرسٍ أو دعوةٍ أو ختان

غرقوه بالبصق والقيء والبو

ل فأضحى وقدره بعرتان

أوقدوا زيتنا جزافاً بلا كي

لٍ يكيلونه ولا ميزان

خلت داري يا إخوتي المسجد الجا

مع ليلاً للنصف من شعبان

ثم لما انتهت بهم شدة الكظ

ظة خروا صرعى إلى الأذقان

هوموا ساعةً كتهويمة الخا

ئف في غير أرضه الفزعان

ثم قاموا ليلاً وقد جنح النس

ر ومال السماك والفرقدان

يصرخون الصبوح يا صاحب البي

ت فأبكوا عيني وراعوا جناني

سحبوني من عقر داري على وج

هي كأني أدعى إلى السلطان

ومنها:

هل سمعتم فيما سمعتم بإنسا

نٍ عراه في دعوةٍ ما عراني

أسعدوني يا إخوتي وثقاتي

بدموعٍ يجري في الأجفان

إخوتي من لواكف الدمع محزو

نٍ كئيبٍ مولهٍ حيران ؟

هائم العقل ساهر الليل باكي ال

عين واهي القوى ضعيف الجنان

لم يكن ذا القران إلا على شؤ

مي فويلي من نحس ذاك القران

والقصيدة كلها غرر ولطائف، أجاد وأحسن فيها كل الإحسان، وأبان عن مقاصده بها أحسن بيانٍ.ومن شعر أبي القاسم أيضاً قوله:

لا تصغ للوم إن اللوم تضليل

واشرب ففي الشرب للأحزان تحويل

فقد مضى القيظ واحتثت رواحله

وطابت الراح لما آل أيلول

وليس في الأرض نبت يشتكي رمداً

إلا وناظره بالطل مكحول

وقال:

ولما نضا وجه الربيع نقابه

وفاحت بأطراف الرياض النسائم

فطارت عقول الطير لما رأينه

وقد بهتت من بينهن الحمائم

وهمن جنوناً بالرياض وحسنها

صدحن وفي أعناقهن التمائم

وقال:

أنلني بالذي استقرضت خطاً

وأشهد معشراً قد شاهدوه

فإن الله خلاق البرايا

عنت لجلال هيبته الوجوه

يقول: إذا تداينتم بدينٍ

إلى أجلٍ مسمى فاكتبوه

وقال:

إذا دنت السحب الثقال وحثها

من الرعد حادٍ ليس يبصر أكمه

أحاديثه مستهولات وصوته

إذا انخفضت أصواتهن مقهقه

إذا صاح في آثارهن حسبته

يجاوبه من خلفه صاحب له

وقال يهجو منشا بن إبراهيم القزاز:

إن منشا قد زاد في التيه

وزاد في شامنا تعديه

فلا ابن هندٍ ولا ابن ذي يزنٍ

ولا ابن ماء السما يدانيه

وهو مغيظ على الوصي ومن

يعزى إليه ومن يواليه

يذكر أيام خيبرٍ بهم

فهم قذىً جال في أماقيه

وقد حكى أن فاه أطيب من

سرمي وأني ممن يعاديه

ومن يقول القبيح فيه ومن

أصبح بالمعضرت يرميه

فسوكوه بكل طيبة الر

ريح تعفى على مساويه

ومضمضوه بالخل واجتهدوا

معاً بكل اجتهادكم فيه

وأطعموه من الجوارش ما

يعمل بالمسك والأفاويه

وأنهلوه من خمرٍ معتقةٍ

قد صانها القس في خوابيه

واستفقحوني واستنكهوه تروا

أن لسرمي فضلاً على فيه

وأحملوا الكلب والحمار على

عياله واصفعوا محبيه

وقال يهجو أبا الفضل يوسف بن عليٍ، ويعرض فيها أيضاً بمنشا بن إبراهيم القزاز، وكانت هذه القصيدة سبب عزله عن عمله:

يا أهل جيرون هل أسامركم

إذا استقلت كواكب الحمل ؟

بمالحٍ كالرياض باكرها

نوء الثريا بعارضٍ هطل

أو مثل نظم الجمان ينظم في ال

عقد ووشي البرود والحلل

يلذ للسامع الغناء بها

على خفيف الثقيل والرمل

كنت على باب منزلي سحراً

أنتظر الشاكري يسرج لي

وطال ليلي لحاجةٍ عرضت

باكرتها والنجوم لم تزل

فمر بي في الظلام أسود كال

أقيل عريض الأكتاف والعضل

أشغى له منخر ككوة

تنورٍ وعين كمقلة الجمل

ومشفر مسبل كخر رحى

على نيوبٍ مثل المدى عضل

مشقق الكعب أفدع اليد والر

رجل طويل الساقين كالسبل

فأهدت الريح منه لي أرجاً

مثل جني الروض في ندىً خضل

مسكاً وقفصيةً معتقةً

شيبا ببانٍ وعنبرٍ شمل

فقلت ما هكذا يكون إذا انفض

ض الندامى روائح السفل

أسود غادٍ من الأتون له

عرف أميرٍ نشوان ذي ثمل

هذا ورب السماء أعجب من

حمار وحشٍ في البر منتعل

أردده يا نصر كي أسائله

فشأنه عضلة من العضل

فقال يخشى فوات حاجتنا

وليس هذا من أكبر الشغل

فقلت ترك الفضول نصر وإن

أنجاك عين الخمول والكسل

بادره من قلب أن يفوتك في

مسيره بين هذه السبل

فصد عني تغافلاً ومضى

يعجب من عقله ومن خللي

وصاح من خلفه رويدك يا

أسود مالي بالعدو من قبل

إرجع إلى ذلك الرقيع وإن

أطال في هذره فلا تطل

أجب إذا ما سئلت مقتصداً

في القول واسكت إن أنت لم تسل

وهو بترك الفضولأجدر لو

سلم من خفةً ومن خطل

فكر نحوي عجلان يعثر في

مرطٍ كسيه مبرغثٍ قمل

وقد مذى والمذى يقطر من

غرموله في الذيول كالوشل

وظن أني صيد فأبرز لي

فيشلةً مثل ركبة الجمل

وقال لج داركم لأولجها

فيك وإن كنت لم تبل فبل

ومنها:

قلت له لا عدمت برك قد

بذلت ما لم يكن بمبتذل

لكنني والذي يمد لك ال

عمر ويعطيك غاية الأمل

ما شق دبري مذ كنت فيشلة

ولا انتخاب الأيور من عملي

ولا لهذا دعيت فابغ لمي

لوخك من يستلذه بدلي

وهات قل لي من أين جئت ومن

أين أقبلت يا أبا جعل ؟

فقال لي: بت عند عاملكم

هذا أبي الفضل يوسف بن علي

فصاك بي طيبه وصكت به

مني صناناً في حدة البصل

تركته في النهار أخفش لا

ينظر في خدمةٍ ولا عمل

قلت تطاولت وافتريت على

شيخٍ نبيلٍ ينمى إلى نبل

أبوه قسطاً وجده صمع

يدعى حنيناً وعمه الصملي

لعل ذا غيره فصفه فما

يخدع مثلي بهذه الحيل

فإن تكن صادقاً نجوت وأنحي

ت عليه باللوم والعذل

وإن تكن كاذباً صفعتك بالن

عل فإن كنت قائلاً فقل

فقال يا سيدي عجلت بمك

روهي وكان الإنسان من عجل

هذا الذي بت عنده نصف

دون عجوزٍ وفوق مكتهل

في فيه نتن وتحت عصعصه

عين تمج الصديد في دغل

أنتن من كل ما يقال إذا

بالغ في الوصف ضارب المثل

وهو على ذاك مولع أبداً

لشؤم بختي بالعض والقبل

له إذا ما علوته نفس

أمضى من السيف في يدي بطل

والقصيدة طويلة نحو مائةٍ وأربعين بيتاً، وفيها من الفحش ما لا يجمل بالأديب ذكره، وفيما أوردناه كفاية، ومن شعره:

ومهفهفٍ يزهو علي بجيده

وبخصره وبردفه وبساقه

وافى إلي وقلبه متخوف

كتخوف المعشوق من عشاقه

حتى إذا مددته وحللت عن

كفلٍ مباح الحل بعد وثاقه

فاحت على أصنة من ردفه

بخلاف ما قد فاحمن أطواقه

فسألته ماذا فقال بحرقةٍ

ودموعه تنهل من آماقه

هذا ابن بسطامٍ أتانيطارقاً

بلطيف حيلته وحسن نفاقه

وعلا على ظهري ويلقم مثقبي

برياله المنهل من أشداقه

فبقي صنان رضابه في فقحتي

زمناً لحاه الله بعد فراقه

فالله يحرمه معيشته كما

قد سد مكسب مثقبي ببصاقه

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي