معجم الأدباء/الحسين بن علي بن الحسن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الحسين بن علي بن الحسن

الحسين بن علي بن الحسن ابن محمد بن يوسف بن بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن باذام بن ساسان بن الحرون من ولد بهرام جور ملك فارس، أبو القاسم المعروف بالوزير المغربي الأديب اللغوي الكاتب الشاعر، ولد فجر يوم الأحد ثالث عشر ذي الحجة، سنة سبعين وثلاثمائةٍ.وحفظ القرآن وعدة كتبٍ في النحو واللغة وكثيراً من الشعر، وأتقن الحساب والجبر والمقابلة، ولم يبلغ العمر أربعة عشر ربيعاً، وكان حسن الخط سريع البديهة في النظم والنثر.ولما قتل الحاكم العبيدي أباه وعمه وأخويه هرب من مصر، فلما بلغ الرملة استجار بصاحبها حسان بن الحسن بن مفرج بن دغفل بن الجراح الطائي ومدحه فأجاره، وسكن جأشه وأزال خوفه ووحشته، فأقام عنده مدةً في خلالها نيته على الحاكم صاحب مصر، ثم رحل عنه متوجهاً إلى الحجاز مجتازاً بالبلقاء من أعمال دمشق، فلما وصل إلى مكة أطمع صاحبها بالحاكم ومملكة الديار المصرية، وجد في ذلك حتى أقلق الحاكم وخاف على ملكه، فاضطر إلى إرضاء ابن الجراح صاحب الرملة واستمالته ببذل الأموال، حيث بايع صاحب مكة أبا الفتوح الحسن بن جعفرٍ بالخلافة، فلما استمال الحاكم ابن الجراح هرب أبو الفتوح إلى مكة، وهرب الوزير أبو القاسم إلى العراق، وقصد فخر الملك أبا غالب بن خلفٍ الوزير فأقام عنده بواسط مكرماً بعد أن رفع عنه طلب القادر بالله له، حيث اتهم أنه ورد لإفساد الدولة العباسية، فلما توفي فخر الملك مقتولاً عاد الوزير المغربي إلى بغداد، ثم شخص إلى الموصل فاتفق وفاة أبي الحسن كاتب قرواش بن هانئ بني عقيلٍ، فتولى الكتابة مكانه ووزر لقرواشٍ، ثم وزر بعد حينٍ لمشرف الدولة بن بويه مكان مؤيد المكل أبي عليٍ، ثم فارق مشرف الدولة وعاد إلى خدمة مخدومه الأول قرواشٍ، ثم تجدد للقادر سوء رأيٍ فيه، ففارق قرواشاً متوجهاً إلى ديار بكرٍ، فوزر فيها لسلطانها أحمد بن مروان، وأقام عنده إلى أن توفي في ثالث عشر من شهر رمضان سنة ثماني عشرة وأربعامائةٍ، وكانت وفاته بميافارقين، وحمل بوصيةٍ منه إلى الكوفة ودفن بها في تربةٍ مجاورةٍ لمشهد عليٍ - رضي الله عنه - واوصى أن يكتب على قبره:

كنت في سفرة الغواية والجه

ل مقيماً فخان مني قدوم

تبت من كل مأتم فعسى يم

حى بهذا الحديث ذاك القديم

بعد خمسٍ وأربعين لقد ما

طلت إلا أن الغريم كريم

وللوزير أبي القاسم رواية عن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات المعروف بابن حنزابة، حكى عنه بسنده إلى المدائني أنه قال: كان رجل بالمدينة من بني سليمٍ يقال له جعدة، كان يتحدث إليه النساء بظهر المدينة فيأخذ المرأة فيعقلها إلى الحيطان ويثبت العقال، فإذا أرادت أن تثب سقطت وتكشفت، فبلغ ذلك قوماً في بعض المغازي فكتب رجل منهم إلى عمر - رضي الله عنه - بهذه الأبيات:

ألا أبلغ أبا حفصٍ رسولاً

فداً لك من أخي ثقةٍ إزاري

قلائصنا - هداك الله - إنا

شغلنا عنكم زمن الحصار

لئن قلص تركن معقلاتٍ

قفا سلعٍ بمختلف البحار

يعقلهن جعدة من سليمٍ

وبئس معقل الذود الطوار

يعقلهن لأبيض شيظمي

معر يبتغي بسط العرار

فلما قرأ عمر الأبيات قال: علي بجعدة من سليمٍ فأتوه به، فكان سعيد يقول: إني لفي الأغيلمة إذا جروا جعدة إلى عمر، فلما رآه قال: أشهد أنك شيظمي كما وصفت، فضربه مائةً ونفاه إلى عمان.ومن شعر الوزير المغربي:

خف الله واستدفع سطاه وسخطه

وسائله فيما تسأل الله تعطه

فما تقبض الأيلم في نيل حاجةٍ

بنان فتىً أبدى إلى الله بسطه

زكن بالذي قد خط باللوح راضياً

فلا مهرب ممما قضاه وخطه

وإن مع الرزق اشتراط التماسه

وقد يتعدى إن تعديت شرطه

ولو شاء ألقى في فم الطير قوته

ولكنه أوحى إلى الطير لقطه

إذ ما احتملت العبء فانظر قبيل أن

تنوء به ألا تروم محطه

وأفضل أخلاق الفتى العلم والحجا

إذا ما صروف الدهر أخلقن مرطه

فما رفع الدهر امرأً عن محله

بغير التقى والعلم إلا وحطه

وقال:

حلقوا شعره ليكسوه قبحاً

غيرةً منهم عليه وشحا

كان صبحاً عليه ليل بهيم

فنحرا ليله وأبقوه صبحا

وقال:

لي كلما ابتسم النهار تعلة

بمحدثٍ ما شاء قلبي شأنه

فإذا الدجى وافى وأقبل جنحه

فهناك يدري الهم أين مكانه ؟

وقال:

إذا ما الأمور اضطربن اعتلى

سفيه يضام العلا باعتلائه

كذا الماء إن حركته يد

طفا عكر راسب في إنائه

وقال:

أرى الناس في الدنيا كراعٍ تنكرت

مراعيه حتى ليس فيهن مرتع

فماء بلا مرعىً ومرعً بغير ماء

وحيث ترى ماءً ومرعىً فمسبع

وقال:

سأعرض كل منزلةٍ

تعرض دونها العطب

فإن أسلم رجعت وقد

ظفرت وأنجح الطلب

وإن أعطب فلا عجب

لكل منيةٍ سبب

وقال:

لو كنت أعرف فوق الشكر منزلةً

أعلى من الشكر عند الله في الثمن

إذاً منحتكما مني مهذبةً

حذواً على حذو ما واليت من حسن

وقال:

أقول لها والعيس تحدج للسرى

عدي لفقدي ما استطعت من الصبر

سأنفق ريعان الشبيبة آنفاً

على طلب العلياء أو طلب الأجر

أليس من الخسران أن ليالياً

تمر بلا نفعٍ وتحسب من عمري

وقال:

الدهر سهل وصعب

والعيش مر وعذب

فاكسب بمالك حمداً

فليس كالحمد كسب

وما يدوم سرور

فاغنم وقلبك رطب

وقال:

من بعد ملكي ومتم أن تغدروا

ما بعد فرقة ما ملكت تخير

ردوا الفؤاد كما عهدتم للحشا

ولطرفي الساهي الكرى ثم اهجروا

وقال:

لا تشاور من ليس يصفيك وداً

إنه غير سالكٍ بك قصداً

واستشر في الأمور كل لبيبٍ

ليس يأتوك في النصيحة جهدا

وقال:

تأمل من أهواه صفرة خاتمي

فقال بلطفٍ لم تجنبت أحمره ؟

فقلت: لعمري كان أحمر لونه

ولكن سقامي حل فيه فغيره

وقال:

إني أبثك من حديث

ي و الحديث له شجون

فارقت موضع مرقدي

ليلاً ففارقني السكون

قل لي فأول ليلةٍ

في القبر كيف ترى أكون ؟

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي