معجم الأدباء/الحسين بن محمد بن عبد الوهاب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الحسين بن محمد بن عبد الوهاب

الحسين بن محمد بن عبد الوهاب ابن محمد نب الحسين بن عبيد الله بن القاسم بن عبد الله ابن الوزير سليمان بن وهبٍ الحارثي البكري الدباس المعروف بالبارع البغدادي، كان لغوياً نحوياً مقرئاً قرأ القرآن على أبي علي بن البناء وغيره، وأقرأ خلقاً كثيراً.وسمع القاضي أبي يعلى الموصلي وغيره وروى عنه الحافظ أبو القاسم بن عساكر، وكان حسن المعرفة بصنوف الآداب فاضلاً، وله مصنفات حسان في القراءات وغيرها، وله ديوان شعرٍ جيدٍ.وهو من بيت الوزارة، فإن جده القاسم بن عبيد الله كان وزير المعتضد والمكتفي بعده، وعبيد الله بن القاسم كان وزير المعتضد أيضاً قبل ابنه القاسم.وكان بين البارع وابن الهبارية الأديب الشاعر مداعبات، فإنهما كانا رفيقين منذ نشأا، وأضر البارع في آخر حياته، وسمع منه الحافظ أبو الفرج بن الجوزي، وأبو عبد الله الحسيني بن علي بن مهجلٍ الضرير الباقدرائي، وقرأ عليه بالروايات أبو جعفرٍ عبد الله بن أحمد بن جعفرٍ الواسطي المقرئ الضرير وغيره.وكان مولده سنة ثلاثٍ وأربعين وأربعمائةٍ ببغداد، وتوفي صبيحة يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرة سنة أربعٍ وعشرين وخمسمائةٍ، ومن شعره:

لم لا أهيم إلى الرياض وحسنها

وأظل منها تحت ظلٍ ضافي ؟

والزهر حياني بثغرٍ باسمٍ

والباء وافاني بقلبٍ صافي

وقال:

يوم من الزمهرير مقرور

عليه ثوب الضباب مزرور

كأنما حشو جوه إبر

وأرضه فرشها قوارير

وشمسه حرة مخدرة

ليس لها من ضبابه نور

وحج البارع بن الدباس، فلما رجع من الحج ذهب إليه الشريف أبو يعلى بن الهبارية مرةً فلم يجده، فكتب إليه بقصيدةٍ طويلةٍ يعاتبه بها مطلعها:

يابن ودي وأين مني ابن ودي

غيرت طبعه الرياسة بعدي ؟

وفيها مداعبة بلغت حد السخف، فأجابه البارع بقصيدةٍ طويلةٍ أيضاً مطلعها:

وصلت وقعة الشريف أبي يع

لى فحلت محل لقياه عندي

فتلقيتها بأهلاً وسهلاً

ثم ألصقتها بعيني وخدي

وفضضت الختام عنها فما ظن

نك بالصاب إذ يشاب بشهد

بين حلوٍ من العتاب ومرٍ

هو أولى به وهزلٍ وجد

وتجنى علي من غير جرمٍ

بملامٍ يكاد يحرق جلدي

يدعي أنني احتجبت وقد زا

ر مراراً حاشاه من قبح رد

دعك من ذمك الرياسة والحج

ج وقل لي بغير حلٍ وعقد

فبماذا علمت بالله أني

قد تنكرت أو تغير عهدي ؟

من تراني أعامل أم وزير

لأميرٍ أم قائد جيش جند ؟

أنا ذاك الخل الخليع الذي تع

رف أرضي ولو بخبزٍ ودردي

وإذا صح لي نديم فذاك ال

يوم عيدي وصاحب الدست عبدي

أتراني لو كنت في النار مع ها

مان أنساك أو بجنة خلد ؟

أو لو أتى عصبت بالتاج أسلو

ك ولو كنت غائباً عن رشدي

أنا أضعاف ما عهدت على العه

د وإن كنت لا تكافي بود

وفي القصيدة أبيات تتضمن سخفاً فاحشاً ضربنا عن ذكرها صفحاً.ومنها:

أم لأني قنعت من سائر النا

س بفردٍ بين الأكارم فرد

صان وجهي عن اللئام وأولا

ني جميلاً منه إلى غير حد

أم لأني قنعت حتى لقد صر

ت بقنعي نسيج دهري ووحدي

أم لأني أنفت مع ذا من الكد

ية أين الكرام قل لي لأكدي ؟

وقال:

إذا المرء أعطى نفسه كل ما اشتهت

ولم ينهها تاقت إلى كل باطل

وساقت إليه الإثم والعار بالذي

دعته إليه من حلاوة عاجل

وقال أيضاً:

أفنيت ماء الوجه من طول ما

أسأل من لا ماء في وجهه

أنهي إليه حالي الذي

يا ليتني مت ولم أنهه

فلم ينلني أبداً رفده

ولم أكد أسلم من جبهه

والدهر إذ مات مماريده

قد مد أيديه إلى بلهه

وقال:

تنازعني النفس أعلى مقامٍ

ولست من العجز لا أنشط

ولكن بقدر علو المكان

يكون هبوط الذي يسقط

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي