معجم الأدباء/الرماح بن أبرد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الرماح بن أبرد

الرماح بن أبرد أبن ثوبان بن سراقة بن قيس بن سلمى بن ظالم بن جذيمة بن يربوعٍ أو شرحبيل المري المعروف بابن ميادة وهي أمه وكانت صقلبيةً، وكان يزعم أنها فارسية.وهو شاعر مجيد من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية.مات في خلافة المنصور سنة تسعٍ وأربعين ومائةٍ، ومن شعره يفخر بنسب أبيه في العرب ونسب أمه في العجم:

أليس غلام بين كسرى وظالمٍ

بأكرم من نيطت عليه التمائم ؟

لو أن جميع الناس كانوا بتلعةٍ

وجئت بجدي ظالمٍ وابن ظالم

لظلت رقاب الناس خاضعةً لنا

سجوداً على أقدامنا بالجماجم

ومن مختار شعره قصيدته البائية التي مدح بها الوليد ابن يزيد ومطلعها:

هل تعرف الدار بالعلياء غيرها

سافي الرياح ومستن له طنب

دار لبيضاء مسود مسائحها

كأنها ظبية ترعى وتنتصب

تحنو لأكحل ألقته بمضيعةٍ

فقلبها شفقاً من حوله يجب

يا أطيب الناس ريقاً بعد هجعتها

وأملح الناس عيناً حين تنتقب

ليست تجود بنيلٍ حين أسألها

ولست عند خلاء اللهو أغتصب

في مرفقيها إذا ما عولجت حجم

على الضجيج وفي أنيابها شنب

وليلةٍ ذات أهوالٍ كواكبها

مثل القناديل فيها الزيت واللهب

قد جبتها جوب ذي المقراض ممطرةٍ

إذا استوى مغفلات البيد والحدب

بعنتريسٍ كأن الدبر يلسعها

إذا ترنم حادٍ خلفها طرب

إلى الوليد أبي العباس قد عجلت

ودونه المعط من لبنان والكتب

أعطيتني مائةً صفراً مدامعها

كالمخل زين أعلى نبته الشرب

يسوقها يافع جعد مفارقه

مثل الغراب غزاه الصر والحلب

وذا سبيبٍ صهيبياً له عرف

وهامة ذات فرقٍ نابها صخب

لما أتيتك من نجد وساكنه

نفحت لي نفحةً طارت بها العرب

إني امرؤ أعتفي الحاجات أطلبها

كما اعتفي سنق يلقي له العشب

ولا ألح على الخلان أسألهم

كما يلح بعظم القارب القتب

ولا أخادع ندماني لأخدعه

عن ماله حين يسترخي به لبب

وأنت وابناك لم يوجد لكم مثل

ثلاثة كلهم بالتاج معتصب

ألطيبون إذا طابت نفوسهم

شوس الحواجب والأبصار إن غضبوا

قسني إلى شعراء الناس كلهم

وادع الرواة إذا ما غب ما اجتلبوا

إني وإن قال أقوام مديحهم

فأحسنوه وما مانوا وما كذبوا

أجري أمامهم جري امرئٍ فلجٍ

عنانه حين يجري ليس يضطرب

وقال أيضاً:

لقد سبقتك اليوم عيناك سبقةً

وأبكاك من عهد الشباب ملاعبه

وتذكار عيشٍ قد مضى ليس راجعاً

لنا أبداً أو يرجع الدر حالبه

كأن فؤادي في يدٍ خبثت به

محاذرةً أن يقضب الحبل قاضبه

وأشفق من وشك الفراق وإنني

أظن لمحمول عليه فراكبه

فو الله ما أدرى أيغلبني الهوى

إذا جد جد البين أم أنا غالبه

فإن أستطيع أغلب وإن يغلب الهوى

فمثل الذي لاقيت يغلب صاحبه

وشعر ابن ميادة كثير اكتفينا بما ذكرناه منه

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي