معجم الأدباء/السري بن أحمد بن السري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

السري بن أحمد بن السري

السري بن أحمد بن السري أبو الحسن الكندي المعروف بالسري الرفاء الموصلي الشاعر المشهور.أسلمه أبوه صبياً للرفائين بالوصل فكان يرفو ويطرز، وكان مع ذلك ينظم الشعر ويجيد فيه.كتب إليه في ذلك الحال صديق له يسأل عن خبره وحاله في حرفته فكتب إليه:

يكفيك من جملة أخباري

يسري من الحب وإعساري

في سوقةٍ أفضلهم مرتدٍ

نقصاً ففضلي بينهم عاري

وكانت الإبرة فيما مضى

صائنةً وجهي وأشعاري

فأصبح الرزق بها ضيقاً

كأنه من ثقبها جاري

فلما جاد شعره انتقل من حرفة الرفو إلى حرفة الأدب، واشتغل بالوراقة فكان ينسخ ديوان شعر كشاجم وكان مغري به، وكان يدس فيما يكتبه منه أحسن شعر الخالديين ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه، ويشنع بذلك على الخالديين لعداوةٍ كانت بينه وبينهما فكان يدعى عليهما سرقة شعره وشعر غره، فكان فيما يدسه من شعرهما في ديوان كشاجم، يتوخى اثبات مدعاة، ولم يزل السرى في ضنكٍ من العيش إلى أن خرج إلى حلب واتصل بسيف الدولة ومدحه وأقام بحضرته فاشتهر وبعد صيته، ونفق سوق شعره عند أمراء بني حمدان ورؤساء الشام والعراق، ولما مات سيف الدولة انتقل السري إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وغيره من الأعيان والصدور فارتفق وارتزق، وحسنت حاله وسار شعره في الآفاق، وللسري تصانيف منها: كتاب الديرة، وكتاب المحب والمحبوب.والمشموم والمشروب وديوان شعرٍ يدخل في مجلدين.وكانت وفاته ببغداد سنة اثنتين وستين وثلاثمائةٍ.ومن مدائحه لسيف الدولة قوله:

أعزمتك الشهاب أم النهار

وراحتك السحاب أم البحار ؟ ؟

خلقت منيةً ومنىً وتضحى

تمور بك البسيطة أو تمار

تحلى الدين أو تحمى حماه

فأنت عليه سور أو سوار

ومنها:

حضرنا والملوك له قيام

تغض نواظراً فيها انكسار

وزرنا منه ليث الغاب طلقاً

ولم نر قبله ليثاً يزار

فعشت مخيراً لك في الأماني

وكان على العدو لك الخيار

وضيفك للحيا المنهل ضف

وجارك للربيع الطلق جار

ومن غرر شعره في الغزل قوله.

بلاني الحب فيك بما بلاني

فشأني أن تفيض غروب شاني

أبيت الليل مرتقباً أناجي

بصدق الوجد كاذبة ذ

فتشهد لي على الأرق الثريا

ويعلم ما أجن الفرقدان

إذا دنت الخيام به فأهلاً

بذاك الخيم والخيم الدواني

فبين سجوفها أقمار تمٍ

وبين عمادها أغصان بان

ومذهبة الخدود بجلنارٍ

مفضضة الثغور بأقحوان

سقانا الله من رياك ريا

وحيانا بأوجهك الحسان

ستصرف طاعتي عمن نهاني

دموع فيك تلحى من لحاني

ولم أجهل نصيحته ولكن

جنون الحب أحلى في جناني

فيا ولع العواذل خل عنى

ويا كف الغرام خذي عناني

وقال في الورد:

لو رحبت كأس بذي زورةٍ

لرحبت بالورد إذ زارها

جاء فخلناها خدوداً بدت

مضرمةً من خجل نارها

وعطر الدنيا فطابت به

لا عدمت دنياه عطارها

وقال:

وروضةٍ بات طل الغيث ينسجها

حتى إذا نسجت أضحى يديجها

إذا تنفس فيه ريح نرجسها

ناغى جنى خزاماها بنفسجها

أقول فيها لساقينا وفي يده

كأس كشعلة نارٍ إذ يؤججها

لا تمزجنها بغير الريق منك وإن

تبخل بذاك فدمعي سوف يمزجها

أقل ما بي من حبيك أن يدي

إذا دنت من فؤادي كان ينضجها

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي