معجم الأدباء/القاسم بن فيرة بن أبي قاسم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

القاسم بن فيرة بن أبي قاسم

القاسم بن فيرة بن أبي قاسم أبو محمد الرعيني ثم الشاطبي المقرئ، كان فاضلاً في النحو والقراءة، وعلم التفسير، وله لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نظم قصيدة من خمسمائة بيت في كتاب التمهيد لابن عبد البر.وكان شعره صعباً لا يكاد يفهم من ذلك قوله:

يلومونني إذ ما وجدت ملائماً

ومالي مليم حين سمت الأكارما ؟

وقالوا: تعلم للعلوم نفاقها

بسحر نفاق تستخف العزائما

وهي قصيدة طويلة، وله:

بكى الناس قبلي لا كمثل مصائبي

بدمع مطيع كالسحاب الصوائب

وكنا جميعاً ثم شتت شملنا

تفرق أهواء عراض المواكب

وله قصيدة نظم فيها المقنع لأبي عمرو الداني في خط المصحف، وكان رجلاً صالحاً صدوقاً في القول مجداً في الفعل، ظهرت عليه كرامات الصالحين كسماع الأذان بجامع مصر وقت الزوال من غير مؤذن، ولا يسمع ذلك إلا عباد الله الصالحون، وكان يعذل أصحابه على أشياء لم يطلعوه عليها، وكان مولده في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.ومات رحمه الله يوم الأحد بعد صلاة العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة، ودفن في مقبرة البيساني بسارية مصر بعد أن أضر.أخذ القراءة عن الشيخين الإمامين أبي الحسن علي بن هذيل، وأبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفري. قال الشيخ الإمام علم الدين أبو الحسن علي بن محمد السخاوي تلميذه وشارح قصيدته، وقد وصف دينه وروعه وصلاحه ثم قال: وذكرت له يوماً جامع مصر وقلت له قد قيل: إن الأذان يسمع فيه من غير المؤذنين ولا يدرى ما هو ؟ فقال: قد سمعته مراراً لا أحصيها عند الزوال.وقال لي يوماً: جرت بيني وبين الشيطان مخاطبة فقال: فعلت كذا فسأهلكك فقلت له: والله ما أبالي بك.وقال لي يوماً: كنت في طريق وتخلف عني من كان معي وأنا على الدابة، وأقبل اثنان فسبني أحدهما سباً قبيحاً، فأقبلت على الاستعاذة وبقي كذلك إلى ما شاء الله، ثم قال له الآخر: دعه، وفي تلك الحال لحقني من كان معي فأخبرته بذلك، فطلب يميناً وشمالاً فلم يجد أحداً. وكان رحمه الله يعذل أصحابه في السر على أشياء لا يعلمها منهم إلا الله عز وجل، وكان يجلس إليه من لا يعرفه فلا يرتاب به أنه يبصر، لأنه لذكائه لا يظهر منه ما يظهر من الأعمى في حركاته.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي