معجم الأدباء/المؤمل بن اميل بن اسيد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

المؤمل بن اميل بن اسيد

المؤمل بن اميل بن اسيد المحاربي من محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان، كوفي من مخضرمي شعراء الدولتين الاموية والعباسية، وكان في دولة بني العباس اشهر لانه كان من الجند المرتزقة معهم ومن اوليائهم وخواصهم، وانقطع إلى المهدي قبل خلافته وبعدها، وكان شاعراً مجيدا ودون طبقة الفحول. قال ابن قدامة: حدثني المؤمل بن اميق لقال: قدمت على المهدي وهو بالري وهو اذ ذاك ولى عهد فامتدحته بابيات فامر لي بعشرين الف درهم، فكتب بذلك صاحب البريد إلى أبي جعفر المنصور وهو بمدينة السلام يخبره ان الأميرالمهدي امرلشاعربعشرين الف درهم، فكتب المنصور إلى ابنه المهدي يعذله ويلومه، وكتب إلى كاتب المهدي ان يوجه اليه بي فطلبني ولم يظفر بي، فكتب إلى المنصور انه توجه إلى مدينة السلام، فاجلس قائدا من قواده على جسر التهروان وامره ان يتصفح الناس حتى إذا علق بي حملني اليه، فما مرت به القافلة التي انا فيها تصفحها فوقع بصره علي فسألني من أنت ؟ قلت: أنا المؤمل بن ايمل بن المحاربي الشاعر احد زوار المهدي فقال: اياك طلبت، فكاد قلبي ان يتصدع خوفا من الخليفة، فقبض علي واسلمني إلى الربع فادخلني إلى المنصور فسلمت تسليم مروع فرد السلام وقال: ليس لك هاهنا الاخير، انت الؤمل بن اميل ؟ قلت نعم اصلح الله أميرالمؤمنين.قال: اتيت غلاما غرا فخدعته حتى اعطاك من مال الله عشرين الف درهم ؟ قلت نعم اصلح الله الامير، اتيت غلاما غرا كريما فخدعته فانخدع.قال المؤمل: فكان كلامي اعجبه فقال: انشدني ما قلت فيه، فانشدته:

هو المهدي إلا أن فيه

مشابه صورة القمر المنير

تشابه ذا وذا فهما إذا ما

أنارا مشكلان على البصير

فهذا في الظلام سراج ليل

وهذا في النهار ضياء نور

ولكن فضل الرحمن هذا

على ذا بالمنابر والسرير

وبالملك العزيز فذا أمير

وما ذا بالأميرولا الوزير

ونصف الشهر ينقص ذا وهذا

منبر عند نقصان الشهور

فيا بن خليفة الله المصفى

به تعلو مفاخرة الفخور

لئن فت الملوك وقد توافوا

إليك من السهولة والوعر

لقد سبق الملوك أبوك حتى

غدوا مابين كاب اوحسير

وجئت مصلياً تجري حثيثاً

ومابك حين تجري من فتور

فقال الناس ماهذان إلا

كمابين الخليق إلى الجدير

لئن سبق الكبير فأهل سبق

له فضل الكبير على الصغير

وإن بلغ الصغير مدى كبير

فقد خلق الصغير من الكبير

فقال المنصور: والله لقد أحسنت، ولكن هذا لايساوي عشرين ألف درهم فأين المال ؟ قلت هو هذا.فقال ياربيع: امضى معه فاعطه اربعة الاف درهم وخذ الباقي.قال المؤمل: فوزن لي الربيع من المال اربعة الاف درهم واخذ الباقي.فلما ولى المهدي الخلافة رفعت اليه رقعة فلما قراها ضحك وامر برد العشرين الف درهم إلى فردت فاخذتها وانصرفت.وانشد نفطويه لابن اميل:

لاتغضبن على قوم تحبهم

فليس منك عليهم ينفع الغضب

ولا تخاصمهم يوما وإن ظلموا

إن الولاة إذا ماخوصموا غلبوا

ياجائرين علينا في حكومتهم

والجور أقبح مايؤتى ويرتكب

لسنا إلى غيركم منكم نفرإذا

جرتم ولكن إليكم منكم الهرب

وقال:

وكم من لئيم ود أني شتمته

وإن كان شتمي فيه صاب وعلقم

وللكف عن شتم اللئيم تكرماً

أضر له من شتمه حين يشتم

مات المؤمل بن اميل في حدود سنة تسعين ومائة.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي