معجم الأدباء/المعافي بن زكريا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

المعافي بن زكريا

المعافي بن زكريا بن يحيى بن حماد بن داود النهرواني الجريري بفتح الجيم نسبة إلى ابن جرير الطبري، المعروف بابن طرارة، كان من أعلم الناس بفقه مذهب ابن جرير والنحو واللغة وفنون الأدب والأخبار والأشعار، وكان ثقة ثبتا، أخذ الأدب عن أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة المعروف بنفطويه وغيره.وروى عن أبي القاسم البغو وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي وأبي بكر بن داود وأبي سعيد العدوي ويحيى بن صاعد وغيرهم، وروى عنه جماعة منهم القاضي أبو الطيب الطبري وأبوالقاسم الأزهري وأحمد بن علي الثوري وأحمد بن عمر أبن روح، وولى القضاء بباب الطاق نيابة عن القاضي ابن صير، كتاب الجليس والأنيس في الأدب، والتفسير الكبير، ونصر مذهب ابن جرير الطبري ونوه به وحامى عنه. قال أبو حيان التوحيدي: رأيته في جامع الرصافة وقد نام مستدبر الشمس في يوم شات وبه من أثر الفقر والبؤس والضر أمر عظيم مع غزارة علمه واتساع أدبه وفضله المشهور، ومعرفته بصنوف العلوم ولاسيما علم الأثر والأخبار وسير العرب وأيامها فقلت له: مهلاً أيها الشيخ وصبراً فإنك بعين الله ومرأى منه ومسمع، وما جمع الله لأحد شرف العلم وعز المال فقال: ما لابد منه من الدنيا فليس منه بد ثم قال:

يا محنة الدهر كفى

إن لم تكفي فخفي

قد آن أن ترحمينا

من طول هذا التشفي

طلبت جداً لنفسي

فقيل لي قد توفي

فلا علومي تجدي

ولا صناعة كفي

ثور ينال الثري

يا وعالم متخفي

وقال أحمد بن عمر بن روح: إن المعافي بن زكريا حضر في دار بعض الرؤساء وكان هناك جماعة مناهل العلم فقالوا له: في أي نوع من العلم نتذاكر ؟ فقال المعافي للرئيس صاحب الدار: إن خزانتك جمعت أنواع العلوم وأصناف الأدب، فإن رأيت أن تبعث الغلام إليها يضرب بيده إلى أي كتاب منها فيحمله إليك ثم نفتحه فنظر في أي علم هو ؟ فنتذاكر ونتجارى فيه، فقال ابن روح: وهذا يدل على أن المعافي كان له أنسة بسائر العلوم، وكان أبو محمد الباقر يقول: إذا حضر المعافي فقد حضرت العلوم كلها، وكان يقول أيضاً: لو أن رجلاً أوصى بثلث ماله لاعلم الناس لوجب أن يدفع إلى المعافي.وكانت ولادته يوم الخميس لسبع خلون من رجب سنة خمس وثلاثمائة، وقيل سنة ثلاث، وتوفي يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة تسعين وثلاثمائة.ومن شعره:

خالق العالمين ضامن رزقي

فلماذا أملك الخلق رقي ؟

قد قضي لي بما علي ومالي

خالقي جل ذكره قبل خلقي

أصحب البذل والندى في يساري

ورفيقي في عسرتي حسن رفقي

فكما لا يرد عجزي رزقي

فكذا لايجر رزقي حذقي

وذكر أنه عمل هذه الأبيات في معنى قول علي بن الجهم:

لعمرك ما كل التعطل ضابر

ولا كل شغل فيه للمرء منفعة

إذا كانت الأرزاق في القرب والنوى

عليك سواء فاغتنم راحة الدعه

وقال أيضاً:

ألا قل لمن كان لي حاسداً

أتدري على من أسأت الأدب ؟

أسأت على الله في فعله

لأنك لم ترض لي ماوهب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي