معجم الأدباء/الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن

الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن ابن زيد بن سيد بن جابر بن عدي، أبو عبد الرحمن الطائي الكوفي، أصله من منبج، وامه من سبى منبج، ولد بالكوفة قبل سنة ثلاثين ومائة، وكان أخبارياً علامة راوية، نقل من أخبار العرب وأشعارها ولغاتها شيئا كثيرا، وروى عن شام بن عروة وعبد الله بن عياش المنتوف ومجالد. قال البخاري ويحيى بن معين: ليس بثقة كان يكذب وقال أبو داود مثل ذلك.وقال النسائي متروك، وقال الحافظ: ابن عدي حديثه في المسند قليل إنما هو صاحب أخبار.وكانت جارية الهيثم بن عدي تقول: كان مولاي يقوم عامة الليل يصلي، فإذا أصبح جلس يكذبوقال الجاحظ: قال أبو يعقوب الخزيمي: مارايت كثلاثة رجال، كانوا يأكلون الناس أكلا حتى إذا رأوا ثلاثة رجال ذابوا كما يذوب الرصاص على النار، كان هشام بن الكلبي علامة نسابة رواية للمثالب عيابة، فإذا رأى الهيثم بن عدي ذاب كما يذوب الرصاص، وكان علي بن الهيثم حريفا مفقعا صاحب تقعر يستولي على كل كلام لايحفل بخطيب ولا شاعر، فاذا رأى موسى الضبي ذاب كما يذوب الرصاص، وكان علويه واحد الناس في الغناء رواية وحكاية ودراية وصننعة وجودة ضرب وأضراب وحسن خلق، فإذا رأى مخارقا ذاب كما يذوب الرصاص على النار.وكان الهيثم بن عدي قد تزوج في بني الحارث بن كعب فلم يرتضوه، فأذاعوا عنه أنه ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بشيء فحبس لذلك، ثم ركب محمد بن زياد بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي ومعه جماعة من الحارثيين إلى هارون الرشيد فسأل وه أن يفرق بين الهثم وبين التي تزوجها من بني الحارث.فقال الرشيد: أليس هو الذييقول فيه الشاعر ؟:

إذا نسبت عديا في بني ثعل

فقدم الدال قبل العين في النسب

قالوا بلي يا أميرالمؤمنين.قال فهذا الشعر من قاله ؟ قالوا هو لرجل منأهل الكوفة من بني شيبان يقال له ذهل بت ثعلبة، فأمر الرشيد داود بن يزيد أن يفرق بينهما، فأخذوا الهيثم وأدخاوه دارا وضربوه بالعصي حتى طلقها وقد ورد هذا البيت المنسوب إلى ذهل بن ثعلبة في أبيات لأبي نواس يهجو بها الهيثم فما أدري أفي نسبته إلى ذهل وهم أم هوله ؟ وورد في شعر أبي نواس على سبيل التضمين والاستشهاد، وكان سبب هجو أبي نواس للهيثم: أن أبا نواس حضر مجلس الهيثم في حداثته والهيثم لايعرفه فلم يستدنه ولا قربه فقام مغضبا، فسأل الهيثم عنه فعرفوه به فقال: إنا لله، هذه والله بلية لم أجنها على نفسي، فقوموا بنا إليه لنعتذر، فساروا إليه ودق الهيثم عليه الباب وتسمى له فقال: ادخل فدخل فإذا هو قاعد يصفي نبيذا له، وقد أصلح بيته بما يصلح به مثله، فقال الهيثم: المعذرة إلى الله تعالى ثم إليك، فما عرفتك وما الذنب إلا لك حيث لم تعرفنا نفسك فنقضي حقك، ونبلغ الواجب من برك، فأظهر له قبول المعذرة.فقال الهيثم: أستعهدك من قول سبق منك في فقال: ما قد مضى فلا حيلة فيه، ولك الأمان مما أستأنف.فقال: ما الذي مضى ؟ جعلت فداك، قال بيت مر وأنا فيما رأيت من الغضب، قال فأنشد نيه فدافعه فألح عليه فأنشده:

يا هيثم بن عدي لست للعرب

ولست من طييء إلا على شغب

إذا نسبت عديا في بني ثعل

فقدم الدال قبل العين في النسب

فقام الهيثم من عنده ثم بلغه بعد ذلك بقية الأبيات وهي:

لهيثم بن عدي في تلونه

في كل يوم له رحل على خشب

فما يزال أخا حل ومرتحل

إلى الموالي وأحيانا إلى العرب

له لسان يزجيه بجوهره

كأنه لم يزل يغدو على قتب

كأنني بك فوق الجسر منتصبا

على جواد قريب منك في الحسب

حتى نراك وقد درعته قمصا

من الصيد مكان الليف والكرب

لله أنت فما قربى تهم بها

إلا اجتلبت لها الأنساب من كثب

فعاد الهيثم إليه وقال: ياسبحان الله، قد أمنتني وجعلت لي عهداً ألا تهجوني فقال: ( إنهم يقولون ما لا يفعلون )، وكان الهيثم مكروها لأنه كان يتعرض لأحوال الناس وأخبارهم فيرويها على وجهها ويشيع ماكتموا، فكرهوه ووشوا به إلى الولاة وأغروا الشعراء بهجوه. حدث على بن جبلة الشاعر المشهور المعروف بالعكوك قال: جاءني أبو يعقوب الخريمي فقال: إن لي إليك حاجة، قلت وماهي ؟ قال: تهجو لي الهيثم بن عدي.فقلت فما جاءني شيء كما أريد.فقلت له: كيف أهجو رجلا لم يتقدم إلى منه إساءة ولا له إلى جرم يحفظني ؟ فقال: تقرضني فإني مليء بالوفاء والقضاء ؟ قلت نعم، فأمهلني اليوم فمضى وغدوت عليه فأنشدته:

للهيثم بن عدي نسبة جمعت

آ باه فأراحتنا من العدد

أعدد عديا فلو مد البقاء له

ماعمر الناس لم ينقص ولم يزد

نفسي فداء بي عبد المدان وقد

تلوه للوجه واستعلوه بالعمدا

حتى أزالوه كرها عن كريمتهم

وعرفوه بذل أبن أصل عدي

يابن الخبيثة من أهجو فأفضحه

إذا هجوت وما تنمي إلى أحد

قوله: نفسي فداء بي عبد المدان والبيت الذيبعده إشارة إلى الخبر الذي تقدم من قدوم محمد بن زياد بن عبد المدان على الرشيد واستظهاره به على تطليق فتاتهم الحارثية من الهيثم وقد تقدمت القصة.مات الهيثم بفم الصلح سنة تسع ومائتين، وقيل سنة سبع وله ثلاث وتسعون سنة.وله من المصنفات: كتاب هبوط آدم وافتراق العرب، كتاب نزول العرب بخراسان والسواد، كتاب بيوتات العرب، كتاب بيوتات قريش، كتاب المثالب الكبير، كتاب المعمرين، كتاب نسب طئ، أخبار طيء، أخبار طيء ونزولها الجبلين وحلف دهبل وثعل، كتاب حلف كلب وتميم ودهبل وطيء وأسد، كتاب المثالب الصغير، كتاب مثالب ربيعة، كتاب النواقل، كتاب من تروح من الموالي في العرب، أسماء بغايا قريش في الجاهلية وأسماء من ولدن، كتاب الدولة، تاريخ العجم وبني أمية، تاريخ الأشراف الكبير، تاريخ الأشراف الصغير، كتاب مديحأهل الشام، كتاب مداعي أهل الشام، أخبار زياد بن أبيه، كتاب الجامع، كتاب الوفود، كتاب النشاب، كتاب ولاة الكوفة، كتاب خطط الكوفة، كتاب النكد، كتاب النساء، كتاب فخرأهل الكوفة على أهل البصرة، كتاب قضاة الكوفة والبصرة، طبقات من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة، طبقات الفقهاء والمحدثين، كتاب تسمية الفقهاء والمحدثين، كتاب شرط الخلفاء، كتاب خواتيم الخلفاء، كتاب عمال الشرط لأمراء العراق، أخبار الحسن عليه السلام، التاريخ مرتب على السنين، كتاب خطب المضرس بمكة والمدنية، كتاب مقتل خالد بن عبد الله القسري والوليد ابن يزيد، كتاب الصوائف، كتاب الخوارج، كتاب المواسم، كتاب النوادر، مقطعات الأعراب، أخبار الفرس، المحبر، منحل الجواهر، كتاب كنى الأشراف.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي