معجم الأدباء/الوليد بن عبيد الله بن يحيى بن عبيد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الوليد بن عبيد الله بن يحيى بن عبيد

الوليد بن عبيد الله بن يحيى بن عبيد ابن شملال بن جابر بن مسلمة بن مسهر بن الحارث بن جشم بن أبي حارثة بن جدي بن بدولبن بحتر، أبو عبادة وابو الحسن والاول اشهر، البحتري الطائي الشاعر المشهور، كان فاضلا أديباً فصيحا بليغا شاعراً مجيدا، وكان بعض أهل عصره يقدمونه على أبي تمام بادئ الراي ويختمون به الشعراء، وروى عنه شعره أبو العباس المبرد وابن المرزبانمحمد بن خلف وابو بكر الصولي والمحاملي أبو عبد الله. ولد بمنبج من اعمال حلب وبها نشا وتنبل وقال الشعر، ثم صار إلى أبي تمام وهو بحمص فعرض عليه شعره وكان يجلس للشعراء فيعرضون عليه اشعارهم، فلما سمع أبو تمام شعره اقبل عليه وقال له: انت اشعر من انشدني.وللبحتري تصرف حسن في ضروب الشعر سوى الهجاء فانه لم يحسنه، واجود شعره ماكان في الاوصاف، وكان يتشبه بابي تمام في شعره ويحذو حذوه، وينحو نحوه في البديع الذيكان أبو تمام يستعمله ويراه اماما ويقدمه على نفسه ويقول في الفرق بينهما قول منصف: ان جيد أبيتمام خير من جيدي، ورديئي خير من رديئه. وقال له الحسين بن اسحاق يوما: ان الناس يزعمون أنك أشعرمن أبي تمام فقال: والله ما ينفعني هذا أقول ولا يضر أبا تمام، والله ما أكلت الخبز إلا به، ولوددت أن الأمر كما قالوا، ولكن والله تابع له لائذ به، نسيمي يركد عند هوائه، وأرضي تنخفض عند سمائه. وحدث محمد بن علي الأنباري قال: سمعت البحتري يقول: أنشدني أبو تمام يوما لنفسه:

وسابح هطل بالشعر هتان

على الجراء أمين غير خوان

فلو تراه مشيحاً والحصى زيم

بين السنابك من مثنى ووحدان

أيقنت أن تتثبت أن حافره

من صخر تدمر أو من وجه عثمان

ثم قال لي: ماهذا الشعر ؟ قلت لاادري، قال هو الاستطراد قلت وما معنى ذلك ؟ قال: يريك انه يريد وصف الفرس وهو يريد هجاء عثمان. قال المؤلف الفقير: وهذا هو الذيذكره علماء البديع في تعريف الاستطراد، وقد نحا البحتري نحو أبي تمام فوصف فرسا واستطرد إلى هجو حمدويه الأحول فقال:

ما إن يعاف قذى ولو أوردته

يوماً خلائق حمدويه الأحول

وهو من قصيدة امتدح بها محمد بن علي القمي، وكان حمدويه عدواً له فهجاه في عرض مدحه لمحمد القمي، وكانت ولادة البحتري سنة ست ومائتين، وتوفي بمنبج بمرض السكتة سنة أربع وثمانين ومائتين، وله كتاب الحماسة على مثال حماسة ابن تمام، وكتاب معاني الشعر، وديوان مجلدين جمعة أبو بكر الصولي ورتبه على الحروف، وجمهه أيضاً على بن حمرة الأصبهاني الأخباري ورتبه على الأنواع كما صنع بشعر أبي تمام.ومن غير شعره في المديح قصيدته الرائية التي مدح بها المتوكل على الله يهنئه بعيد الفطر ويذكر خروجه في للصلاة قال:

ألله مكن للخليفة جعفر

ملكاً يجمله الخليفة جعفر

نعمى من الله اصطفاه بفضلها

والله يرزق من يشاء ويقدر

ومنها:

بالبرصمت وأنت أفضل صائم

وبسنة الله الرضية تفطر

فانعم بيوم الفطر عيناً إنه

يوم أغر من الزمان مشهر

أظهرت عز الملك فيه بجحفل

لجب يحاط الدين فيه وينصر

خلنا الجبال تسير فيه وقد غدت

عدداً يسير به العديد الاكثر

والخيل تصهل والفوارس تدعى

والبيض تلمع والأسنة نرهر

ومنها:

حتى طلعت بضوء وجهك فانجلى

ذاك الدجى وانجاب ذاك العثير

وافتن فيك الناظرون فأصبع

يوماً إليك بها وعين تنظر

يجدون رؤيتك التي فازوا بها

من أنعم الله التي لاتكفر

ذكروا بطلعتك النبي فهللوا

لما طلعت من الصفوف وكبروا

حتى انتهيت إلى المصلى لابساً

نور الهدى يبدوعليك ويظهر

ومشيت مشية خاشع متواضع

لله لايزهو ولا يتكبر

فلو أن مشتاقاً تكلف فوق ما

في وسعه لسعى إليك المنبر

وله من قصيدة يمدح بها علي بن مر:

لم يبق من جل هذا الناس باقية

ينالها الفهم إلا هذه الصور

جهل وبخل وحسب المرء واحدة

من تين حتى يعفي خلفه الاثر

إذا محاسني اللاتي أدل بها

كانت ذنوبي فقل لي كيف اعتذر ؟

أهز بالشعر أقواماً ذوي وسن

في الجهل لو ضربوا بالسيف ماشعروا

علي نحت القوافي من مقاطعها

وما علي إذا لم تفهم البقر

ومنها في المديح:

لولا علي بن مر لاستمر بنا

خلف من العيش فيه الصاب والصبر

عذنا بأروع أقصى نيله كثب

على العفاة وأدنى سعيه سفر

ألح جودا ولم تضرر سحائبه

وربما ضر في إلحاحه المطر

مواهب ما تجشمنا السؤال لها

إن الغمام قليب ليس يحتفر

ومن غرر شعره في الاوصاف قوله يصف ايوان كسرى:

حضرت رحلي الهموم فوجه

ت إلى أبيض المدائن عنسي

أتسلى عن الخطوب وأسى

لمحل من آل ساسان درس

ذكرتنيهم الخطوب التوالي

ولقد تذكر الخطوب وتنسى

وهم خافضون في ظل عال

مشرف يحسر العيون ويخسى

مغلق بابه على جبل القب

ق إلى دارتي خلاط ومكس

نقل الدهر عهدهن عن الجد

دة حتى غدون أنضاء لبس

فكأن الجرماز من عدم الأن

س وإخلاله بنية رمس

لوتراه علمت أن الليالي

جعلت فيه مأتماً بعد عرس

وهو ينبيك عن عجائب قوم

لايشاب البيان فيه بلبس

فإذا ما رأيت صورة انطا

كية ارتعت بين روم وفرس

والمنايا مواثل وأنوشر

وان يزجى الصفوف تحت الدرفس

في اخضرار من اللباس على أص

فر يختال في صبيغة ورس

وعراك الرجال بين يديه

في خفوت منهم وإغماض جرس

من مشيح يهوى بعامل رمح

ومليح من السنان بترس

تصف العين أنهم جد أحيا

ء لهم بينهم إشارة خرس

يغتلي فيهم ارتيابي حتى

تتقراهم يداي بلمس

قد سقاني ولم يصرد أبو الغو

ث على العسكرين شربة خلس

من مدام تخالها ضوء نجم

نور الليل أو مجاجة شمس

وتراها إذا أجدت سروراً

وارتياحاً للشارب المتحسي

أفرغت في الزجاج من كل قلب

فهي محبوبة إلى كل نفس

حلم مطبق على الشك عيني ؟

أم أمان غير ظني وحدسي ؟

وكأن الإيوان من عجب الصن

عة جون في جنب أرعن جلس

يتظنى من الكآبة أن يب

دو لعيني مصبح أو ممس

مزعجاً بالفراق عن أنس إلف

عز أو مرهقاً بتطليق عرس

عكست حظه الليالي وبات ال

مشتري فيه وهو كوب نحس

فهو يبدي تجلداً وعليه

كلكل من كلاكل الدهر مرسي

لم يعبه أن بز من بسط الدي

باج واستل من ستور الدمقس

مشمخر تعلو له شرفات

رفعت في رء وس رضوى وقدس

لابسات من البياض فما تب

صر منها إلا غلائل برس

ليس يدري أصنع أنس لجن

صنعوه أم صنع جن لأنس ؟

غير أني أراه يشهد أن لم

يك بانيه في الملوك بنكس

وكأني أرى المواكب والقو

م إذا مابلغت آخر حسى

وكأن الوفود ضاحين حسري

من وقوف خلف الزحام وخنس

وكأن القيان وسط المقاصي

ر يرجعن بين حور ولعس

وكأن اللقاء أول من أم

س ووشك الفراق أول أمس

وكان الذي يريد اتباعاً

طامع في لقائهم بعد خمس

عمرت للسرور دهراً فصارت

للتعزي ربوعهم والتأسي

فلها أن أعينها بدموع

موقفات على الصبابة حبس

ذاك عندي وليست الدار داري

باقترابي منها ولا الجنس جنسي

غير نعمي لأهلها عند أهلي

غرسوا أعلى رباطها خير غرس

أيدوا ملكنا وشدوا قواه

بكماة تحت الستور وحمس

وأعانوا على كتائب أربا

ط بطعن على النحور ودعس

وأراني من بعد أكلف بالأشرا

ف طراً من كل سنخ وأس

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي