معجم الأدباء/بندار بن عبد الحميد الكرخي الأصبهاني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

بندار بن عبد الحميد الكرخي الأصبهاني

بندار بن عبد الحميد الكرخي الأصبهاني يعرف بابن لرة، ذكره محمد بن إسحاق في الفهرست فقال: أخذ عن أبي عبيد القاسم بن سلام، وأخذ عنه ابن كيسان. وقال ابن الأنباري عن ابنه القاسم: كان بندار يحفظ سبعمائة قصيدة، أول كل قصيدة بانت سعاد. قال المؤلف: وبلغني عن لاشيخ الإمام أبي محمد الخشاب أنه قال: أمعنت التفتيش والتنقير فلم أقع على أكثر من ستي قصيدة، أولها بانت سعاد.وفي كتاب أصبهان: كان بندار بن لرة، متقدماً في علم اللغة ورواية الشعر، وكان مم استوط الكرخ، ثم خرج منها إلى العراق، فظهر هناك فضله، وكان الطوسي صاحب ابن الأعرابي، يوصي أصحابه بالأخذ عن بندار، ويقول: هو أعلم مني ومن غيري، فخذوا عنه. قال: وحدث أبو بكر بن الأنباري في أماليه ببغداد قال: سمعت أبا العباس الأموي يقول: كان بندار بن لرة الأصبهاني، أحفظ أهل زمانه للشعر، وأعلمهم به.أنشدني عن حفظه ثمانين قصيدة، أول كل قصيدة بانت سعاد. قال حمزة: وحدثني النوشجان بن عبد المسيح قال: سمعت المبرد يقول: كان سبب غناي بندار بن لرة الأصبهاني، وذلك أني حين فارقت البصرة، وأصعتدت إلى سامراً، وردتها في أيام المتوكل، فآخيت بها بندار بن لرة، وكان واحد زمانه في رواية دواوين شعر العرب، حتى كان لا يشذ عن حفظه، من شعر شعراء الجاهلية والإسلام إلا القليل، وأصح الناس معرفة باللغة، وكان له كل أسبوع دخلة على المتوكل، فجمع بيني وبين النحويين في داره في مجالس، ومرت ليلة، فرفع حديثي إلى الفتح بن خاقان، ثم توصل إلى أن وصفني للمتوكل، فأمر بإحضاري مجلسه. وكان المتوكل يعجبه الأخبار والأنساب، ويروي صدراً منها، يمتح من يراه بما يقع فيها من غريب اللغة، فلما دنوت من طرف بساطه، استدناني حتى صرت إلى جانب بندار، فأقبل علينا وقال: يا بن لرة، ويا بن يزيد، ما معى هذه الأحرف التي جاءت في هذا الخبر ؟ ركبت الدجوجى، وأمامي قبيلة، فنزلت ثم شربت الصباح، فمررت وليس أمامي إلا نجيم، فركضت أمامي النحوص والمسحل والعمردن فقنصت ثم عطفت ورائي إلى قلوب فلم أزل به حتى أذقته الحمام، ثم رجعت ورائي، فلم أزل أمارس الأغضف في قتله، فحمل علي، وحملت عليه حتى خر صريعاً.قال المبرد: فبقيت متحيراً، فبدر بندار وقال: يا أمير المؤمنين، في هذا نظر وروية، فقال: قد أجلتكما بياض يومي، فانصرفا وباكراني غداً، فخرجنا من عنده، فأقبل بندار علي وقال: إن ساعدك الجد ظفرت بهذا الخبر، فاطلب فإني طالبه، فانقلبت إلى منزلي، وقلبت الدفاتر ظهراً لبطن، حتى وقفت على هذا الخبر، في أثناء أخبار الأعراب، فتحفظته، وباكرت بنداراً فأنضهته معي وصحبناه، وبدأت فرويت الخبر، ثم فسرت ألفاظه، فالتفت إلى بندار وقال: ابن يزيد فوق ما وصفتم.ثم قال للغلام: علي بالخازن، فحضر فقال له: اخرج إلى ابن يزيد، وقل للحاجب: يسهل إذنه علي، فصار ذلك أصل مالي.وكان بندار - رحمه الله - أصله وسببه. قرأت بخط عبد السلام البصري، في كتاب عقلاء المجانين، لأبي بكر بن محمد الأزهري: حدثنا محمد ابن أبي الأزهر قال: كنت يوماً في مجلس بندار بن لرة الكرخي، بحضرة منزله، في درب عبد الرحيم الرزامي بدكان الأبناء، وعنده جماعة من أصحابه، إذ هجم علينا المسجد بردعة الموسوس، ومعه مخلاة فيها دفاتر، وجزازات، وقد تبعه الصبيان، فجلس إلى جانب بندار، وكأن بنداراً فرق منه، فقال له: اطرد ويلك هؤلاء الصبيان عني، فقال لهم: اطردوهم عنه، فوثبت أنا من بين أهل المجلس، فصحت عليهم وطردتهم فجلس ساعة، ثم وثب فنظر هل يرى منهم أحداً، فلما لم يرهم، رجع فجلس ساعة ثم قال: اكتبوا: حدثني محمد ابن عسكر، عن عبد الرزاق، عن معمر قال: سئل الشعبي ما اسم امرأة إبليس ؟ فقال: هذا عرس لم أشهد إملاكه.ثم أقبل على بندار، فقال: يا شيخ، ما معنى قول الشاعر ؟:

وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت

فقد رابني منها الغداة سفورها

فقال لا بندار: أجيبوه.فقال: يا مجنون، أسألك ويجيب غيرك ! فقال بندار: يقول إنه لما رآها فعلت ما فعلته من سفورها، ولم يكن يعهد منها، علم أنها قد حذرته من بحضرتها، ليحجم عن كلامها، وانبساطه إليها، فضحك ومسح يده على رأس بندار وقال: أحسنت يا كيس، وكان بندار قد قارب في ذلك الوقت تسعين سنة.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي