معذبتي بالصد ما لي وما لها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة معذبتي بالصد ما لي وما لها لـ ابن حجر العسقلاني

اقتباس من قصيدة معذبتي بالصد ما لي وما لها لـ ابن حجر العسقلاني

معذّبتي بالصَدِّ ما لي وَما لَها

وَما مالَ قَلبي عَن هَواها وَما لها

نأَت فَدَنا الهمّ القَويّ مسلّماً

وأنكرت النَفسُ الضَعيفَةُ حالَها

وَقالوا صَغَت نَحوَ الوشاة ملالةً

ومن لي بأن تَدنو وَتبقي ملالها

وَقيلَ لَها مضناك مغناك قَد سلا

فَيا صاحبيَّ اِستعذرا واِحلفا لها

وَكَيفَ سَلاها القَلبُ وَهوَ محلّها

سَلا هَل سلا إِجمالها أَو جَمالها

منعَّمةٌ تَشقي بقرب صدودها

وَلَو أَنعَمت نُعمى لأدنَت وصالَها

أَخو وجنتيها الوردُ وَالمسكُ خالُها

وَلَكِنّها فاقَت أَخاها وَخالَها

أَقول وَقَد أَرخَت ذَوائِبَ شَعرِها

لَقَد أَسبغَ اللَهُ العَظيم ظِلالها

وَماسَت فَحاكى الغصن لين قَوامها

فَهَزَّت عَلى وفق المزاج اِعتِدالها

رَعى اللَهُ رَكباً يَمَّموا أَرضَها الَّتي

أَجادَت يَد الغَيث الهتون صِقالَها

ولمّا أَلَمّوا في السُرى بيلملمٍ

لأجسادهم إِحرامُها قَد حَلا لَها

وَلَبّوا فبلُّوا بِالنَسيم غَليلَهم

وَحيَّوا فأَحيوا لِلنُفوس كَما لَها

يَميناً بِهبّات النَسيم بسُحرَةٍ

لَقَد فازَ مَن مدَّت إِليهِ شمالها

شَدا باِسمِها الحادي فحرّك ساكِناً

وَذكَّرَ مَوصولُ الحَنين اِتّصالها

ولمّا رَأوا أَعلامها هاج شوقهم

وَحَثّوا مَطاياهم وَحَلّوا عقالها

وَحينَ تَجلّى وجهها خَضَعوا لهُ

فَلِلَّهِ رَبّي ما أَعزّ جَلالها

وَطافوا بِها مُستَبشِرينَ بأَنعم

مِنَ اللَه لَم يُحصوا بعدٍّ خصالها

رقوا لِلصفا بِالحَمد شُكراً لِسَعيهم

وَبالمروة النَفسُ اِشتفت ما بدا لها

وَقَد أسعدوا يَومَ الصُعود وَأَسعَفوا

وَنالَت نُفوسُ الطالِبينَ منالها

وَفي عَرفاتٍ عُرِّفوا بِسعادة

عليهم بجمع الشمل شاموا اِشتِمالها

فَكَم تائِبٍ مُستَغفِرٍ مُتَيَقِّنٍ

بِمَغفِرَة تَهمي بفيض سجالها

وَذي عِلَّةٍ قَد طالَ عمر مِطالها

فقصّر عَفو اللَه عَنهُ مَطالها

وَإِذ نَفَروا فازوا فَهُم نَفَرُ التّقى

سَقَتهُم سحاب العَفو صَفواً زلالها

بِمُزدَلِفاتٍ أَقبل الوفدُ مقبلاً

وَلاقَت مِن البشرى النُفوسُ اِقتِبالها

أَفاضوا دُموعاً إِذ أَفاضوا مَخافَةً

مِنَ البينِ أَحيت لِلنُفوس اِعتِلالها

وَعادوا لِتَوديع الحمى سُقيَ الحمى

وأَلسنةُ الوفد اِستَطابَت سؤالها

وَزَمزمَ حاديهم بزمزمَ كَم صَدٍ

تَروّى وَذي صَدٍّ جَبتهُ وصالها

وَبَلّ غَليلاً في طَواف وداعهِ

فأحسَن لكن كَم دُموعٍ أَسالها

وَقَد رَفعوا أَيدي الدعا باِنكِسارها

وَجَزمِ الرَجا حَتّى أَتى الفَتحُ حالها

وَما اِستكثَروا مِن أَدمع مستهلّةٍ

نَهار اِستَقلّوا لِلرَحيل اِنهمالها

وَقلَّ لقوم فارقوا الكعبة البكا

وَقَد فَقَدوا إِفضالها واِكتمالها

وَقَد آلَ ذاكَ الصَحبُ بَعدَ وداعها

إِلى أَسف إِذ فارَقَ الصَحبُ آلها

أَجادوا وَجَدّوا في السرى قاصدي الحمى

وَقَد نفَّروا ضَبَّ الفَلا وَغزالَها

وَشارفَ مِن أَرض الحَصيب دَليلُهم

عَرائسَ رَوضٍ حينَ أَرخَت دلالها

وَأَعلَنَ حاديهم بشكر لربّهم

وَأَدعيَةٍ لا يَكتُمون اِحتِفالها

إِلهيَ مِثل الشمس لاحَت ذنوبنا

فيسّر عَلَينا بالمتاب زَوالها

أَحلنا عَلى العَفوِ العَميم فَإِنَّنا

سَئِمنا عَلى التَسويف دَهراً مَحالها

وخلّد بَقاء الأَشرف الملك الَّذي

بِدولته الدُنيا تديم اِحتِيالها

مَليكٌ لَه في الخافقينِ مَكارِمٌ

تَمُدُّ عَلى راجي نَداهُ نَوالَها

وَراحتُهُ في مَدِّها البأسُ وَالغنى

فَلَم تبصر العَينان قَطُّ مثالها

وأَسيافه بالوهم في أَنفس العدى

تَقُدُّ وَتَفري ما أَحدَّ نصالها

سَقى اللَه أيّام اِبن عَبّاس إِنَّها

بَواسِمُ بِالأَفراح يأوي الغنى لها

وَيا ربّ جَدِّد جَدَّها وسعودها

وَصِل مَع أَسباب المَعالي حبالها

وَصلّ عَلى خَير الأَنام محمّد

صَلاة مَدى الدُنيا تديم اِتِّصالَها

شرح ومعاني كلمات قصيدة معذبتي بالصد ما لي وما لها

قصيدة معذبتي بالصد ما لي وما لها لـ ابن حجر العسقلاني وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن حجر العسقلاني

أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر. من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث. ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره. وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل. تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط) ، و (لسان الميزان-ط) تراجم، و (ديوان شعر-ح) ، و (تهذيب التهذيب-ط) ، و (الإصابة في تمييز الصحابة-ط) وغيرها الكثير.[١]

تعريف ابن حجر العسقلاني في ويكيبيديا

شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي (شعبان 773 هـ/1371م - ذو الحجة 852 هـ/1449م)، مُحدِّث وعالم مسلم، شافعي المذهب، لُقب بعدة ألقاب منها شيخ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث،(1) أصله من مدينة عسقلان، ولد الحافظ ابن حجر العسقلاني في شهر شعبان سنة 773 هـ في الفسطاط، توفي والده وهو صغير، فتربّى في حضانة أحد أوصياء أبيه، ودرس العلم، وتولّى التدريس.ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على علم الحديث، ورحل داخل مصر وإلى اليمن والحجاز والشام وغيرها لسماع الشيوخ، وعمل بالحديث وشرح صحيح البخاري في كتابه فتح الباري، فاشتهر اسمه، قال السخاوي: «انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر.»، وله العديد من المصنفات الأخرى، عدَّها السخاوي 270 مصنفًا، وذكر السيوطي أنها 200 مصنف. وقد تنوعت مصنفاته، فصنف في علوم القرآن، وعلوم الحديث، والفقه، والتاريخ، وغير ذلك من أشهرها: تقريب التهذيب، ولسان الميزان، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وألقاب الرواة، وغيرها. تولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضي قضاة الشافعية. وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس، واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء، وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل: المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الأستادار في القاهرة. توفي في 852 هـ بالقاهرة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي