معها في باريس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة معها في باريس لـ نزار قباني

لا الشعر ، يرضي طموحاتي ، ولا الوتر
إني لـعـيـنـيـك، باسم ِالشعر ، أعتذر
حاولت وصفك ، فاستعصى الخيال معي
يا من تدوخ على أقدامك الصور
يُـروّجُـون كلاما لا أصدقه
هل بين نهديك ، حقا ، يسكن القمر ؟؟
كم صعبة أنت .. تصويرا وتهجية
إذا لمستك، يبكي في يدي الحجر
من أنت ؟. من أنت ؟. لا الأسماء تسعفني
ولا البصيرة ، تكفيني ، ولا البصر
نهداك .. كان بودي لو رسمتهما
إذا فشلت ..فحسبي أنني بشر
أيا غمامة موسيقى .. تظللني
كذا يُـنـقـِّـط فـوق الجنة المطر
الحرف يـبدأ من عينيك رحلته
كل اللغات بلا عينيك .. تندثر
يا من أحبك ، حتى يستحيل دمي
إلى نبيذٍ ، بنار العشق يختمر
يسافر الحب مثل السيف في جسدي
ولم أخطط له .. لكنه القدر ..
هزائمي في الهوى تبدو معطرة
إني بحبك مهزوم .. ومنتصر
تركت خلفي أمجادي .. وها أنذا
بطول شعرك ـ حتى الخصر ـ أفتخر
ماذا يكون الهوى إلا مخاطرة
وأنت .. أجمل ما في حبك الخطر
يا من أحبك ..حتى يستحيل فمي
إلى حدائق فيها الماء والثمر ...
جزائر الكحل في عينيك مدهشة
ماذا سأفعل لو ناداني السفر ؟؟
* * *
سمراء .. إن حقول التبغ مقمرة
ولؤلؤ البحر شفاف .. ومبتكر
هل تذكرين بباريسٍ تسكعنا ؟
تمشين أنت .. فيمشي خلفك الشجر
خـُطاك في ساحة ( الفاندوم ) أغنية
وكحل عينيك في ( المادلين ) ينتشر
صديقة المطعم الصيني .. مقعدنا
ما زال في ركـنـنا الشعري ، ينتظر
كل التماثيل في باريس تعرفـنا
وباعة الورد ، والأكشاك ، والمطر
حتى النوافير في ( الكونكورد ) تذكرنا
ما كنت أعرف أن الماء يفتكر ..
* * *
نبيذ بوردو .. الذي أحسوه يصرعني
ودفء صوتك ..لا يُـبقي ولا يَـذََر
ما دمت لي .. فحدود الشمس مملكتي
والبر ، والبحر ، والشطآن ، والجزر
مادام حبك يعطيني عباءته
فكيف لا أفـتك الدنيا .. وأنتصر ؟
سأركب البحر .. مجنونا ومنتحرا ..
والعاشق الفذ .. يحيا حين ينتحر ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي