مع الدهر ظلم ليس يقلع راتبه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مع الدهر ظلم ليس يقلع راتبه لـ البحتري

اقتباس من قصيدة مع الدهر ظلم ليس يقلع راتبه لـ البحتري

مَعَ الدَهرِ ظُلمٌ لَيسَ يُقلِعُ راتِبُه

وَحُكمٌ أَبَت إِلّا اِعوِجاجاً جَوانِبُه

أَبيتُ وَلَيلي في نَصيبينَ ساهِرٌ

لِهَمٍّ عَناني في نَصيبينَ ناصِبُه

وَإِنَّ اِغتِرابَ المَرءِ في غَيرِ بُغيَةٍ

يُطالِبُها مِن حَيفِ دَهرٍ يُطالِبُه

فَلَيسَ بِمَعذورٍ إِذا رَدَّ سِربَهُ

إِلَيهِ بِأَن تَعيا عَلَيهِ مَذاهِبُه

وَيُعطيهِ مَرجُوَّ العَواقِبِ مُسرِعاً

إِلَيهِ رُكوبُ الأَمرِ تُخشى عَواقِبُه

وَما خِلتُني وَالحادِثاتُ مِنَ الحَصى

أُخَيَّبُ مِن مالي وَيَغنَمُ ناهِبُه

فَلَو أَنَّهُ قِرنٌ تُرادى صَفاتُهُ

لَأَحرَزتُ حَظّي أَو كَفِيُّ أُغالِبُه

أُرَجّي وَما نَفعُ الرَجاءِ إِذا اِلتَقَت

مَناحِسُ أَمرٍ مُجحِفٍ وَمَعاطِبُه

وَمِمّا يُعَنّي النَفسَ كُلَّ عَنائِها

تَوَقُّعُها الصُنعَ البَطيءَ تَقارُبُه

إِذا لاقَتِ الضَرّاءَ طالَ عَذابُها

لِمُنتَظِرِ السَرّاءِ مِمّا تُراقِبُه

وَما مَلِكٌ يُخشى عَلى كَسبِ شاعِرٍ

بِمُرضِيَةٍ عِندَ المُلوكِ مَكاسِبُه

لَعَلَّ وَلِيَّ العَهدِ يَأخُذُ قادِراً

بِحَقِّ مُعَنّاً مُكدَياتٍ مَطالِبُه

فَإِنَّ الَّذي بَينَ المَدائِنِ قاطِعاً

إِلى الصينِ عَرضاً سَيبُهُ وَمَواهِبُه

فَلا أَرضَ إِلّا ما أَفاءَت رِماحُهُ

وَلا غُنمَ إِلّا ما أَفافَت مَقانِبُه

وَما كانَ يَدري صاحِبُ الزَنجِ أَنَّهُ

إِذا أَبطَرَتهُ غَفلَةُ العَيشِ صاحِبُه

أَقامَ يُجاثيهِ إِلى اللَهِ حِقبَةً

وَكُلٌّ تَوافى لِلِّقاءِ حَلائِبُه

وَكانَ صَريعَ الحَينِ جِبسٌ مُلَعَّنٌ

مَتى شاءَ يَوماً قالَ ما شاءَ عائِبُه

تَباعَدَ مِن شَكلِ الأَنيسِ بِقَسوَةٍ

مُوَهَّمَةٍ أَنَّ السِباعَ تُناسِبُه

وَما كادَتِ الأَيّامُ عُمراً يُريثُهُ

وَلا الدَهرُ يُبلي ما أَجَدَّت عَجائِبُه

وَلَم أَرَ كَالمَلعونِ أَقوى ذَخيرَةً

وَأَبقى دَماً وَالحادِثاتُ تُجانِبُه

إِذا قُلتُ بيضُ المَشرَفِيَّةِ أَهمَدَت

حُشاشَتَهُ كَرَّت تَثوبُ ثَوائِبُه

يَبُثُّ المَنايا وَالمَنايا يَحُزنَهُ

وَيَكرَبُ مِنهُ الحَتفُ وَالحَتفُ كارِبُه

إِذا اِزدادَ شَغباً كانَ والي قِراعِهِ

مَلِيّاً لَهُ بِالفَضلِ حينَ يُشاغِبُه

كَما اللَيلُ إِن تَزدَد لِعَينِكَ ظُلمَةً

حَنادِسُهُ تَزدَد ضِياءً كَواكِبُه

يَلوذُ بِهَورِ البَحرِ فَالفَوزُ عِندَهُ

مِنَ الدَهرِ يَومٌ تَستَقِلُّ جَنائِبُه

إِذا اِنحازَ يَنوي البُعدَ حُثَّت وَراءَهُ

عِتاقُ الشَذا بِالمُرهِفاتِ تُصاقِبُه

إِذا ما تَلاقوا حَضرَةَ المَوتِ لَم تَرمِ

كَتائِبُنا حَتّى تَطيحَ كَتائِبُه

تَرى واشِجَ الخِرصانِ يَهتِكُ بَينَهُم

نُحورَ الأُسودِ أَو تُرَوّى ثَعالِبُه

فَإِن لا تَشِفَّ العَينُ لِلعَينِ أَكثَبَت

مَسامِعُ مَدعوٍّ لِداعٍ يُجاوِبُه

تَنَزّى قَلوبُ السامِعينَ تَطَلُّعاً

إِلى خَبَرٍ مُستَوقَفاتٍ رَكائِبُه

يُغالِبُ طَعمَ الماءِ في مُلتَقاهُمُ

حُسى الدَمِ حَتّى يَلفِظَ الماءَ شارِبُه

كَأَنَّ الرَدى يُسقى المُضَلَّلُ صِرفَهُ

مِنَ السَيفِ دَينٌ أَرهَقَ الوَقتُ واجِبُه

إِذا أَتبَعَ الرُمحُ المُرَكَّبُ رَأسَهُ

عَلَيهِ بِلَعنٍ قُلتَ إِنَّ وَراكِبُه

وَلَم يُلفَ عُضوٌ مِنهُ إِلّا ضَريبَةً

لِأَبيَضَ ماثورٍ تُهابُ مَضارِبُه

وَكانَ شِفاءً صَلبُهُ لَو تَأَلَّفَت

لَهُ جِثَّةٌ يُرضي بِها العَينَ صالِبُه

تَعَجَّلَ عَنهُ رَأسُهُ وَتَخَلَّفَت

لِطَيَّتِها أَوصالُهُ وَمَناكِبُه

فَأَصبَحَ مَنصوباً عَلى الناسِ يُفتَدى

بِآباءِ مَن أَوفى عَلى الناسِ ناصِبُه

يُجاهِمُ رائيهِ بِإِطراقِ عابِسٍ

شَهِيِّ إِلَيهِم سُخطُهُ وَتَغاضُبُه

يُنَكِّبُ في إِشرافِهِ وَهوَ آزِمٌ

أُزومَ الخَليعِ اِزوَرَّ عَمَّن يُعاتِبُه

فَلَم يَبقَ في الآفاقِ خالِعُ رِبقَةٍ

مِنَ الدينِ إِلّا فادِحاتٌ مَصائِبُه

جَبابِرَةُ الأَرضِ اِستَكانَت لِضَربَةِ

أَرَت قَيِّمَ النَهجِ الَّذي ذاقَ ناكِبُه

وَكانَ عَلى أَشرافِ كُلِّ ثَنِيَّةٍ

سَنا فِتنَةٍ يَدعو إِلى الغَيِّ ثاقِبُه

فَعادَ بَنو العَبّاسِ عَمِّ مُحَمَّدٍ

وَشاهِدُ عِزِّ الناسِ فيهِم وَغائِبُه

يَبيتونَ وَالسُلطانُ شاكٍ سِلاحُهُ

بِعَقوَتِهِم وَالمَوتُ سودٌ ذَوائِبُه

فَيا ناصِرَ الإِسلامِ لَو أَنَّ ناصِراً

يُرافِدُهُ في حِفظِهِ وَيُناوِبُه

كَفَيتَ أَميرَ المُؤمِنينَ وَقَبلَها

كَفَيتَ أَخاهُ الصَدعَ يُعوِزُ شاعِبُه

وَما زِلتَ مَندوباً لِرَأسِ ضَلالَةٍ

تُناصيهِ أَو مَنحولِ مُلكٍ تُحارِبُه

أَخَذتَ بِوِترِ الدينِ مَثنى وَظُفِّرَت

يَداكَ فَلَم يُفلِت عَدُوٌّ تُطالِبُه

وَقَد يُحرَمُ المَوتورُ إِمّا تَعَزَّزَت

عِداهُ وَإِمّا فاتَ في الأَرضِ هارِبُه

مَشارِقُ مُلكٍ صَحَّ بِالسَيفِ قُطرُها

فَلَم يَبقَ إِلّا أَن تَصِحَّ مَغارِبُه

وَإِنَّ أَبا العَبّاسِ مَن تَمَّ رَأيُهُ

وَمَن شُهِرَت أَيّامُهُ وَمَناقِبُه

يُريناكَ لا نَرتابُ فيكَ إِذا بَدا

يُؤَدّيكَ نَصّاً نَجرُهُ وَضَرائِبُه

وَقَد شَحَذَت مِنهُ حَداثَةَ سِنِّهِ

شَهامَةُ غِطريفٍ حِدادٍ مَخالِبُه

إِذا المَرءُ لَم تَبدَهكَ بِالحَزمِ كُلِّهِ

قَريحَتُهُ لَم تُغنِ عَنكَ تَجارِبُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة مع الدهر ظلم ليس يقلع راتبه

قصيدة مع الدهر ظلم ليس يقلع راتبه لـ البحتري وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي