مقامك في الزوراء غير حميد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مقامك في الزوراء غير حميد لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة مقامك في الزوراء غير حميد لـ جميل صدقي الزهاوي

مَقامك في الزوراء غير حَميدِ

وَلينك للأعداء غير مفيدِ

وَظنك حسناً باللَيالي سفاهة

وَرأيك في الأيام غير سَديد

سأَرحل عَن بغداد رحلة عائفٍ

فَقَد طالَ في دار الهوان قعودي

وأخرج من آلي وَمالي وَموطني

وَما كانَ لي من طارف وَتَليد

وَلَم أَر في عمري كَبَغداد منزلاً

به العلم لا يجزى بغير جحود

رَأَيت بها بؤساً وَشاهدت نعمة

فَلَم أسترح من شامت وَحَسود

وَكافحت أَياماً بها وَليالياً

تكرّان من بيض هناك وَسود

وَعشت فَلَم يرغد ليَ العيش عندها

وَما خير عيش لَم يكن بِرَغيد

بِبَغداد ناس راشدون بعلمهم

وَقوم من الجهال غير رَشيد

شباب مريد للتعلم ناهض

وَشيب لنور الشمس غير مريد

وَقوم كرام ساءهم وَشك فرقتي

وَقوم تمنوا أَن يَزول وجودي

هُمُ القَوم ما إِن يَبتَغون لما بهم

من الكسل المَذموم غير قعود

بعصر به الأقوام تنشط للعلى

أَرى البعض لا يَزداد غير جمود

صعاليك سادوا ثم سيدوا بجهلهم

فأذمم بهم من سائد وَمسود

لَقَد عشتُ بين القوم ستين حجةً

وَلَم أَكُ في يوم بها بِسَعيد

أُشاهد غرباناً بأوكار أَنسرٍ

وَأَلقى ذئاباً في عرين أسود

هجودٌ عَن الحسنى فَما أن يرونها

وأَما عَن السوءى فَغير هجود

وَلَيسَ الَّذي في القوم من عنجهية

سوى إِرث آباء لهم وجدود

إذا كانَ مشي المغمضين إلى الردى

وَئيداً فَمَشيُ القوم غير وَئيد

غداً ينظرون الشر عريان كاشراً

وَلَيسَ غدٌ عَن ناظر بِبَعيد

ذممت من الأيام فقدان عدلها

وَما أَكثرت من سادة وَعَبيد

وأما طَريق الذام فهو إذا بَدا

لِنَفسي محيد عنه أَيّ محيد

وآليت أن لا أَستَكين لمن عتوا

وإن قطعوا بالسيف حبل وَريدي

حييت فَحَقي أَن أُلاقيَ مصرعي

فَما عدمي إلا نتاج وجودي

وإني كَغَيري لست في الأرض خالداً

وإني وإن طال الزَمان لمودي

دَعاني إلى حزب الخنوع رئيسُهُ

وأَكثرَ من وعدٍ له وَوَعيد

فَقلت له أنذر سواي فإنما

وَعيدك مَهما زدت غير مفيد

وإن زَعيم القوم لَيسَ يغرهم

وَلا هُوَ يجزي فضلهم بكنود

تجسس من بعد الزَعامة للعدى

وَما كانَ منهم أَجره بِزَهيد

بنت حدسَها في الشرق وَالغرب ساسةٌ

عَلى نظر فيما يَكون بَعيد

ولكنَّ قَومي فوضوا الأمر كله

إلى قدرٍ من ربِّهم وَجدود

وَثاروا بإغراء العَميد فخانهم

فَكان عَميد القوم غير عَميد

لَقَد خمد الثوار بعد شبوبهم

وَقَد لا تشب النار بعد خمود

قليتك من دار بها الجهل شائع

ومن بلد بين البلاد بَليد

هنالك ناس يمقتون قصائدي

وَتمقتهم طراً كذاك قصيدي

وَكَم درر لي في القَريض نظمتها

فَكانَت بجيد الدهر مثل عقود

وَكَم حكمة فيها بلاغ أذعتها

بِقافية ملء البلاد شرود

يَذمون شعراً لا يقلد غيره

أُولئك أَعداء لكل جَديد

وَلا يحمدون الشعر إلا مكبلاً

بسلسلةٍ يأذى بها وَقيود

وَفي الحق أَن لا يقرب الشعرَ قائلٌ

إذا لَم يكن في شعره بمجيد

يَموت إِذا لَم يُشجِ شعرٌ بشدوِهِ

وَيَحيا إذا أَشجى حَياة خلود

إذا طابق الشعر الحَقيقة لَم يكن

بِذي حاجة في صدقه لشهود

لَقَد أَنشدت بالأمس شعراً حمامة

عَلى فننٍ غضٍّ فقلت أَعيدي

صبرت عَلى ليلي وَقَد جن راجياً

صباحاً وعلّ الصبح غير بَعيد

إلى أَن رأَيت اللَيل يرفع بيته

أَخيراً عَلى صبح بدا كَعَمود

ستبعث هبات النَسيم مسرتي

وَيجمع نور الشمس شمل سعودي

وأَشرب ماء النيل من بعد دجلة

فيخضر في مصر الجديدة عودي

متى ما أَجئ مصر الفتاة فإنني

سآوي إِلى ركن هناك شَديد

شرح ومعاني كلمات قصيدة مقامك في الزوراء غير حميد

قصيدة مقامك في الزوراء غير حميد لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي