مقامك لا يدانيه مقام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مقامك لا يدانيه مقام لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة مقامك لا يدانيه مقام لـ أحمد تقي الدين

مَقامُكَ لا يُدانيه مقامُ

وشأوُك في المعارف لا يُرامُ

كأن المجدَ في لبنانَ طِرفٌ

تُزجّيه وفي يدك الزِّمام

حكمتَ الشوفَ للإنصاف فينا

وعدلُك في النفوس له احتكام

فبدَّد للتحزّب كلَّ شمل

تُشاد له المضارب والخيام

وكنْ للكلّ في حِلم وعدل

فأنت الكلُّ ليس به انقسام

وكان المصطفى في الشوف يحمي

حِماه والزمان له غُلام

وكان به النسيبُ أعزَّ ليثٍ

ومنه لكلِّ عادية سِهام

فحلّ عرينَه أَسَدٌ هصور

لوقع زئيره تعنو الأَنام

هو ابنُ جَلا وطلاَّع الثنايا

وعِمّتُه ملآثرُه العِظام

فسل حورانَ كم من مُعضلات

تُرجِّعُ حلَّ عُقدتِها الشآم

وسل لبنانَ كم من مُشكلات

لعُروتها بصارمه الفِصام

يذودُ عن الذّمار بسيف عزمٍ

له من دولة الحق اْعتزام

ويحمي حوزةَ الوطن المفدّى

بمرقمه وأَحرفُه الضِّرام

فيا رجلَ البلاد وأنت فيها

تنوخيٌّ إذا انتسب الكرامُ

إليكَ تَحجُّ أبكارُ القوافي

كأنكَ للنُّهى البيتُ الحَرامَ

وإنكَ خيرُ من يرعى ذِماماً

وخيرُ الناسِ من لهمُ ذِمام

سيوفُ عِداكَ في الأَغماد تنبو

وسيفُ عُلاكَ ليس له انثلام

عَشقنا الصدقَ غيرَ ملّوناتٍ

ظواهرُنا وفي الصّدق المَرامُ

وصُنّا عن مغايرة المبادي

نفوساً بالثبات لها غَرام

ولم تَردِ الجيادُ بنا هواناً

ويثَنيها عن الورِد اللِّجام

سكنّا للكرى ليلاً ولّما

دعانا الفجرً غادرناالمَنام

وإنكَ مَورِدٌ عذبٌ إذا ما

غشيناه يصادُمنا الزِّحام

ولستَ بزائدٍ في الناس مثوى

مطّيتُه التحدثُ والكلام

ولا مستسمناً وَرَماً بقوم

تمشَّى في عُروقهمِ السَّقام

ولا متنكِّباً للحق سُبْلاً

ونجَعتُك العدالةُ والوئام

وإنك آيةٌ أُنزِلتَ عفواً

على وطن يُسام به الهُمام

فيا وطني وأنتَ عرينُ أُسْدٍ

أَحبُّ لها من الذلّ الحِمامُ

فدًى لك في المواقع كلُّ نفس

بنيل المَكرُمات لها هُيام

فحتّامَ التخاذلُ والتجافي

وليس لروح جامعةٍ قِوام

وأَهلُ البيت ما نفضوا غُباراً

ليغشاهم كأنهمُ نِيام

وإنّا معشرَ الأَوطانِ قوم

رضِعنا العزَّ والعُليا فِطام

فلم يُخفضْ لموطننا جَناحٌ

ولم يوطأ لهمّتِنا سَنام

صاغَ الهوى بين الجفون عُقودا

فتناثرتْ فوقَ الخدودِ وُرودا

وهمتْ تبرّدُ في الحَشا جمرَ النوى

فازدادَ بالماءِ اللهيبُ وقودا

هي مُقلتي نصبَ الجوى شَركاً لها

فتكسّرتْ أجفانُها تَسهيدا

ما زارها طيفُ الأَحبةِ طارقاً

إلا وزار من الجفونِ همودا

يا ليلُ طل فقد استويت مع الضحى

في عينِ من يُحيي الدجى معمودا

دنفٌ يقلبّهُ السهادُ على الغضا

فيذيبُ فيه ما أستطاعَ جُمودا

لولا أشتعالُ النارِ في أحشائهِ

ما كنتَ تعرفُ للمحبةِ عُودا

ويفتُّ في عَضُدي البعادُ وليته

يبقي لجسمي في اللقاء وجودا

فأَعوذ من وجد يذيب حُشاشتي

فكأّنه حسدٌ يذيب حَسودا

ومهفهفٍ لعب الغرامُ بعطفهِ

فجنى على وَجناتهِ توريدا

وجنى على القلبِ الخليّ بحبهِ

فحسبتُ شُركي في الهوى توحيدا

وجعلته في مهجتي مَلْكاً يرى

روحي وطرفي والفؤادَ عبيدا

طلبَ النزالَ إلى فؤادي في الهَوى

وغدا يُجنّدُ باللحاظِ جنودا

وأّراشَ سهمَ الحتفِ عن قوس الجفا

ورمى به قلبي فراحَ شهيدا

لا عيشَ إلاَّ للخليِّ فؤادُهُ

فاْربأْ بنفسك أن تعيش عميدا

وإذا عشقتَ فلا تغرَّك طلعةٌ

كالبدر إنْ سفرتْ تذلّ أُسودا

واعشقْ جمال النفس فيمنْ قلبُهُ

رضعَ الجمالَ مع الكمال وليدا

فنشا على حبّ النُّهى فكأّنَّهُ

ورث المكارمَ طارفاً وتليدا

يُروي الأنام بعلمهِ وبجودهِ

فكأَنَّهُ سيلٌ تدفّق جودا

ويُديرُ من عذب الحديثِ سُلافةً

ضاهت بخفةِ روحها العُنقودا

يا من أسرتَ من اللغات شوارداً

ورفعت للشعر الجديد بُنودا

وسللت من غمد البلاغة باتراً

يفري بضرب بيانه التعقيدا

ونثرت سلكَ النيرات فصغتها

بعقودِ شعرك لؤلؤاً منضودا

وملكتَ ما بين الجوانح مهجةً

جعلتْ لك القلبَ الخَفوق مَسودا

فكفى بأن يبني بمدحك مِرقمي

بيتاً أراه في ثناك وطيدا

فاْعطف عليه من بيانك جانباً

واْلبِسهُ من وشيِ البديع برودا

واْنظمْ لنا السحرَ الحلالَ به فقدْ

صاغ الهوى بينَ الجُفونِ عُقوداَ

شرح ومعاني كلمات قصيدة مقامك لا يدانيه مقام

قصيدة مقامك لا يدانيه مقام لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها تسعة و خمسون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي