مقامك مرفوع على عمد السعد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مقامك مرفوع على عمد السعد لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة مقامك مرفوع على عمد السعد لـ لسان الدين بن الخطيب

مَقامُكَ مرْفوعٌ على عَمَدِ السّعْدِ

وحمْدُكَ مسْطورٌ على صُحُفِ المجْدِ

وحُبُّكَ أشْهى في القُلوبِ منَ المُنى

وذِكْرُكَ أحْلى في الشِّفاهِ منَ الشّهْدِ

كرُمْتَ إلى أنْ كادَ يَسْألُكَ الحَيا

وصُلْتَ إلى أنْ هابَكَ السّيْفُ في الغِمْدِ

وجَمَّعَ فيكَ اللّهُ مُفْتَرِقَ العُلى

وشتّى المَعاني الغُرِّ في عَلَمٍ فَرْدِ

وأحْيَيْتَ آثارَ الخَلائِفِ سابِقاً

جِيادَ المَدى فِيما تُعيدُ وما تُبْدي

ولا مِثْلَ شَفّافِ الضِّياءِ بَنَيْتَهُ

على الطّائِرِ الميْمونِ والطّالِع السّعْدِ

توشّحَ منْ زُهْرِ النّجومِ قِلادَةً

ومنْ قَلَقِ الإصْباحِ أصْبَحَ في بُرْدِ

مَقامُ النّدى والبأسِ والعدْلِ والتّقى

ومُسْتَوْدَعُ العَلْياءِ والشّرَفِ العِدِّ

دَحَيْتَ من الزُّلِّيجِ صفْحَةَ أرْضِهِ

بلَوْنَيْنِ مُبْيَضِّ الأديمِ ومُسْوَدِّ

كَما رُقِمَ الكافورُ بالمِسْكِ والتَقَتْ

ذَوائِبُ منْ شَعْرٍ أثِيثٍ على خدِّ

وأرْسَلْتَ فيها جَدْوَلَ الماءِ سائِلاً

كما سُلّ مَصْقولُ الغِرارَيْنِ منْ غِمْدِ

تقابَلَ بَيْتاهُ وقد أبْرزَتْهُما

منَ الدِّينِ والدُّنْيا عُلاكَ على حَدِّ

فألْبَسْتَ هذا حُلّةَ المُلْكِ والغِنى

وألْبَسْتَ هذا شَمْلَةَ النُّسْكِ والزُّهْدِ

وكَمْ عِبْرَةٍ أبْدَيْتَ تلْعَبُ بالنُّهى

فتَنْحَرِفُ الأذْهانُ منّا عنِ القَصْدِ

فكمْ غادَةٍ تخْتالُ تحتَ منصَّةٍ

مُعَصْفَرَةِ السِّرْبالِ مصْقولَةِ الخَدِّ

منَ الصُّفْرِ إلا أنّها عرَبيّةٌ

إذا اجْتُلِيَتْ فيها سِماتُ بَني سَعْدِ

حبَتْها دمَشْقُ الشّامِ كلَّ زُجاجَة

أرَقّ منَ الشّكْوى وأصْفى منَ الوُدِّ

رأيْنا بِها كُرْسيَّ كِسْرَى وتاجَهُ

نُلاحِظُهُ عَيْناً على قِدَمِ العَهْدِ

وكمْ رامِحٍ للفُرْسِ فيها ونابِلٍ

وراحٍ نُعاطِيها مُهَفْهَفَةَ القَدِّ

ومِنْ سُرُرٍ مَرْفوعَةٍ وأرائِكٍ

كما رقَمَتْ أيْدي الغَمامِ صَبا نَجْدِ

يُذكِّرُ مَرآها قُلوبَ أولِي النُّهى

بما وُعِدَ الأبْرارُ في جنّةِ الخُلْدِ

حَدائِقُ دِيباجٍ سَقَتْها منَ الحَيا

سَحائِبُ أفْكارٍ مهنّأةِ الوِرْدِ

فَما شِئْتَهُ منْ نَرْجِسٍ وبنَفْسَجٍ

وآسٍ وسُوسانٍ نَضيرٍ ومنْ وَرْدِ

وهَبّتْ رِياحُ النّصْرِ في جَنَباتِها

فأنشأنَ سُحْبَ العَنْبَرِ الوَرْدِ والنَّدِّ

مَطارِدُ فُرْسانٍ ومَجْرَى سَوابِحٍ

ومَكْنِسُ غِزْلان وغابَةُ ذي لِبْدِ

تكنّفَها عدْلُ الخليفَةِ يوسُفٍ

فترْعَى الظِّباءُ العُفْرُ فيها معَ الأُسْدِ

إمامُ هُدىً منْ آلِ سَعْدٍ نِجارهُ

ونَصْرُ الهُدى مِيراثُهُ لبَني سَعْدِ

مآثِرُهُ تلْتاحُ في أفُقِ العُلى

وآثارُهُ تسْتَنُّ في سُنَنِ الرُّشْدِ

فتُلْحَظُ منْ أنْوارِهِ سورَةُ الضُّحى

وتُحْفَظُ منْ آثارِهِ سورَةُ الحَمْدِ

منَ النَّفَرِ الوُضّاحِ والسّادةِ الأُلى

يُغيثونَ في الجُلّى ويوفونَ بالعَهْدِ

إذا حدّثوا تَرْوي الرّواةُ حَديثَهُمْ

عنِ الأسْمَرِ الخَطّيّ والأبيَضِ الهِنْدي

أَناصِرَ دين اللهِ وابْنَ نَصيرِهِ

على حينَ لا يُغْني نَصيرٌ ولا يُجْدي

طَلَعْتَ على الدُّنيا بأيْمَنِ غُرّةٍ

أضاءَ بِها نورُ السّعادَةِ في المَهْدِ

وكمْ رصَدَتْ منّا العُيونُ طُلوعَها

فحُقِّقَ نصْرُ اللهِ في ذلكَ الرّصْدِ

وقَتْ بَيْتَكَ المعْمورَ منْ كلِّ حادِثٍ

عِنايَةُ مَنْ يُغْني عنِ الآلِ والجُنْدِ

تهنّأ بهِ الأيّامَ دانِيَةَ الجَنى

وصافِحْ بهِ الآمالَ منْظومَةَ العِقْدِ

ودونَكَها منْ بَحْرِ فِكْري جَواهِرا

تُقَلَّدُ في نَحْرٍ وتُنْظَمُ في عِقْدِ

يَقومُ بآفاقِ البِلادِ خَطيبُها

يُتَرْجِمُ عنْ حُبّي ويُخْبِرُ عنْ وُدّي

ركَضْتُ لَها خيْلَ البَديهَةِ جاهِداً

وأسْمَعْتُ آذانَ المَعالي على بُعْدِ

فجاءَتْ وفي ألْفاظِها لَفَفُ الكَرى

سِراعاً وفي أجْفانِها سِنَةُ السُّهْدِ

تَقولُ رُواةُ الشِّعْرِ عنْدَ سَماعِها

تُرَى هلْ لِهذا النّدِّ في الأرضِ من نِدِّ

رَعى اللهُ قُطْراً أطْلَعَتْكَ سَماؤُهُ

وبورِكَ في مَوْلىً كريمٍ وفِي عبْدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة مقامك مرفوع على عمد السعد

قصيدة مقامك مرفوع على عمد السعد لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي