مقام الشام أيم الله سام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مقام الشام أيم الله سام لـ المطران جرمانوس

اقتباس من قصيدة مقام الشام أيم الله سام لـ المطران جرمانوس

مَقام الشام أَيمُ اللَهِ سامِ

بحبر مرتجىً مِن عَهدِ سامِ

فَما برحت عَلى وَجدٍ تراعي

سَنا مرآه عاماً تلوَ عامِ

فكم مِن سائِدٍ بِالمَجدِ فيها

وَلَم يَسكن فؤاد المَستهامِ

وَكَم دار السرور عَلى بَنيها

وَلَم يُغنِ النَديمَ عَن المُدامِ

وَلا قرَّت لَها عَينٌ بعين

وَلا طابَت مواردها لظامِ

تَصاعدَ العلا مِنها دعاءٌ

يُسابقُ عزمهُ رشق السهامِ

فاعطى اللَه للارواح روحاً

بنعمتِهِ وَرَأباً للعظامِ

عَلَيهِ مَواهب الروح استقرَّت

وَتلكَ مَواهِبٌ مُنذ الفِطامِ

مَواهب توجت حبراً فحلَّت

حُلول الشَمس في أَسمى مَقامِ

بمهدِ العلمِ ربتهُ المَعالي

فَكانَ لآلها مَهدي السَلامِ

كَم مِن فوادٍ سَباهُ في مَفاخِرهِ

فَعادَ يَثني عَلى أَسنى مَآثرِهِ

يُترجمُ عَن لُغات الناس طرّاً

كَما في قصَّة الرُسل الهِمامِ

كَأَن قَد كانَ في صَهيون لَمّا

رَووا مِن فَيضِ ذيّاك الإِمامِ

اِنارةُ وَجهِهِ بِخطابِ شعبٍ

كَموسى يَوم بان مِن الغَمامِ

تَذوبُ بوعظِهِ الالبابُ وَجداً

إِلى غاياتِها وَالطَرف هامِ

فَابلغُ كاتبٍ بِبَديعٍ مَعنىً

وَانصحُ خاطبٍ عَذب الكَلامِ

بِهِ طابَت خُلاصةُ كُلِّ فَنٍّ

كَشهد النَحل في برِّ الشآمِ

فَسُبحان الَّذي يولي لِفَردٍ

جَميع المُكرمات بِلا اِنقِسامِ

فَما مِن سائِلٍ فَتواهُ إِلّا

تَلَّقاهُ بِلُطفٍ وَابتِسامِ

وَلا ردٌّ عَلى ما قالَ إِلّا

بانَّ القَولَ ما قالَت حذامِ

دمشقُ لَكِ السَلام فَلا تَخافي

ظفرتِ بنعمةِ المَولى الهُمامِ

وَخَلَّدَ مُلَكهُ ما لاحَ صبحٌ

وَغَرَّدَتِ الحَمائِمُ فوقَ عودِ

حَتّى غَدا الكُل في وَجدٍ لِرويتِه

حَظيتِ بخيرِ راعٍ مستعدٍّ

لِبَذلِ النَفس دُونكِ في المَهامِ

لَهُ عَينُ اليَمامَةِ في بعادٍ

وَفي قرب لَهُ قَلب الحَمامِ

لَهُ في الشَرق وَالغَرب اِنتِسابٌ

لاصلٍ فَضلُهُ كَالارزِ نامِ

كَريم الوالدينِ كَريم خالٍ

حَلا لي ذكرهُ بَينَ الكِرامِ

مَآثرهُ نَمَت في كُلِّ نادٍ

وَرتبتهُ سَمَت بَينَ الانامِ

لَقَد اَتتِ السِيادةُ تَبتَغيهِ

وَلَم يَبغِ السِيادة عَن هِيامِ

فَنالَت مَا تَمَّنت فاستكَنَّت

بنعمةِ رَبِها السامي المَقامِ

كَماءِ المزن يروي كل صادٍ

وَيَشفي الواردين مِن السقامِ

وَغرَّق قَوم نوحٍ حينَ طافوا

بفحش صنيعهم بحر الاثامِ

تَرى مِنهُ الاوامر وَالنَواهي

كَماضي الشفرتينِ بِلا انثلامِ

راعي النُفوس التقى بِاللَيثِ مبتهجا

طلق المحَيّا كَوجه الصُبح مُنبَلِجا

عَلى مِن طاعهُ يَحنو كَأُمٍ

وَللعاصي احدُّ من الحُسامِ

تقرظهُ المَشارق عَن سُرورٍ

وَتهديهِ الفَرائض باحترامِ

وَتتحفهُ المَغارب عن سَخاءٍ

كَبحرٍ جادَ بالتحفِ العِظامِ

فَلا تلكَ القَلائد دونَ جيدٍ

وَلا تي رميةٌ مِن غَير رامِ

فَلا زالَت منازِلهُ المَعالي

وَلا زِلنا نكرّرُ للدوامِ

مَقالة نعمَتي تَكفيك ارّخ

بِطالع نعمَتي حُسنَ الخِتامِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة مقام الشام أيم الله سام

قصيدة مقام الشام أيم الله سام لـ المطران جرمانوس وعدد أبياتها أربعون.

عن المطران جرمانوس

المطران جرمانوس

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي