ملامك إنه عهد قريب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ملامك إنه عهد قريب لـ البحتري

اقتباس من قصيدة ملامك إنه عهد قريب لـ البحتري

مَلامَكَ إِنَّهُ عَهدٌ قَريبُ

وَرُزءٌ ما عَفَت مِنهُ النُدوبُ

تُعَلِّلُني أَضاليلُ الأَماني

بِعَيشٍ بَعدَ قَيصَرَ لا يَطيبُ

تَوَلّى العَيشُ إِذ وَلّى التَصابي

وَماتَ الحُبُّ إِذ ماتَ الحَبيبُ

نَصيبي كانَ مِن دُنيايَ وَلّى

فَلا الدُنيا تُحَسُّ وَلا النَصيبُ

ضَجيعُ مُسَنَّدينَ بِكَفرِ توثى

خُفوتاً مِثلَ ما خَفَتَ الشُروبُ

هُجودٌ لَم يَسَل بِهِمِ حَفِيٌّ

وَلَم تُقلَب لِضَجعَتِهِم جُنوبُ

تُغَلَّقُ دورَهُم عَنهُم عِشاءً

وَقَد عَزّوا بِها زَمَناً وَهيبوا

تُقِضُّ أَضالِعي أَنفاسُ وَجدٍ

لِمُختَضَرٍ كَما اِختُضِرَ القَضيبُ

أُرَثّيهِ وَلَو صَدَقَ اِختِياري

لَكانَ مَكانَ مَرثِيَتي النَسيبُ

وَكُنتُ وَتُربُهُم يُحثى عَلَيهِم

كَنِضوِ الداءِ آيَسَهُ الطَبيبُ

كَفى حَزَناً بِأَنَّ الحُزنَ يَخبو

ذَكِيُّ الجَمرِ عَنهُ وَاللَهيبُ

أَأَنسى مَن يُذَكِّرُنيهِ أَلّا

نَديدَ يَنوبُ عَنهُ وَلا ضَريبُ

وَأَترُكُ لِلثَرى مَن كُنتُ أَخشى

عَلَيهِ العَينَ تومِئُ أَو تَريبُ

وَأَصفَحُ لِلبَلى عَن ضَوءِ وَجهٍ

غَنيتُ يَروعُني مِنهُ الشُحوبُ

وَمِن حَقِّ الأَحِبَّةِ لَو أَجَنَّت

رَمائِمَها الجَوانِحُ وَالقُلوبُ

سَقى اللَهُ الجَزيرَةَ لا لِشَيءٍ

سِوى أَن يَرتَوي ذاكَ القَليبُ

مُلَطٌّ بِالطَريقِ وَلَيسَ يُصغي

لِأَنجِيَةِ الطَريقِ وَلا يُجيبُ

تَعودُ الباكِياتُ مُجاوِريهِ

وَيُزوى النَوحُ عَنهُ وَالنَحيبُ

وَأَيُّهُمُ يُعيرُ عَلَيكَ دَمعاً

وَآلِسُ دونَ أَهلِكَ وَالدُروبُ

وَما كانَت لِتَبعُدَ عَنكَ عَينٌ

سَفوحُ الدَمعِ لَو أَنّي قَريبُ

يُرينيكَ المُنى خَلساً وَأَنّى

بِرُؤيَةِ مَن تُغَيِّبُهُ الغُيوبُ

وَكَيفَ يَؤوبُ مَن تُمضي المَنايا

وَقَد يَمضي الشَبابُ فَما يَؤوبُ

أُلامُ إِذا ذَكَرتُكَ فَاِستَهَلَّت

غُروبُ العَينِ تَتبَعُها الغُروبُ

وَلَو أَنَّ الجِبالَ فَقَدنَ إِلفاً

لَأَوشَكَ جامِدٌ مِنها يَذوبُ

لَعَمري إِنَّ دَهراً غالَ إِلفي

وَمالي لِلخَؤونُ لَنا الشَعوبُ

فَإِن سِتٌّ وَسُتّونَ اِستَقَلَّت

فَلا كَرَّت بِرَجعَتِها الخُطوبُ

لَقَد سَرَّ الأَعادي فِيَّ أَنّي

بِرَأسِ العَينِ مَحزونٌ كَئيبُ

وَأَنّي اليَومَ عَن وَطَني شَريدٌ

بِلا جُرمٍ وَمِن مالي حَريبُ

تَعاظَمَتِ الحَوادِثُ حَولَ حَظّي

وَشُبَّت دونَ بُغيَتِيَ الحُروبُ

عَلى حينِ اِستَتَمَّ الوَهنُ عَظمي

وَأُعطِيَ فِيَّ ما اِحتَكَمَ المَشيبُ

وَقَد يَرِدُ المَناهِلَ مَن يُحَلّا

عَلى ظَمَإٍ وَيَغنَمُ مَن يَخيبُ

وَأَيسَرُ فائِتٍ خَلَفاً سَريعاً

رِقابُ المالِ يُرزَؤُها الكَسوبُ

فَمَن ذا يَسأَلُ البَجَلِيَّ عَمّا

يَذُمُّ مِنَ اِختِياري أَو يَعيبُ

يُعَنِّفُني عَلى بَغَتاتِ عَزمي

وَكُنتُ وَلا يُعَنِّفُني الأَريبُ

وَقَد أَكدى الصَوابُ عَلَيَّ حَتّى

وَدِدتُ بِأَنَّ شانِيَّ المُصيبُ

لَعَلَّ أَخاكَ يَرقُبُ هَل تُطاطي

لَهُ مِنّي النَوائِبُ إِذ تَنوبُ

فَأَينَ النَفسُ ذاتُ الفَضلِ عَمّا

تَسَكَّعُ فيهِ وَالصَدرُ الرَحيبُ

فَأَولى لِلظَلومِ لَوَ أَنَّ نَفسي

بِشَيءٍ مِن مَوَدَّتِهِ تَطيبُ

أَيَغضَبُ أَن يُعاتَبَ بِالقَوافي

وَفيها المَجدُ وَالحَسَبُ الحَسيبُ

وَكَم مِن آمِلٍ هَجوي لِيَحظى

بِذِكرٍ مِنهُ يَصعَدُ أَو يَصوبُ

فَكَيفَ بِسُيَّرٍ مُتنَخَلّاتٍ

تَجوبُ مِنَ التَنائِفِ ما تَجوبُ

يُنافِسُ سامِعٌ فيها أَباهُ

إِذا جَعَلَت بِسُؤدُدِهِ تُهيبُ

بَلَغنَ الأَرضَ لَم يَلغُبنَ فيها

وَبَعضُ الشِعرِ يُدرِكُهُ اللُغوبُ

فَإِلّا تُحسَبِ الحَسَناتُ مِنّا

لِصاحِبِها فَلا تُحصَ الذُنوبُ

أَتوبُ مِنَ الإِساءَةِ إِن أَلَمَّت

وَأَعرِفُ مَن يُسيءُ وَلا يَتوبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ملامك إنه عهد قريب

قصيدة ملامك إنه عهد قريب لـ البحتري وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي