ملامك في الهوى أذكى غليلي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ملامك في الهوى أذكى غليلي لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة ملامك في الهوى أذكى غليلي لـ السري الرفاء

مَلامُك في الهَوى أذكَى غَليلي

وأَضرمَ لوعةَ الكَمَدِ الدَّخيلِ

أرى جَزَعي لبينهمُ جميلاً

فكيفَ أعوذُ بالصَّبرِ الجميلِ

نوىً خَلَعت عِذارَ الدَّمعِ حتَّى

لَقامَ بعُذرِنا عندَ العَذولِ

فراقٌ ما يُفتِّرُ من فريقٍ

يُطِلُّ دَمِي ودَمعِي في الطُّلولِ

وهَل يَخلُو الفُؤادُ من التَّصابي

إذا خَلَتِ الدِّيارُ من الخَليلِ

أعادَ لنا هَجيرَ الهَجرِ ظُلماً

وكنَّا للتَّواصُلِ في أصيلِ

وجالَ الطَّرفُ في عِطْفَيْ قضِيبٍ

يُؤَرِّقُهُ وسَالِفَتَيْ خَذُولِ

تَضِنُّ بجُلَّنارِ الخَدِّ خَوفاً

وتَبذُلُ نَرجِسَ الطَّرفِ الكَحِيلِ

وكم أهدَت إلى الأحشاءِ لما

تَهادَت في الغَلائلِ من غَلِيلِ

أغارُ إذا أذاعَ خَفِيَّ وَجدي

وأرَّقَني سنا بَرقٍ كَليلِ

وحلَّ عُقودَ دمعي في محلٍّ

كأنَّ نُحولَ مَعلَمِه نُحولي

كأنَّ يدَ الرّبابِ حَلت رُباه

من النُّوَّارِ في وَشيٍ صَقيلِ

إذا ابتسمَ الشقائقُ فيه صبحاً

تأوَّد من نسيمِ صِباً عليلِ

يُذكِّرني انحدارُ الطَّلِّ فيه

مَسِيلَ الدمعِ في الخَدِّ الأسِيلِ

عَلامَ أصُدُّ عن حَظٍّ جَزيل

وأقنَعُ بالقليلِ مِنَ القليلِ

وقد أَحيا السَّماحَ لنا ابنُ يَحْيَى

ونَوَّهَ باسمِه بَعدَ الخُمولِ

فتىً يَثني الثَّناءَ إليه مَجدٌ

يُقابِلُ آمليهِ بالقَبولِ

ونَشَّرَ من شمائلِ أرْيَحيٍّ

كما جرَتِ الشِّمالُ على الشَّمولِ

بَلَوْناهُ أجَلَّ الأزدِ قَدْراً

واسطاها على الحَدَثِ الجَليلِ

ولمَّا طابَ أصلاً طابَ فَرعاً

وطِيبُ الفَرعِ من طِيبِ الأصولِ

فإنْ يَفْخَرْ على الأكفاءِ يَوماً

فلِلغُرَر الفَخارُ على الحُجولِ

وَصَلْتُ به الرَّجاءَ فوَاصَلَتْني

سَجِيَّةُ ماجدٍ بَرٍّ وَصُولِ

فَمِنْ رَوْضٍ حَمَدتُ به مُرادي

ومن ظِلٍّ شكَرْتُ به مَقيلي

مَحَلٌّ تَرتَعُ الآمالُ فيه

مدى الأيَّامِ في ظِلٍّ ظَليلِ

وللخَطِّيِّ فيه طُولُ خَطْو

يُقَصِّرُ مُدَّةَ العُمْرِ الطَّويلِ

مَلَكْتَ أبا الحُسينِ جَزيلَ شُكْري

بما أَولَيْتَ من نَيْلٍ جَزيلِ

أطَلْتَ على الزَّمانِ يَدَيَّ حتَّى

سطَوْتُ عليه سَطوةَ مُستطيلِ

وكم صاحَبْتُ من أملٍ مُحالٍ

فأوقَفَني على طَلَلٍ مُحيلِ

أُؤمِّلُ مَعْشراً جَهِلُوا المَعالي

فضَلُّوا وَهْيَ واضحِةُ السَّبيلِ

فأيُّهُمُ انكفَتْ هِمَمي إليه

رَأتْ قُفْلاً فَجَدَّتْ في القُفُولِ

أَجودُ على الجَوادِ بِحُرِّ مَدْحي

وأَبخَلُ بالثَّناءِ على البَخيلِ

وآبى أن يُرى حَلْيُ امتداحي

على النَّابي الكَهامِ من النُّصولِ

أَتتْكَ يَجُولُ ماءُ الطَّبعِ فيها

مَجالَ الماءِ في السَّيفِ الصَّقيلِ

قوافٍ إن ثَنَتْ للمَرءِ عِطْفاً

ثَنَى الاعطافَ في بُرْدٍ جَميلِ

فلا تَحْفِلْ بِلَفْظٍ مُستَعارٍ

تُغَبُّ به ومَعنى مُستَحيلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ملامك في الهوى أذكى غليلي

قصيدة ملامك في الهوى أذكى غليلي لـ السري الرفاء وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي