ملقى السبيل (أبو العلاء المعري)/العينُ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

العينُ

العينُ

المرءُ خَدعَهُ المَطمَعُ، مَرأًىً في الزَّمَنِ وَمسمعٌ، كَمْ يَدْأَبُ الرَّجلُ وَيجمَعُ، خُلَّبُ وَمِيضٍ يَلمَعُ، والعينُ للحَذَرِ تدمعُ، والسُّحبُ بالأقضِيةِ هُمَّعٌ، وفي الآخِرةِ يكونُ المجمَعُ.

شعر

غَرَّكَ مَا يَخْدعُ مِنْ زُخرَفِ

دُّنيا فَزَادَ الحِرصُ والمَطمَعُ

عَلِمتَ أنَّ الدَّهر في صَرفهِ

مُفرِّقٌ عَنكَ الذي تَجمَعُ

سَمِعْتَ بالخَطبِ وعَايَنْتَ

كفَّكَ ما تُبصِرُ أو تَسمعُ

يَدمعُ جَفناكَ علَى زائلٍ

والعينُ للرَّهبةِ لا تدمعُ

كَمْ أَومَضَ البارقُ في

فأُلفِيَ الكاذبَ إذْ يَلْمعُ

سُحبٌ تَجلَّى خَالياً دَجنُهَا

عَنْكُمْ، وسحبٌ بَعدَهَا هُمَّعُ

البطليوسيّ: ( وقال أيضاً - يعني أبا العلاء -:غرّك ما تجمع من زينة الدنيا. . . . . . . . :الرهبة: الخوف.يقول: تبكي على نعيم الدنيا الزائل، ولا تدمع عيناك من خوف الله تعالى، وخوف ما تصير إليه من الأَجَل. والإيماضُ والوَمْضُ والوَميضُ: لَمعَان البرق.والبارق هاهنا: البرق بعينه.والعارض: السحاب المعترض في الأفق.وسُحْب: جمع سحاب، وسَحاب: جمع سحابة.وتَجلَّى: تكشّف.والدَّجن: الغيم الذي يلبس السماء.والهُمَّع: السائلة المُمطرة، يقال: هَمَع المطرُ يَهمَعُ.وضَرَبَ لمعانَ البرق الكاذب وتجلِّي السحاب مثلاً لما يغترّ به الإنسان من نعيم الدنيا الذّاهب. وقوله: وسُحْبٌ بعدها هُمّعُ يحتمل معنيين ؛ أحدهما: أن يريد أنك تُؤَمِّل آمالاً تكذبُك تارة، وتَصدُقُكَ تارة.والثاني: أن يريد أنها تحْرمك وتمطر غيرك ).

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي