ملقى السبيل (أبو العلاء المعري)/القافُ

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

القافُ

القافُ

قلبُكَ مُعنًّى يخفقُ، يَخَافُ مِن عاجِلتِكَ وَيُشفِقُ وَبارِئُك هُوَ الموفِّقُ، أَصبحتَ مِنْ عُمرِك تُنِفقُ، تُرَقِّع العُذرَ أو تُلفِّقُ وأنتَ في مطلبِكَ مُخفِقٌ، يَطُولُ تعبُكَ فَهَل تَرتفِقُ.

شعر

إن خَفقَ البارِقُ في عَارض

فالقلبُ مِن رَوعَتهِ يخفقُ

تأسفُ إن أنفقتَ مَالاً وَلا

تأسفُ مِن عُمركَ إِذْ تُنفِقُ

تَظَلُّ مِن فقدِ الغنَى مُشفقاً

وَمِنْ قَبيح الإثمِ لا تُشفِقُ

مُرتَفقاً في وَطَنٍ خَافِضاً

تُسألُ مَا هانَ فَلا تُرفِقُ

يَعودُ مِنْ غيمِكَ مَنْ شامهُ

وَهو شديدٌ ظَمؤهُ مُخفِقُ

البطليوسيّ: وقال أيضاً - يعني أبا العلاء -:إنْ خَفَق البارقُ في عارضٍ. . . . . الخُفوق: الاضطراب.والبارق في هذا الموضع: البرق بعينه.وقد يكون البارق في موضع آخر: السحاب الذي فيه البرق.والعارض: السحاب يعترض في الأفق.والرّوع: الفزع.والأسف: الحزن.وهذا نحوٌ من قول النابغة الجعديّ:

يَقُولُ لِمَنْ يَلحاهُ في بَذلِ مَالهِ

أأُنفِقُ سَاعَاتي وَأمْسِكُ ماليا

تَظَلًّ مِن فقدِ الغنَى مُشفقاً. . . . . . المرتفق: المتكئ.والخافض: الوادع الساكن.وتُرفِق: تَهب وتُعطي يقال: أرفقته إرفاقاً.والغيم: السحاب الرقيق.والشَّيم: النظر إلى السحاب الذي فيه البرق.والظِّمءُ - بكسر الظاء وسكون الميم -: ما بين الشُّرب إلى الشُّرب.أما العطش فإنما يقال له: ظَمَأٌ، بفتح الظاء والميم، وهذا نحو قول زهير:

رَعَوْا ما رَعَوْا مِن ظِمْئِهمْ ثُمَّ أَورَدُوا

غِماراً تَسِيلُ بالرِّماحِ وبالدَّمِ

والمُخفِقُ: الخائب مما أَمَّل ).

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي