ملقى السبيل (أبو العلاء المعري)/الهاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الهاء

الهاء

المرءُ نُهِيَ فَمَا انتهى، مَا زَال في العَاجِلةِ يُزدَهَى، إنْ قِيلَ: مَا أَحسنَ وَما أَبهى.فأينَ صَاحِبُك لَمَّا وَهَى، وَطالَ مَا نَعِمَ وَلها ونَال في العُمرِ ما اشتهَى ما بَينَ غِزلانٍ وَمَهَا.دَهَاهُ الزَّمنُ فِيمنْ دَهَى.واللهُ عَمَرَ باللُّهَى، مُصَوِّرُ القَمَرِ وَالسُّهَا.

شعر

المرءُ مَعتُوبٌ عَلَى فِعلِهِ

كَمْ سَمِعَ النَّهيَ فَهَلَّا انتهى

زايلَهُ الزّهوُ وَزَارَ الثَّرى

وَطَالَ مَا عاينتهُ مُزدَهَى

بَاهَى زَماناً بِالَّذِي نَالَهُ

ثُمَّ أَتَى الموتُ فأينَ البَهَا

وَهَتْ عُقُودٌ كانَ في عُمرِهِ

أحكَمَهَا، لا عاقِدٌ ما وَهَى

لم يلهُ عَنهُ الدَّهرُ في عَيشِهِ

وَالدَّهْرُ لا يُخلِدُ غِرّاً لها

ما شَهوَاتُ الحيِّ إلَّا أذىً

إن نَالَ في مُدّتهِ ما اشتَهَى

كانَ يُرَى في غزلٍ دَائِمٍ

مَا بينَ غِزلانٍ لهُ أو مَهَا

دَهَاؤُهُ البَاطِلُ لم يدفَع ال

خَطبَ الَّذي أدركهُ إن دَهَا

شيقتْ إلى الماءِ لهاةٌ لهُ

وَكانَ لا يحفِلُ غمْرَ اللَّهَا

سَهَا عَنِ الواجِبِ فاجتاحهُ

مصوِّرُ البدْر وَرَبُّ السُّهَا

البطليوسيّ: وقال أيضاً - يعني أبا العلاء -:المَرءُ مَعتوبٌ علَى فِعلِهِ. . . . . المعتوب: المسخوط عليه.يقال: عتبتُ عليه ؛ إذا سخطت.فإن أرضيته قلت: أعْتَبْت.والمزدَهَي: المعجَب بنفسه.وفعله: زُهِيَ وازْدُهِيَ، على صيغة ما لم يسم فاعله. والمباهاة: المحاسنة والمفاخرة، والبَهَا: ممدود، ولكن قصره للضرورة.والبهاء - ممدود مكسور الأول -: مصدر بَاهَى يباهي مُباهاةً وبِهاءً.فإذا فتحت الباء فهو مصدر بَهُوَ الشيءُ: إذا حسُن.وكلاهما ممدود.ووَهتْ: ضعُفت، وعقود: جمع عقد. لمْ يَلهُ عنهُ الدَّهرُ في عَيشِهِ. . . لم يله: لم يغفل.يقال: لَهِيتُ عن الشيء على مثال رضيتُ.و ( لَها ) في آخر البيت - من اللّهو.يقال: لَها يلهو على مثال دَعَا يدعو.والغِرّ: الصغير الذي لم يجرب الأمور.وثوى: أقام.والمها: بقر الوحش، واحدتها مَهاة، شبه بها النساء.والغَزَل: النسيب. دَهَاؤهُ البَاطِلُ لَمْ يدفَعِ الْخَطب. . . . . يقول: كان ذا دَهاءٍ ومكرٍ، فلم يدفع خطوبَ الدهر عنه دَهاؤه، بل صار دهاؤه باطلاً لم ينتفع به.ويقال: دَهَا الرجلُ فهو داهٍ، ودَهُوَ فهو دَهيٌّ وَدَهٍ، قال الراجز:

ألمْ أكُنْ حُذِّرتُ مِنْكَ بالدَّهيْ

واللَّهَى: جمع لَهاة، وهي فم الحلق.وغمزها: غُصَصُها. يقول: غُمِزَت لَهاتُه فَسَعَى نحو الماء وكان لا يسعى نحوه.وهذا مثل، وإنما أراد أن الدهر اضطره إلى ما كان غير مضطر إليه ).

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي