ملكت بما أوتيت ناصية النجم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ملكت بما أوتيت ناصية النجم لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة ملكت بما أوتيت ناصية النجم لـ علي الجارم

ملكت بما أوتيت ناصية النجمِ

وحُزْت عِنانَ المجدِ والشرفِ الجمِّ

وعُدْت زعيمَ الفاتحين تقودُه

يدُ اللّهِ مِنْ غُنْمٍ لمصرَ إلى غُنْمِ

تطالعُكَ الأعلامُ نشوىَ كأنّها

بكلِّ الذي أوليْت مِصْر على عِلْمِ

خوافِقُ تنأى في السماءِ وتلتقي

كما مال رِتْمٌ في الفلاةِ إلى رتْمِ

ويُطرِبُها عالي الهتافِ فتنثني

كما رقصتْ هيفُ العذارى على غمِ

فُتنَ بألوانِ الرياض وحسنِها

فقاسَمْنَها في الحُسنِ أو جُرن في القسمِ

وكادَ سروراً ما بها من أهلّةٍ

يتيه على ابن الليل في ليلة التم

لها نشوةٌ لو أنَّ للكرمِ مثلها

لما كانَ إثْماً أنْ تساغَ ابنةُ الكرْمِ

زهاها على الرياتِ أن انتصارَها

على الدهرِ لم يُقْسَم لعُرْبٍ ولا عُجْمِ

وأن فَتَاها لم يقفْ في ثيابه

أخو نجدَةٍ في يومٍ حربٍ ولا سلمِ

حمَاهَا وأعْلاَهَا على النجْمِ سعيُه

فلله من يُعلى اللواءَ ومن يحمي

أبَى المجدُ أن يدنو بفضلِ عنانه

لغير بعيدِ الغَوْرِ والرأيِ والسهمِ

وما خضعَ النصرُ الأشمُّ لفاتحٍ

إذا لم يكُنْ من خيرة السادةِ الشُّمِ

حملنا له الأزهارَ تندَى نضارةً

وتهتز عن طيبٍ وتَفْتر عن بَسْمِ

وأنفسُ شيءٍ في الحياةِ أزاهِرٌ

يُبعثرها شعبٌ على قدمَيْ شهمِ

وجئنا بغُصنِ الغارِ تاجاً لجبهةٍ

عليها سطورٌ من إِباءٍ ومن عزْمِ

أقامَ طويلاً بالرياضِ كأنَّمَا

أُصيبتْ بناتُ المجدِ في مصرَ بالعُقْمِ

سعى الشعبُ أفواجاً إليكَ تسوقُه

نوازعُ حُب قد طَغيْن على الكتْمِ

رأينا به الأذى يهدرُ ماؤه

وجرجرةُ الأمواجِ في لُجّةِ اليم

صفوفٌ بناهَا اللّهُ في حب مُصطفى

تنزّهنَ عن صَدْعٍ وعُوفينَ من ثأمِ

بها اجتمعت كلُّ المدائنِ والقُرى

فما شئتَ من كيفٍ وما شئتَ من كَمِّ

إذا حاولَ الوهمُ المصوّرُ رسمها

على صفحةِ القُرطاسِ عزّتْ على الوهمِ

وأصواتُ صدقٍ بالدعاء تتابعت

لها كدَوِيِّ النحلِ في أذُنِ النجمِ

أصاخَ إليها الصمُّ يستمعونَها

فإن جحدُوها فالعفاء على الصمّ

تُحس أزيزَ النار في نبراتِها

وتلمحُ فيها قوّةَ العَزْمِ والجزْمِ

تكادُ تميدُ الأرضُ بالحشدِ فوقها

وتنسدُّ أرجاءُ الفضاءِ من الزحْمِ

زعمتُ بأن أطوِي لك الجمعَ سابحاً

فللهِ كَمْ لاقيتُ من ذلك الزعْمِ

أحاطت بي الأمواجُ من كُلِّ جانبٍ

أغُوص إلى لحمٍ وأطفُو على لحمِ

إذَا نالَ مني الوكْزُ ما كانَ يشتهي

خلصت إلى ما لا أحب من اللكْم

سددت عليّ الطُرْقَ لم ألْقَ مَسْلكاً

وأوسعت طُرْقَ المجدِ والحسبِ الضخمِ

تمنيتُ لو لامستُ كَفاً هي المُنَى

خواتِمُها قد صاغها الشعبُ من لَثْمِ

وشاهدتُ شهماً كلّما رمتُ رسمَهُ

تصوّرتُ أخلاق الملائكِ في الرسْمِ

وفزتُ بوجهٍ من سنَا اللّهِ ضوؤه

كريمُ المحيّا لا قطوبٍ ولا جهْمِ

إذا قدّرَ الشعبُ الرجالَ فإِنَهُ

قمينٌ بالاستقلالِ في الرأيِ والحكْمِ

دعْونَاكَ للجلّى فكنت غِياثَها

وقد عبثتْ خيلُ الحوادثِ باللّجْمِ

عليكَ من اللّهِ العزيزِ مفاضةً

من الحق لم تأبه لرمْحٍ ولا سهمِ

تصولُ على العدوان تستّلُ نابَهُ

وتصدع بالأيمانِ غاشيةَ الظلْمِ

وترفعُ صدراً كانَ حِصْناً وموئِلاً

لمصرَ فأغناهَا عن الحصْنِ والأطَمِ

رميتَ فسدّدتَ الرمَاءَ وإنَّما

هُو اللّهُ يرمي عن يمينك إذْ ترْمي

وما كل ذي سهمٍ أصابت يمينُه

ولا كل سهمٍ في إصابتهِ يُصْمِي

وجنّدتَ من آرائِكَ الغرِ جحفلاً

طلائِعُه أغَنتْ عن البيضِ والدُّهْمِ

وأرسلتَ صوْتاً في البلادِ مجلجِلاً

سمعنا به زأرَ الضراغِمِ في الأجْمِ

ففتّحت آذاناً وأيقظت أعيُناً

وصنتَ رِباطَ العنصرين من الفصْمِ

فلَمْ يرضَ جنبٌ أن ينَام على أذى

ولم يَرْضَ حَق أن ينامَ على هضْمِ

وطار بنُو مِصْرٍ لنجدةِ أمهم

سِرَاعاً فأكرِمْ بالبنين وبالأمِ

ونَالتْ بك استقلاَلَها مِصْرُ كَامِلاً

على الرغم من كيدِ الزمانِ على الرغْمِ

وحطّمتَ أغلالَ الإسارِ وقد لوتْ

يَدُ الدهرِ واستعصتْ طويلاً على الحَطْمِ

إذا عظمت نفسُ امرىء جلّ سعيُه

وجلّ فَلْم يُوصَمْ بزهْوٍ ولا عظمِ

تحدّثت الدنيا بسعدٍ ومصطفى

وهل قُرئتْ أم الكتابِ بِلاَ بسمِ

أبانَ لكَ الطرْقَ اللَّواجب للعُلا

فجلّيت فعلَ الفارسِ البطلِ القرمِ

بنيت وهدّمتَ الضلالَ مُجاهداً

فكنت كريماً في البناءِ وفي الهدْمِ

بك اهتزّت الآمالُ واخضر عودُهَا

كما اهتزّ روْضٌ جاده واكِفُ السَجْمِ

وربَّ رِجالٍ كالسحائبِ خُلّباً

تسد مصابيحَ السماءِ ولا تهمي

يرون من الحلمِ القرارَ على الأذى

وأين قرارَ الهَوْنِ من خُلقِ الحلْمِ

إذا شهوةُ الدنيا دهت عقْلَ عاقلٍ

غدَا وهو أذكى الناسِ شراً من الفدم

وإن عشقتْ روحُ الفتى راحةَ الفتى

فلا خير في روحٍ ولا خيرَ في جسْمِ

وقفتَ لنصر الحقِّ في قصر منترو

وقوف وضيء الرأيِ مجتمع الحزْم

وحولَكَ من أصحابِكَ الصيدِ فتية

خفافٌ إلى المولى شِدادٌ على الخَصْمِ

يروْنَ من الحتم الوفاء لقومِهمْ

وليست بشاشاتُ الحياةِ من الحتْم

كأنّ غبارَ النصر في لهواتِهم

جنى النحلِ أو أشهى وأطيب في الطعْمِ

لك الحججَ البيضَ الصلاَب كأنّها

نصال سهامٍ قد حززن إلى العَظْمِ

أمن جعل الضيف النزيل كواحدٍ

من الأهْلِ يُرْمَى بالجفاءِ وبالذم

فهمنا ولكن للسياسةِ منطقٌ

عزيزٌ على الأذهانِ صعبٌ على الفهْمِ

ومثلُكَ مَنْ ردّ العقُولَ لمنهجٍ

سديدٍ وأرْدَى الشك بالمنطقِ الحسْمِ

فما زلتَ حتى أدركتْ مِصرُ سؤْلَهَا

رفيعة شأوِ المجدِ موفورةَ السهْمِ

وأصبحَ حُبّاً كل ما كان من قلا

لمصرَ وغُنْماً كل ما كانَ من غُرْم

هنيئاً لَكَ الفتح المبين فإنّه

سيبقى على التاريخِ متضحَ الوسْمِ

نثرتُ له زَهْراً وأنظمتُ لؤلؤاً

فأحسنتُ في نثري وأبدعتُ في نظْمي

شرح ومعاني كلمات قصيدة ملكت بما أوتيت ناصية النجم

قصيدة ملكت بما أوتيت ناصية النجم لـ علي الجارم وعدد أبياتها ثمانية و ستون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي