مللنا وما مل العدو المغاضب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مللنا وما مل العدو المغاضب لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة مللنا وما مل العدو المغاضب لـ أحمد محرم

مَلَلنا وَما مَلَّ العَدُوُّ المُغاضِبُ

وَلِنّا وَما لانَ الزَمانُ المُشاغِبُ

يُعاجِلُنا ما لا نُريدُ مِنَ الأَذى

وَيُبطِئُ مِن آمالِنا ما نُراقِبُ

حَمَلنا قُلوباً يَعصِفُ الدَهرُ حَولَها

وَتَهفو بِها أَحداثُهُ وَالنَوائِبُ

نُريدُ سَبيلَ الأَمنِ وَالأَرضُ كُلُّها

مَشارِقُها مَذعورَةٌ وَالمَغارِبُ

تَثورُ شُعوبُ العالَمينَ وَيَنطَوي

عَلى الذُلِّ شَعبٌ في السَكينَةِ راغِبُ

رُمينا بِأَقوامٍ مِراضٍ قُلوبُهُم

يَسومُونَنا ما لا يُسامُ المُحارِبُ

فَلا الدَمُ مَمنوعٌ وَلا العِرضُ سالِمٌ

وَلا العَسفُ مَحظورٌ وَلا الرِفقُ واجِبُ

يُقادُ إِلى الهَيجاءِ مَن لا يُريدُها

فَيَمشي إِلَيها وَهوَ طَيّانُ ساغِبُ

أَطاعَ العِدى لا أَنَّهُ خانَ قَومَهُ

وَلَكِنَّما ضاقَت عليه المذاهبُ

هُمو سَلَبوهُ المالَ وَالآلَ وَاِحتَوَوا

مِنَ الحَبِّ وَالأَنعامِ ما هُوَ كاسِبُ

فَأَصبَحَ لا يَدري أَفي الأَرضِ مَذهَبٌ

أَمِ اِنطَبَقَت أَطرافُها وَالمَناكِبُ

تَطَوَّعَ يَلقى المَوتَ لا مِن شَجاعَةٍ

وَلِكِنَّهُ مِن خيفَةِ المَوتِ هارِبُ

رَماهُ مِنَ الجوعِ المُبَرِّحِ مِقنَبٌ

تَدينُ لَهُ الهَيجا وَتَعنو المَقانِبُ

إِذا كَرَّ لاقَتهُ الأَسِنَّةُ خُضَّعاً

وَجاءَتهُ في زِيِّ العِصِيِّ القَواضِبُ

أَسِفتُ لِشَعبٍ مُستَباحٍ وَأُمَّةٍ

أَحاطَ بِها جَيشٌ مِنَ الظُلمِ غالِبُ

تُمارِسُ مِنهُ غارَةً بَعدَ غارَةٍ

وَتَرقُبُ فيهِ ما تَجيءُ العَواقِبُ

تَروحُ وَتَغدو وَالنُفوسُ نَوازِعٌ

تُدافِعُها آمالها وَتُجاذِبُ

طَوَت حِجَجاً سوداً كَأَنَّ شُهورَها

بَناتُ الدُجى أَهوالُها وَالغَياهِبُ

تَسيرُ بِطاءً وَالمَكارِهُ رُكَّضٌ

بِأَرجائِها وَالمُزعِجاتُ دوائِبُ

نَشُدُّ القُلوبَ الخافِقاتِ تَهُزُّها

خُطوبُ اللَيالي وَالهُمومُ النَواصِبُ

وَأَهلَكنا غَدرُ الوُلاةِ وَقَولُهُم

هَنيئاً لِشَعبٍ اَخطَأَتهُ المَعاطِبُ

أَرونا بِلاداً فاتَها ما أَصابَكُم

وَتَمَّت لَها حاجاتُها وَالمَطالِبُ

أُبيدَت شُعوبٌ جَدَّ في الحَربِ جِدُّها

وَغودِرَ شَعبٌ في الكِنانَةِ لاعِبُ

لَبِستُم رِداءَ السِلمِ إِذ كُلُّ أُمَّةٍ

لَها مِن دِماءِ الهالِكينَ جَلابِبُ

فَلا تَكفُروها يا بَني مِصرَ نِعمَةً

وَلا يَجلِبَنَّ الشَرَّ في مِصرَ جالِبُ

لَعَمري لَقَد غالَ النُفوسَ فَسادُها

وَلا كَنُفوسٍ أَفسَدَتها المَناصِبُ

تَطيبُ سَجايا المَرءِ حَتّى إِذا سَما

بِهِ مَنصِبٌ دَبَّت إِلَيهِ المَعائِبُ

أَخَذنا عَلى القَومِ العُهودَ فَما وَفوا

وَلا صَدَقَت أَخلاقُهُم وَالضَرائِبُ

كَأَنّا وَإِيّاهُم عَلى مُستَكِنَّةٍ

مِنَ الحِقدِ نُخفيها مَعاً وَنُوارِبُ

يَخافونَ بَعضَ اللائِمينَ وَنَتَّقي

بَوادِرَهُم فَالشَرُّ حَيرانُ هائِبُ

كِلانا عَلى ما يَسلِبُ النَفسَ حِلمَها

مِنَ الأَمرِ لا راضٍ وَلا هُو غاضِبُ

وَإِنَّ بِلاداً سامَها الضَيمَ أَهلُها

لَأَجدَرُ أَن يَقضي عَلَيها الأَجانِبُ

يُصيبونَ مِنها كُلَّ يَومٍ فَريسَةً

تُمَزِّقُها أَنيابُهُم وَالمَخالِبُ

أُسودٌ عَلى المُستَضعَفينَ ثَعالِبٌ

تَروغُ إِذا هَبَّ القَوِيُّ المُواثِبُ

سَئِمنا حَياةَ الذُلِّ وَالذُلُّ مَركَبٌ

يُسايِرُ فيهِ المَوتَ مَن هُوَ راكِبُ

نُريدُ فَيَأبى الظالِمونَ وَنَشتَكي

فَيَحجِبُنا مِنهُم عَنِ العَدلِ حاجِبُ

دَهانا مِنَ الأَقوامِ ما لَو دَها الصَفا

لَفاضَت دَماً عَن جانِبَيهِ المَذانِبُ

وَلَو أَنَّ بِالشُمِّ الشَوامِخِ ما بِنا

لَما ثَبُتَت مِنها الذُرى وَالجَوانِبُ

أَما تُحسِنُ الأَيّامُ صُنعاً بِأُمَّةٍ

أَساءَت بِها الصُنعَ اللَيالي الذَواهِبُ

صَبَرنا وَهَذا مُنتَهى الصَبرِ كُلِّهِ

فَأَينَ أَمانينا وَأَينَ المَآرِبُ

فَلا مَجدَ لِلأَوطانِ حَتّى يَزورَها

كَتائِبُ تُزجيها لِقَومي كَتائِبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة مللنا وما مل العدو المغاضب

قصيدة مللنا وما مل العدو المغاضب لـ أحمد محرم وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي