مل من صبوته ما أملا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة مل من صبوته ما أملا لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة مل من صبوته ما أملا لـ ابن قلاقس

ملّ من صبوتِه ما أمّلا

فسلا عن قلبِه كيفَ سَلا

نزَعَتْ عنه يدُ الشيب صِباً

طالما غازَل فيه الغزَلا

ونهى منه النُهى مزدَجِراً

نسخَ الآخرُ عنه الأوّلا

ولقد كان ومن آرابِه

غُصُنٌ ماسَ وبدر كُمِّلا

كان يهوى منه بدراً طالعاً

أفلا يندُبُه إذْ أفلا

عاطل اللّبّة لولا غَيَدٌ

نقلَ الحسنُ إليه المُقَلا

رُبَّ ليلٍ باتَ فيه المُشتَري

بأحاديثي يناجي زُحَلا

حيثُ رُعْتُ الأُجْلَ في أحشائِه

بابْنِ نكْباءَ يفوتُ الأجَلا

كلما استرْقَصَ عِطفَيْهِ هوى

ملأ الرّكضُ بجَنبَيْهِ المَلا

خاطرٌ جال عليه خاطرٌ

آمنٌ منه الوجا والوجَلا

ولقد تعطِفُني نحو الحمى

خُلَلٌ تسد الخَللا

حبّذا في أبْرَقَيْهِ حِلَلٍ

خلعَ الحُسْنُ عليها حُللا

وانثنى الأسمرُ منها غُصُناً

وجرى الأبيضُ فيها جدولا

طالنا حُيّيتُ في أطلالها

بِطِلاً بت أعاطيها طلا

زُهَريُّ المرتقى والمُلْتَقى

زهَريُّ المُجْتَنى والمجتلى

عسكريُّ هزّ من معطِفِه

أسمراً أفتكَ مما اعتقلا

كلَفي منه ببدرٍ رامِح

ينتَحي منه سِماكاً أعزَلا

ضاحَكَتْ غُرّتُهُ طُرّتَهُ

فأقلّ الصُبْحُ ليلا ألْيَلا

وإذا روّيْتُ في رؤيته

بدَهَ الحُسنُ بها وارتجَلا

سِرْتُ في الحُسْنِ إليه مَعلماً

والى السّلوانِ عنه مَجْهَلا

ولقد ضاعَ فؤادي عندَه

فأنا أطلبُ عنه بَدَلا

والى أحمدَ أحمَدْتُ السُّرى

حين طارَحْتُ الصِّبا والشّمْألا

أمّت الآمالُ منه راحةً

تُبغِضُ الرّيْثَ وتهوى العَجَلا

واستجاشَ الحقُّ منه واحداً

ينظرُ الباطلُ منه جَحْفَلا

راقياً حيّةَ خَطْبٍ راقياً

طودَ مجدٍ راقِماً ثوبَ عُلا

عكَفَ الشِّعْرُ على أوصافه

فهو الروضُ أصابَ المَنهَلا

واستفادَ الدهرُ من آدابِه

بعدما كان اعتدى فاعْتَدَلا

ناهضٌ بالعبءِ لو كلّفتهُ

ردّ أيام الصِّبا لاكْتَفلا

أسفرَتْ آراؤهُ عن شارِقٍ

كلما أومضَ جَلّى الجُلَلا

فهو ما سدّد منها أسهُماً

رشقَتْ من كلّ خطبٍ مَقْتَلا

لانَ عن فرطِ نشاطٍ ولكَمْ

شدّةٍ في القومِ عُدّتْ كسَلا

وإذا ما جدّ في أكرومةٍ

قُلْتَ من إفراطِه قد هزَلا

هزّ عِطفَيْهِ النّدى فانتزعا

ما أعارَتْهُ المُدامُ الثّملا

وانثنَى والمدحُ يلويه كما

لوتِ النكباءُ رُمحاً خطِلا

بنَثاً فاوحَهُ الطّيبُ فلم

يرتَضِ المندَلَ عنه بدَلا

يتغنّى ساجعُ الطّيرِ به

هزَجاً في أيْكِهِ أو رمَلا

هنئَ الدّهرُ به من سيّدِ

شدّ منه ما وهى أو وَهَلا

وازْدَهى الشهر الذي ألبَسَهُ

ذلك العِلْمَ وذاك العمَلا

كان فيه صائماً أو قائماً

منعِماً أو مُفضِلاً أو مُجْمِلا

لم يزَلْ فيه على عاداتِه

بالتقى مرتدياً مُشتَمِلا

واكْتَسى الفِطْرُ به ثوبَ الصِّبا

مَعْلَماً منسحِباً منسدِلا

ورأى العيدُ لديه عيدَه

فثَنى من معطِفيْهِ جَذَلا

دامَ للعلمِ بلا مِثْلٍ فقد

ضربوه في المعالي مَثلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة مل من صبوته ما أملا

قصيدة مل من صبوته ما أملا لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي